على وجهِ أرضٍ بعضُ خدّيهِ كوثرُ=يجرّونَ ذيلَ التيهِ .. قومٌ تصحَرّوا كذنبٍ قديمٍ علّقَ الموتُ وجهَهُ=فيلُقى ضياءٌ شاحبُ اللونِ أغبرُ وتمتدُّ ما بينَ الفضائينِ نغمةٌ=بساحلِها يرسو صقيعٌ ومجمرُ وبينَهما جمرٌ على قيدِ نفخةٍ=يرومُ انطفاءً والسمواتُ تنظرُ فشتّان ما بينَ اصفرارٍ وخُضرةٍ=فهاهم كما شاؤوا يبابٌ وبيدرُ وسربُ عطاشى فوقَ أغصانِ دمعةٍ=تقوّسَ جنحُ القلبِ فيهِمْ فكُوِّروا تكفّنُ عينَ الشمسِ أسمالُ لُجةٍ=وأفقٌ بهاماتِ الرماحِ يُدثَّرُ فما حاجةُ الأرضِ التي جفَّ ريقُها=إلى طعمِ ضوءٍ من فمِ القبحِ يقطرُ؟ إذْ انثالَ بدرٌ طوقَ الطفَّ عزمُهُ=فكانتْ كعينٍ إذْ أبو الفضلِ محْجرُ وكنتُ نديمَ الزهوِ في بحرِ كفِّهِ=فكلُ بحارِ الكونِ في الكفِّ خنصرُ يشقُّ سوافي الريحِ قلبي بخفقةٍ=بها يُستفزُ الرعدُ والريحُ تزأرُ وكانَ كلغزٍ أرهقَ الجمعَ حلُّهُ=تعالى كطودٍ والسما فيهِ تعثرُ كصدرِ سفينٍ شقَّ بحرَ جيادِهم=وتوَّجَهم رعباً فسيفٌ ومِنحرُ كصيحةِ ربٍّ رفَّ جنحُ عذابِهِ=فما ذنبُهمْ في ناقةٍ سوفَ تُعقَرُ؟ وتستنشقُ الموتَ الزؤامَ صوارماً=رقابٌ بأوحالِ الرؤوسِ تعثَّرُ رجالٌ بأقدامٍ تلوكُ فرارَها=فتكبرُ أينٌ والإجاباتُ تصغرُ ولما أتى للنهرِ صبراً مبلّلاً=بثُقلِ خيامِ اللهِ والصبرُ أنهرُ وقامتْ بناتُ الماءِ تُغوي شفاهَهُ=فَدُرْنَ وثغرُ البدرِ قصدٌ ومحورُ رماهنَّ سجّيلاً من الدمعِ نازفاً=يقيناً , وصوتٌ للإخاءِ يكبّرُ (فيا نفسُ هُوني) أيُّ صوت ٍ مجلجل ٍ=على صَفَحاتِ الدهرِ ما زالَ يهدرُ وقامَ بجودٍ يُتقنُ الماءُ كنهَهُ=تقدسَ جودٌ في فمِ الماءِ يمطرُ ليرويَ قرآناً يزفُّ حروفَهُ=عرائسَ من دمع ٍ إلى اللهِ تُبحرُ ورتَّلَ معنى البدرِ حشدٌ لأسهمٍ=تشظّتْ ظلاماً والنهاياتُ مصدرُ تشظّتْ وكانَ الوقتُ يتلو ترقّباً=وأنفاسُهُ في غيهبِ الطفِّ تُقبرُ فخُضّبَ بدرٌ واستدارَ خسوفُهُ=ونامَ بحضنِ الجودِ نابٌ وأظفرُ ومن جوهرِ الكفّينِ سالَتْ مواجعٌ=جداول إيثارٍ على الجرفِ تُبذَرُ وأمّا أنا لمْ تلثمِ الأرضُ هامتي=فقدْ شاءَ ربُّ الأرضِ لي لا أُعفّرُ على القبةِ الصفراءِ مازلتُ صادحاً=بعنصرِ تكويني شموخٌ يُزمجرُ وما زلت ُلا أُطوى وإنْ مرَّ عاصفٌ=ورايات ُكلِّ الخلقِ تطوى وتنشر ُ وأطلبُ وتراً كلَّ طفٍ يمرُّ بي=فيا قائماً بالأمرِ أيّان تظهرُ؟

Testing
عرض القصيدة