في إستنهاض الإمام المهدي (ع)
السيد باقر العطار
طلاب المعالي بالرقاق البواتر= ونيل الأماني بالعتاق الضوامر
وبالسابغيات المضاعف نسجها= وبالسمهريات اللدان الشواجر
تلوى بأيدى الشوس ليناً كأنها= صلال الأفاعي منخلال المغافر
وبالغارة الشعواء في ليل عثير= ترى القوم فيها دارعاً مثل حاسر
وبالعزمة الغراء لمع وميضها= تبسم عن ماض الغرارين باتر
وبالفتحة العضباء عن حد نجدة= تجد بها الأعناق دون المناخر
ورب جهول قد تعرض للعلى= ولم يحض منها بالخيال المزاور
فقلت له خفض عليك فإنها= مطامح لم تدرك سناء لناظر
فما كل من جاب القفار بجائب= وما كل من خاض الغمار بظافر
ولا كل خفاق البروق بماطر= ولا كل زهر في الرياض بعاطر
ولم يبلغ العلياء إلا أخو نهى= توطأ هامات الرجال البحاتر
وليس يليق التاج إلا لأصيد= تلفع في بردي علا ومفاخر
ولا يرتقي الأعواد أعواد منبر= سوى صادح بالحق ناه وآمر
وتلك العلى وقف على كل ما جد= تربى وليداً في حجور المفاخر
فطوبى لنفس تشهد الملك في يدي= مليك وسيف الله في كف شاهر
وتبصر مولى المؤمنين مؤيداً= بجند من الرحمن للدين ناصر
وتنظره في الدست من حول صحبه= كبدر سماء في نجوم زواهر
يقيم قناة الدين بعد التوائها= باسمر خطائر وأبيض باتر
ويملك تصريف المقادير كيفما= يشاء ويجري حكمه في المقادر
يشمر أذيال الخلافة ساحباً= على هامة الجوزاء ذيل التفاخر
فقل بفتى جبريل خادم جده= وخادمه والخضر خير موازر
هو الخلف المنصور والحجة التي= بها يهتدي من ضل سبل البصائر
حسام إذا ما اهتز يوم كريهة= تدين له طوعاً رقاب الجبابر
إمام إليه الدهر فوض أمره= بأمر إله خصه بالأوامر
همام إذا ما جال في حومة الوغى= فلم تلق إلا ضامراً فوق ضامر
جواد إذا ما انهل وابل كفه= به غني العافون عن كل ماطر
وجوهو قدس لا يقاس بمثله= وشتان ما بين الحصى والجواهر
له المعجزات الغر يبهرن للحجى= فاكرم بها من معجزات بواهر
مكارم فضل لا تحد لواصف= وآيات صدق لا تعد لحاصر
من البيض يحمى البيض بالبيض والقنا= ويرمي العدا قسراً بإحدى الفواقر
إذا انقض في قلب الخميس تنافرت= جموعهم مثل النعام النوافر
وإن حل في أرض تضوع نشرها= وأخصب من أطلالها كل دائر
ويحي به الله العباد جميعها= فمن رابح فيه هناك وخاسر
وبأذن في نبش القبور ويصلح= الأمور ويعلو ذكرهن في المنابر
بكل عفيف الذيل من دنس الخنا= وأبلج ميمون النقيبة طاهر
وأصيد لا يعطى الوغى فضل مقود= ولو ملئت بيداؤها بالحوافر
وأمجد من عليا معد نجاره= إذا عدت الأنساب يوم التفاخر
يذبون عن غر كرام أطائب= غطارفة شوس كماة مغاور
هناك ترى نور النبوة ساطعاً= منوطاً بنور للامامة زاهر
هناك ترى التوفيق بالبشر صادحاً= وتقدمه أم العلى بالتباشر
هناك نرى ربع المسرة ممرعاً= وروض الأماني بين زاه وزاهر
هناك نروى القلب من كل غاشم= ونأخذ ثار السبط من كل غادر
فسارع لها يا ابن النبي بوثبة= فما طالب ذحلاً سواك بثائر
هلم بنا واجبر قلوباً كسيرة= فليس لها إلاك يا خير جابر
أيا ابن الميامين اللذين وجوههم= توقد عن نور من الله زاهر
فخذ من بنات الفكر مني غادة= تفوق جمالاً كل عذراء باكر
بها (باقر) يبدى اعتذار مقصر= بمدحكم يرجو قبول المعاذر
ومن يكن القرآن جلاً بمدحه= فأنى يوفي مدحه وصف شاعر
عليكم سلام الله ما لاح بارق= وجادت مرابيع السحاب المواطر