هيَ الزهراء
ديوان نور على نور - ماهر الشهابي البحراني
هلْ صِرتَ عن مقامِها تَستفهمُ؟ = وكلُّ ما يُسرَدُ عنها مؤلمُ
بنتُ الهدى، أمُّ أبيها، (فاطمٌ) = على جلالِها تَعدَّى مُجرمُ
قُلْ لي أهل بضعةُ (طه المصطفى) =من بعدِ ما غابَ بجورٍ تُظلَمُ
وهو الذي يسمو على كلِّ الورى = وأنبياءُ (اللهِ) فيهِ تُختمُ
وصىَّ بها وقال: هذي بضعتي = "والمرءُ في حفظِ بنيهِ يُكرَمُ"
فكيف بنتُ (المصطفى) تلقى أذًى =وتُغصَبُ الحقَ وليستْ تُرحَمُ
فأين (طه) ينظُرُ القومَ الأُلى = جاءوا وفيهم ظالمٌ منتَقِم
إذْ لم يُراعوا ذِمةً أو شِرعةً = وحولها النارَ بحقدٍ أضرموا
وحطَّموا من (فاطمٍ) ضلوعَها = أما دروا أيَّ ضلوعٍ حَطمَّوا؟!
وفوقَ أعتابٍ لها لمَّا هوتْ = يا ويحَ قلبي ولها يجري دمُ
ما أبصروا حقيقةَ (الزهراءِ) بل = عن كُنهِ ما تحويهِ من حقٍ عَمُوا
فما سقوطُ الحَمْلِ إلا شاهدٌ = بأنهمْ، قولَ (النبيْ) ما التزموا
حاشى، وإنْ رُمتَ هنا تفقُهًا = فإنهمْ بالدينِ لا، لم يُسلِموا
إنْ قدَّموا للناسِ عِجلَ السامري = فإنهمْ إلى الورا تقدَّموا
هذي هيَ (الزهراءُ) من ظُلامةٍ = من نِحْلةِ (المختارِ) أضحتْ تُحرَمُ
فإنْ أقامتْ مجلسًا تندبُهُ = تُمنعُ أو على الخدودِ تُلطَمُ
ونعشُها، شُيِّعَ ليلاً، خُفيةً = وقبرُها يُعفى وليس يُعلمُ