سلامٌ لغزةَ من كربلاءَ
سنة 2009
تغيبُ المسافةُ في أضلعي= وتطلعُ غزةُ في مطلعي
فأذكرُ وجهَكِ يا كربلا=ءُ بوجهِ الضحايا مع الرُضَّعَ
فتطفو على الجفنِ تهويمةٌ= تُرِيقُ الحقيقةَ في الأدمعِ
بأنَّ الدماءَ التي أغرقَتْ =على غصصِ الحزنِ لم تفزعِ
تناغي لمجدٍ من الموحيا=تِ لأمسٍ من الأملِ المشرَعِ
كأنَّ الدماءَ التي أُهْرِقَتْ =على الجانبينِ إلى المصرعِ
تُسِيلُ على الطفِّ سيلَ الحني=نِ تصلي الحسينَ بمسترجَعِ
بأنَّ الحقيقةَ في لونِها =عيونٌ تدلّتْ ولم تلمعِ
فتعصفُ بالصمتِ أحداقُها =لتنفي السياسةَ للمخدعِ
لأنَّ الحقولَ التي أثمرَتْ= سنابلَ عزٍّ على المدمعِ
تعشَّقَتِ الذودَ عن وحيِها =وغيرَ الكرامةِ لم تجرعِ
تجلَّتْ لتسمو على النائبا=تِ وأصغَتْ لوحيِ الهُدَى الأروعِ
فإنْ سامَها الظلمُ كفَّ الحِمَا=م سيبقى الإباءُ على المبضعِ
كجذوةِ صبحٍ تنيرُ الطري=قَ على كلِّ ليلٍ بغيٍّ دعيّ
تصلّي وللدمِ تكبيرةٌ= تطلُّ على العالَمِ الأرفعِ
فتشرقُ شمسٌ تبيدُ الضَّلا=لَ ليورقَ غصنُ المدى الأنصعِ
تلملمُ وجهاً أضاعَ العبو=رَ بمستنقَعِ الغيِّ في بُرْقُعِ
بما سوَّدَتْهُ أتونُ الغبا=ءِ لآخرَ يهذي بما لا يعي
فما تنفعُ القممُ المتعَبَا=تُ إذا في الضمائرِ لم تنفعِ
فذا القدسُ قد ضاعَ في غرفةٍ = تضيقُ أذاناً على الرُكَّعِ
فبُورِكَ دمٌّ يُضيفُ الأباةَ =إلى أمَّةِ الحقِّ لا المجمعِ
لأنَّ العروبةَ ما تدَّعِيهِ =وعارُ العروبةِ ما تَدَّعي
تداعَتْ فهُدَّ الجدارُ الذي= تعملَقَ يوماً على المربعِ
فلمْ يبقَ إلا الغبارُ الشعا=رُ لأمسٍ تولّى عن التُبَّعِ
يُلَوِّثُ للذكرِ بالذاكري=نَ فيصدعُ بالحافرِ المصدعِ
لكِ غزّةَ الفتحِ هذا الجَنَا=نُ كما تشتهِيهِ فلمْ أمنعِ
ففصْلُ الحكايةِ نهرُ الثبا=تِ ومتنُ الروايةِ كالمنزعِ
يعدُّ المشاعرَ خفقَ القلو=بِ فهلْ للمشاعرِ من مبضعِ؟
فيستأصلُ الخفقَ ذاكَ الجري=حُ على قلبِ غرٍّ بلا أدمعِ
وهلْ ينهِكُ الردعُ بالمنهَكِي=نَ لتلقى العدالةَ في ردّعِ
وهيهاتَ للبغيِ أنْ يستمرْ=رَ ووجهُ الكرامةِ بالمصنعِ
تحدَّى السياسةَ في شجبِها= ونحَّى العمالةَ عن موقعِ
وتلكَ البطولةُ صنعُ الفدا=ءِ تعودُ جذوراً إلى المنبعِ
وقدْ جلجلَ الحقُّ في غصنِها= كثغرِ الرسالةِ بالمرضعِ
تغذّي القيادةَ أثداؤُها =بما للعقيدةِ من مرجعِ
لأنَّ السماءَ بسُوحِ الكفا=حِ تصلّي الدماءَ على المطلعِ
سجوداً لطفلِكِ بينَ الدَّما=رِ تكفِّنُهُ طلقةُ المدفعِ
وقد هدأَ النوحُ بالنائحي=نَ لأروعَ مِنْ ذاكَ بلْ أفظعِ
سلامٌ لجرحِكِ بينَ الصمو=دِ أيا غزّةَ الفتحِ ماذا معي؟
وقد أسكَتَ الصوتُ بالواثبي=نَ إلى التضحياتِ ألا فاسمعي
فإنْ جُعْتِ أنتِ فنحنُ الجيا=عُ إلى أملٍ خائف مُوجعِ
لأنَّ العروبةَ قد ضُيِّعَتْ= بذاتِ خريفٍ ولم ترجعِ
وتاهَتْ بثقبٍ مِنَ الإعتلا=ل فلم تدْرِ عن دربِها المهيعِ
تعدُّ النجومَ لأعذارِها= بوصمِ الضحيّةِ بالمُفْزِعِ
وقد عطّلَ الأنسَ قلبُ النسو=رِ فعادَتْ غرابيلَ مستمتعِ
غلى صبرُنا عن دموعِ النحي=بِ لنعتصرَ الدمعَ بالهلّعِ
وتلكَ المجازرُ من صُرَّعٍ= بأشلائِها جمرةُ اللوذعِ
ونحنُ لآماقِنا ساكبو=نَ ونشكو القصيرةَ مِنْ أذرعِ
ونحوَ الترابِ على الغاصبي=نَ طبعْنَا القلوبَ ولم تطبعِ
فيا صحوةَ الدَّمِ في الثابتي=نَ تَنَفَّسْتُ فيها هوى ممرعِ
فإنْ شذَّ ليلٌ سنعلي الجبا=هَ بدمِّ الوريدِ إلى المفزعِ
سلامٌ لغزَّةَ من كربلاءَ =بحيثُ الشهادةُ في الأضلعِ
تسيلُ فنصبغُ منها الوجو=هَ أيا كربلا الوجعِ المفزعِ
سلامٌ لأرضِكِ حيثُ الحسي=نُ بحالٍ فظيعٍ بلا إصبعِ
ورأسٌ لهُ فوقَ عالي القَنا =ترّبَّعَ والنحرُ لم يُنْقَعِ
سلامٌ عليكَ فذي زينبٌ =تطوفُ الضحايا إلى المصرعِ
تغسِّلُ أجسادَهُمْ بالدمو=عِ ولا مِنْ مُحامٍ ولا مخدعِ
تعمَّدَها للسِّبا الظالمو=نَ بنفسٍ إلى الظلمِ لم تركعِ
سلامٌ لغزّةَ مِنْ زينبٍ= ومِنْ كربلاءَ ومِنْ صُرَّعِ
تُوَشِّحُ أثوابَها بالسوا=دِ فيا قطرةَ العشقِ لا تجزعي
فسنِّيَّةُ العشقِ مِنْ كربلا= بغيرِ الكرامةِ لم تقنعِ
وشيعِيَّةُ الصبرِ بينَ الجرا=حِ على جبهةِ الحقِّ لم ترجعِ
فصبراً لجرحِكِ بينَ الجرا=حِ فلَنْ يبقى زيفٌ إلى مُدَّعِ
فتلكَ الشهادةُ نهرُ الخلو=دِ تُعِيدُ الحياةَ إلى المنبعِ
سلامٌ على جسدٍ للحسي=نِ بعمقِ الرسالةِ بالمصرعِ