أيها الغائب عن عيني (مولد الإمام الحجة 1437ه). مرتضى الشراري العاملي
أيها الغائبُ عن عيني ولكن = في يقيني أنتَ شمسٌ في الحضورِ
حين أسلو عنكَ أسلو عن وجودي = وغصوني حينها تعصي جذوري
حين لا يطريك ثغري فهو طينٌ = قد خلا من طهرِ روحٍ وعبيرِ
حين لا تدعوكَ روحي فدخانٌ = دون نارِ أولدتُه، دون نورِ
كلما غبتَ عن الأبصار يسطعْ = لكَ نجمٌ شعَّ في قلبِ البصيرِ
أنتَ قد أشرقتَ في كلِّ صباحٍ = لا تراكَ العينُ بل طهرُ الضميرِ
أنتَ أقوانا حضورًا، نحن حظرٌ = واحتضارٌ وطعامٌ للقبورِ
أنتَ سلطانُ البرايا، كل خفقٍ = فيك يا مولايَ أمرٌ من أميرِ
فانتظرْنا، انتظرْ أحفادَنا، نح=ن ذوو عُمْرٍ حثيثٍ وقصيرِ
نحن أضيافُكَ، أكرمْنا بمرأى= وجهِك المشرقِ يا شمسَ العصورِ
وتصدّقْ سيدي بالحِلْمِ علينا = نحنُ في الغفلةِ غرقى والفتورِ
سيدي نحن دموعٌ ورزايا = نحن نحيا فوقَ بركانٍ خطيرِ
أنتَ تدري كم نعاني، أنتَ شمسٌ = نحن لا ندري كم تعاني يا أميري
ليتَنا نحظى برؤياكَ فنُروى = من رحيقِ الحقِّ والوجهِ المنيرِ
سيدي نحن يتاماكَ، وثكلى = أحرفُ السعدِ على شوقِ السطورِ
نحن ما زلْنا على قيدِ وَلانا = وعلى قيدِ رجانا المستجيرِ
أمةُ الحقدِ تخطّتْ كلَّ حقدٍ = ركبتْ فوقَ لظاها المستطيرِ
حشدتْ كلَّ الفتاوى طولَ دهرٍ = نفختْ في كلِّ جمراتِ الدهورِ
نحنُ نشتاقُكَ عدلًا سرمديًا = غابَ كي يقوى على الظلمِ الكبيرِ
واحترَفْنا الشوقَ عمرًا، واحترَقْنا = وسيبقى الشوقُ يسطعُ في الحفيرِ
لو عرفناكَ بأرضٍ لزحفْنا = أو ببحرٍ فلَخُضْنا في البحورِ
وسرورٌ قبلَكم محضُ ادّعاءٍ = ليس إلّا أوبُكم محضَ السرورِ
غبتَ عن طينٍ بنا، لا عن شعورٍ = أنتَ سلطانٌ على تاجِ الشعورِ
فتقبّلْ كل ما ينبضُ فينا = ليكونَ النبضَ في قلبِ الظهورِ