بَحْرُ شِعْرِيْ فِيْ وَصْفِ طَهَ يَحَارُ = وَبِمَدْحِ أَحْمَدَ تَعْجَزٌ الأَشْعَارُ لَوْ نَشَرْتُمْ لِيَ الأَشْجَارَ كُتْبًا = لَيْسَ يَكْفِي لِوَصْفِهِ الأَشْجَارُ لَوْ أَتَيْتُمْ بِالْبِحَارِ مِدَادًا = يَصْمُدُ الْكَفُّ ، تَنْشَفُ الأَنْهَارُ فَلِسَانِيْ عَاجِزٌ عَنْ وَصْفِ شَخْصٍ = كَانَتِ الأَوْصَافُ مِنْهُ تَغَارُ وَهْوَ مَنْ قَدْ قَالَ فِيْهِ تَعَالَى = حَسُنَتْ خِصَالُكَ أَيُّهَا الْمُخْتَارُ صَفْوَةُ اللهِ مِنَ الْخَلْقِ طُرًّا = فَتَعَالَى مَنِ اصْطَفَى الْجَبَّارُ خِيْرَةُ اللهِ قَدْ تَرَبَّى يَتِيْمًا = هَكَذَا الدُّرُّ ، مِثْلُهُ الْمَحَّارُ قَدْ تَسَامَى فِي الْوَجُوْدِ عُلُوًّا = بَيْنَ قَوْمٍ فِيْهُمُ الأَخْيَارُ وَهْوَ مَنْ قَدْ قَالَ فِيْهِ الأَعَادِي = صَادِقَ الْوَعْدِ ، وَالأَمِيْنَ أَشَارُوْا قَدْ كَانَ أَحْمَدُ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ = دُرَّةً فِيْهِ حَارَتِ الأَفْكَارُ مُذْ أَرَادَ الإِلَهُ إِظْهَارَ دِيْنٍ = يَظْهَرُ الْحَقُّ شَاءَتْ الأَقْدَارُ أَرْسَلَ الْوَحْيَ لِلنَّبِيِّ فَلَبَّى = فَعَلاَ الْحَقُّ وَاعْتَلَتْ أَسْوَارُ بُعِثَ النَّبِيُّ أَحْمَدٌ فَاسْتَنَارَتْ = مِنْهُ فِيْ أَرْضِ مَكَّةَ الأَنْوَارُ هَذَا وَالنَّبِيُّ سِرٌّ عَظِيْمٌ = وَللهِ فِيْ خَلْقِهِ الأَسْرَارُ هُوَ مِثْلُ مَا ابْتَدَأْتُ قَصِيْدِي = لَيْسَ تَحْوِيْ وَصْفَهُ الأَشْعَارُ