الملا منصور بن الحاج إبراهيم بن الحاج محمد الشهابي
هو المرحوم الأستاذ منصور بن الحاج إبراهيم بن الحاج محمد الشهابي،
رب المنبر والقلم، وفقيد الشعر والأدب. ولد رحمه الله بقرية بني جمرة عام 1324هـ، الموافق 1904م، وتوفي 21 محرم 1389هـ، الموافق 9/4/1969م عن عمر يناهز الخامسة والستين عاماً.
الشاعر الملا المرحوم منصور إبراهيم الشهابي والدِ كلِّ من المرحوم الحاج حسن الشهابي, الدكتور عبدالواحد الشهابي, الأستاذ علي منصور الشهابي, محمد حسن الشهابي, الملا صلاح الشهابي, وعبدالباقي الشهابي وأخيراً عبد الطاهر الشهابي.
مولده:
وُلِدَ الأستاذ الشاعر الملا منصور بن الحاج إبراهيم آل شهاب عام 1904 في البحرين حيث نشأ وترّبى في بيئة بحرانية ذابت وتعلّقت بهوى أهل البيت عليهم السلام مما زرع في قلبه بذرة الشعر التي نمت وأينعتْ ثماراً لا تزال شهية جذّابة.
ولقد كان من أوائل المعلمين في قرية الدراز حيث عيّن معلماً في سن الثامنة والعشرين حيث كان راتبه عند التعيين في معارف البحرين 25 روبية ارتفع فيما بعد ليبلغ 155 روبية عام 1952. واستمر في مهنة التعليم قرابة السابعة والثلاثين عاماً في مدرسة البديع. كان محباً للقراءة والاطلاع على الكتب التاريخية وكان مشغوفاً جداً بالتدريس والتعليم.
أصدقاؤه:
الأستاذ حسن السعيد , الشيخ جعفر الخال, الشيخ عبّاس الريّس, الملا علي الموسوي ,الملا عطية الجمري وآخرون.. رحم الله الموتى منهم و أطال في عمر الباقين.
تعلمه:
تعلم القرآن الكريم والخط العربي على يد أحد كتاب القرية ووجهائها الحاج صالح بن الحاج علي الشهابي، كما تتلمذ على يد الشيخ محسن العرب ببني جمرة حيث تلقى دروسه في الفقه، واللغة، والأدب.
إطلاعاته :
وقد كان الملا منصور من صغره شغوفاً بالمكتبات وقراءة أمهات الكتب، والاطلاع على تراث الآخرين مما ولد لديه رصيداً ضخماً في اللغة والأدب. وتوجهاً مبكراً للشعر وإنشاده وخصوصاً في أهل بيت العصمة مدحاً ورثاءً وذلك باللسانين الدارج والفصيح وهو لم يتخطى العقد الثاني من عمره.
مشاركاته:
كان يحرص على المشاركة في المناسبات الدينية والاجتماعية وكان يقابل بحماس الجماهير، ويحظى بتقديرهم، لأنه دائماً يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ويعبر عن همومهم ويسعى إلى ترسيخ العقيدة الإسلامية الصحيحة في النفوس، وبمساندة مبدأ الحق فقد كان شعره صادقاً ، حافلاً بالأخلاق الرفيعة والمعاني السامية وبالصور الأخيلة والمفردات اللغوية الموحية والمعبرة عن صدق الولاء والعقيدة الصافية التي تلتقي والخط الأصيل، والمنهاج المستقيم، خط أهل البيت "عليهم السلام" ومنهاج العترة الطاهرة.
آثاره الأدبية:
كان من أبرز آثاره الأدبية ديوانه الحسيني المعروف بـ(الصرخة المرحومة في رثاء العترة المظلومة)، وقد تضمن مدحاً ورثاءً لأهل البيت "عليهم السلام" بالعربي الفصيح والنبطي الدارج وقد طبع منه الجزء الأول أما الجزء الثاني فما يزال مخطوطاً. كما أن له ديواناً شعرياً كبيراً بالفصحى مخطوطاً لم يأخذ طريقه إلى الطبع، كما ضمت بعض المآتم الحسينية نسخاً مما يعرف بـ (الأسفار) التي كانت تقرأ في عاشوراء بخط يده نظراً لبراعته في الخط العربي وحسن أداءه فيه وهذا ما دفعه أيضاً إلى الشروع في كتابة القرآن الكريم.
أعماله الفنية:
عمل المرحوم بإذاعة البحرين فترة من الزمن، حيث كان يعد ويقدم خلالها برنامج (ركن المزارعين) الذي كان يستهوي شريحة كبيرة من المجتمع البحراني آنذاك. فقد كانت الزراعة جزءاً من حياة الشعب ومصدراً رئيساً للدخل آنذاك، حظى بإعجاب المستمعين وبمتابعته باستمرار عبر الإذاعة.
من قصيدةٍ له بمناسبة بناء مجلس الخطيب الكبير والشاعر الشهير المرحوم ملا عطية الجمري:
هو مجلس أذن الإله برفعه هيهات يبلغُ وصفه التعبير أعداء فخر ما حوى منها عدى=عدد عداه الطرح والتكسير قل للعدى موتوا بغيظكم فلا=بردت قلوب منكم وصدور فذراه مرفوع وراية عزه=منشورة ولوائكم مكسور
إلى قوله:
فاقبل عطيةُ ما تيسر لي فبا لميسور قد لا يسقط المعسور أنتَ المشارُ له فأرخ إن ذا=بك يا عطيةُ مجلس معمور
رحيله:
في مساء الأربعاء الحزين من عام 1969 رحلَ الشاعر الكبير الملا منصور الشهابي في عمر ناهز الخامسة والستين عاماً مخلّفاً أحبائه يتامى من بعده , وقد رثاه كبار شعراء البحرين أبرزهم الشيخ عبّاس الريّس والملا عطية الجمري والدكتور الكبير علوي الهاشمي إضافة إلى محمد صالح السيد عدنان.