مبعث النور محمد (ص)
محمد عبدالله الحدب
بَحْرُ شِعْرِيْ فِيْ وَصْفِ طَهَ يَحَارُ = وَبِمَدْحِ أَحْمَدَ تَعْجَزٌ الأَشْعَارُ
لَوْ نَشَرْتُمْ لِيَ الأَشْجَارَ كُتْبًا = لَيْسَ يَكْفِي لِوَصْفِهِ الأَشْجَارُ
لَوْ أَتَيْتُمْ بِالْبِحَارِ مِدَادًا = يَصْمُدُ الْكَفُّ ، تَنْشَفُ الأَنْهَارُ
فَلِسَانِيْ عَاجِزٌ عَنْ وَصْفِ شَخْصٍ = كَانَتِ الأَوْصَافُ مِنْهُ تَغَارُ
وَهْوَ مَنْ قَدْ قَالَ فِيْهِ تَعَالَى = حَسُنَتْ خِصَالُكَ أَيُّهَا الْمُخْتَارُ
صَفْوَةُ اللهِ مِنَ الْخَلْقِ طُرًّا = فَتَعَالَى مَنِ اصْطَفَى الْجَبَّارُ
خِيْرَةُ اللهِ قَدْ تَرَبَّى يَتِيْمًا = هَكَذَا الدُّرُّ ، مِثْلُهُ الْمَحَّارُ
قَدْ تَسَامَى فِي الْوَجُوْدِ عُلُوًّا = بَيْنَ قَوْمٍ فِيْهُمُ الأَخْيَارُ
وَهْوَ مَنْ قَدْ قَالَ فِيْهِ الأَعَادِي = صَادِقَ الْوَعْدِ ، وَالأَمِيْنَ أَشَارُوْا
قَدْ كَانَ أَحْمَدُ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ = دُرَّةً فِيْهِ حَارَتِ الأَفْكَارُ
مُذْ أَرَادَ الإِلَهُ إِظْهَارَ دِيْنٍ = يَظْهَرُ الْحَقُّ شَاءَتْ الأَقْدَارُ
أَرْسَلَ الْوَحْيَ لِلنَّبِيِّ فَلَبَّى = فَعَلاَ الْحَقُّ وَاعْتَلَتْ أَسْوَارُ
بُعِثَ النَّبِيُّ أَحْمَدٌ فَاسْتَنَارَتْ = مِنْهُ فِيْ أَرْضِ مَكَّةَ الأَنْوَارُ
هَذَا وَالنَّبِيُّ سِرٌّ عَظِيْمٌ = وَللهِ فِيْ خَلْقِهِ الأَسْرَارُ
هُوَ مِثْلُ مَا ابْتَدَأْتُ قَصِيْدِي = لَيْسَ تَحْوِيْ وَصْفَهُ الأَشْعَارُ