أيها الغائبُ عن عيني ولكن = في يقيني أنتَ شمسٌ في الحضورِ حين أسلو عنكَ أسلو عن وجودي = وغصوني حينها تعصي جذوري حين لا يطريك ثغري فهو طينٌ = قد خلا من طهرِ روحٍ وعبيرِ حين لا تدعوكَ روحي فدخانٌ = دون نارِ أولدتُه، دون نورِ كلما غبتَ عن الأبصار يسطعْ = لكَ نجمٌ شعَّ في قلبِ البصيرِ أنتَ قد أشرقتَ في كلِّ صباحٍ = لا تراكَ العينُ بل طهرُ الضميرِ أنتَ أقوانا حضورًا، نحن حظرٌ = واحتضارٌ وطعامٌ للقبورِ أنتَ سلطانُ البرايا، كل خفقٍ = فيك يا مولايَ أمرٌ من أميرِ فانتظرْنا، انتظرْ أحفادَنا، نح=ن ذوو عُمْرٍ حثيثٍ وقصيرِ نحن أضيافُكَ، أكرمْنا بمرأى= وجهِك المشرقِ يا شمسَ العصورِ وتصدّقْ سيدي بالحِلْمِ علينا = نحنُ في الغفلةِ غرقى والفتورِ سيدي نحن دموعٌ ورزايا = نحن نحيا فوقَ بركانٍ خطيرِ أنتَ تدري كم نعاني، أنتَ شمسٌ = نحن لا ندري كم تعاني يا أميري ليتَنا نحظى برؤياكَ فنُروى = من رحيقِ الحقِّ والوجهِ المنيرِ سيدي نحن يتاماكَ، وثكلى = أحرفُ السعدِ على شوقِ السطورِ نحن ما زلْنا على قيدِ وَلانا = وعلى قيدِ رجانا المستجيرِ أمةُ الحقدِ تخطّتْ كلَّ حقدٍ = ركبتْ فوقَ لظاها المستطيرِ حشدتْ كلَّ الفتاوى طولَ دهرٍ = نفختْ في كلِّ جمراتِ الدهورِ نحنُ نشتاقُكَ عدلًا سرمديًا = غابَ كي يقوى على الظلمِ الكبيرِ واحترَفْنا الشوقَ عمرًا، واحترَقْنا = وسيبقى الشوقُ يسطعُ في الحفيرِ لو عرفناكَ بأرضٍ لزحفْنا = أو ببحرٍ فلَخُضْنا في البحورِ وسرورٌ قبلَكم محضُ ادّعاءٍ = ليس إلّا أوبُكم محضَ السرورِ غبتَ عن طينٍ بنا، لا عن شعورٍ = أنتَ سلطانٌ على تاجِ الشعورِ فتقبّلْ كل ما ينبضُ فينا = ليكونَ النبضَ في قلبِ الظهورِ