على حدِّ قولِ اللواءِ
سنة 2012
على وجهِ أرضٍ بعضُ خدّيهِ كوثرُ=يجرّونَ ذيلَ التيهِ .. قومٌ تصحَرّوا
كذنبٍ قديمٍ علّقَ الموتُ وجهَهُ=فيلُقى ضياءٌ شاحبُ اللونِ أغبرُ
وتمتدُّ ما بينَ الفضائينِ نغمةٌ=بساحلِها يرسو صقيعٌ ومجمرُ
وبينَهما جمرٌ على قيدِ نفخةٍ=يرومُ انطفاءً والسمواتُ تنظرُ
فشتّان ما بينَ اصفرارٍ وخُضرةٍ=فهاهم كما شاؤوا يبابٌ وبيدرُ
وسربُ عطاشى فوقَ أغصانِ دمعةٍ=تقوّسَ جنحُ القلبِ فيهِمْ فكُوِّروا
تكفّنُ عينَ الشمسِ أسمالُ لُجةٍ=وأفقٌ بهاماتِ الرماحِ يُدثَّرُ
فما حاجةُ الأرضِ التي جفَّ ريقُها=إلى طعمِ ضوءٍ من فمِ القبحِ يقطرُ؟
إذْ انثالَ بدرٌ طوقَ الطفَّ عزمُهُ=فكانتْ كعينٍ إذْ أبو الفضلِ محْجرُ
وكنتُ نديمَ الزهوِ في بحرِ كفِّهِ=فكلُ بحارِ الكونِ في الكفِّ خنصرُ
يشقُّ سوافي الريحِ قلبي بخفقةٍ=بها يُستفزُ الرعدُ والريحُ تزأرُ
وكانَ كلغزٍ أرهقَ الجمعَ حلُّهُ=تعالى كطودٍ والسما فيهِ تعثرُ
كصدرِ سفينٍ شقَّ بحرَ جيادِهم=وتوَّجَهم رعباً فسيفٌ ومِنحرُ
كصيحةِ ربٍّ رفَّ جنحُ عذابِهِ=فما ذنبُهمْ في ناقةٍ سوفَ تُعقَرُ؟
وتستنشقُ الموتَ الزؤامَ صوارماً=رقابٌ بأوحالِ الرؤوسِ تعثَّرُ
رجالٌ بأقدامٍ تلوكُ فرارَها=فتكبرُ أينٌ والإجاباتُ تصغرُ
ولما أتى للنهرِ صبراً مبلّلاً=بثُقلِ خيامِ اللهِ والصبرُ أنهرُ
وقامتْ بناتُ الماءِ تُغوي شفاهَهُ=فَدُرْنَ وثغرُ البدرِ قصدٌ ومحورُ
رماهنَّ سجّيلاً من الدمعِ نازفاً=يقيناً , وصوتٌ للإخاءِ يكبّرُ
(فيا نفسُ هُوني) أيُّ صوت ٍ مجلجل ٍ=على صَفَحاتِ الدهرِ ما زالَ يهدرُ
وقامَ بجودٍ يُتقنُ الماءُ كنهَهُ=تقدسَ جودٌ في فمِ الماءِ يمطرُ
ليرويَ قرآناً يزفُّ حروفَهُ=عرائسَ من دمع ٍ إلى اللهِ تُبحرُ
ورتَّلَ معنى البدرِ حشدٌ لأسهمٍ=تشظّتْ ظلاماً والنهاياتُ مصدرُ
تشظّتْ وكانَ الوقتُ يتلو ترقّباً=وأنفاسُهُ في غيهبِ الطفِّ تُقبرُ
فخُضّبَ بدرٌ واستدارَ خسوفُهُ=ونامَ بحضنِ الجودِ نابٌ وأظفرُ
ومن جوهرِ الكفّينِ سالَتْ مواجعٌ=جداول إيثارٍ على الجرفِ تُبذَرُ
وأمّا أنا لمْ تلثمِ الأرضُ هامتي=فقدْ شاءَ ربُّ الأرضِ لي لا أُعفّرُ
على القبةِ الصفراءِ مازلتُ صادحاً=بعنصرِ تكويني شموخٌ يُزمجرُ
وما زلت ُلا أُطوى وإنْ مرَّ عاصفٌ=ورايات ُكلِّ الخلقِ تطوى وتنشر ُ
وأطلبُ وتراً كلَّ طفٍ يمرُّ بي=فيا قائماً بالأمرِ أيّان تظهرُ؟