نحْوَ طفِّ الإبَاءِ
سنة 2009
ما للزمانِ مُريبةٌ أحوالُهُ = الشمسُ بادتْ والغيابُ طويلُ
والليلُ غطَّتْهُ المصائبُ عُنوةً = والناسُ إنْ مالَ الزمانُ تميلُ
وَقفوا على جُثثِ الإباءِ كأنَّها = والتربُ خالَطَها دمٌ ويسيلُ
كانوا بأرضِ الوَحيِ زهرةَ روحِهِمْ = فدعاهُمُ نحوَ الطفوفِ رحيلُ
أسْرَتْ بهِمْ نُوَبُ الزمانِ لكربلا = ءَ قلوبُهُمْ صوبَ الجنانِ تميلُ
حتى إذا وقفوا على معراجِهِمْ = لمْ يبقَ إلا نسوةٌ وعليلُ
جنحَ الظلامُ إلى الخدورِ ويا لَها = من ليلةٍ في جوفِها ترتيلُ
وتصيحُ زينبُ وا أخاهُ وما لزي = نبَ والنساءِ بدمعِهِنَّ سبيلُ
وكأنَّ للعباسِ ناحَتْ زينبٌ = وهلِ النواحُ على الكفيلِ قليلُ
لكنْ وإنْ سالَتْ عليهِ دُموعُها = ما كانَ يحيا بالبُكاءِ قتيلُ
وإلى شبيهِ مُحمدٍ ليلى رَنَتْ = وعمودُ مُرَّةَ بالدماءِ ثقيلُ
أعليُّ هذا في الثرى مُلقىً صري = عاً أم مُحمدُ، ما هو التأويلُ؟
لكنَّ رضَّ الصدرِ تحتَ جيادِهِم = أبكى السماءَ وللنسَاءِ عويلُ
وإذا بفاطمَ عندَهُ وبصدرِها ال = مسمارُ يبكي فالمصابُ جليلُ
جارَ الزمانُ بكربلاءَ عليهِمُ = فغلى بقلبِ المؤمنينَ غليلُ