الخطيب الملا سعيد الشيخ عبدالله العرب الجمري
الخطيب الملا سعيد الشيخ عبدالله العرب الجمري، خطيب فاضل، تاريخي، شاعر باللسانين: الفصيح والدارج، وشعره جيد ورقيق، بيئته بيئة كريمة، وسلفه سلف صالح.
مولده تقريبا - حسب إفادته - في سنة 1320هـ (1902 م). تربى في جو علمي معروف، حيث والده الشهيد عبدالله بن أحمد العرب، وأخوه الشيخ محسن الشيخ عبدالله العرب طيب الله ثراهما، وقد نهل من علومهما.
تلقى الخطابة - حسب إفادته - على يد الخطيب الكبير الملا عطية الجمري رحمه الله تعالى، وكان الملا عطية في بداية حياته الخطابية.
له ديوان شعر باللسان الشعبي في رثاء الرسول (ص) وأهل بيته (ع)، اسمه: «ينبوع الشجاء وإسعاف الخطباء في رثاء محمد وآله النجباء». طبع سنة 1407هـ 1987م. وقد قدمت له مقدمة، رأيت من الخير إثباتها هنا، حيث تعطي فكرة عامة عن الشعر والشاعر، وإليك ذلك:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين، وبعد:
بين يديك - أيها القارئ الكريم - ديوان (ينبوع الشجاء وإسعاف الخطباء في رثاء محمد وآله النجباء) للخطيب الجليل والشاعر الملهم الحاج ملا سعيد بن العلامة الشهيد الشيخ عبدالله بن أحمد العرب، وهو مجموعة من الشعر النفيس باللغة الشعبية في رثاء الرسول وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين. وتأتي هذه المجموعة الشعرية في الرعيل الأول من الشعر الجيد من هذا اللون الذي يستحق أن يقتنى ويقرأ، لاسيما لخطباء المنبر الحسيني، لما تشتمل عليه هذه المجموعة من تغطية وفاء بجميع المناسبات الحزينة لأهل البيت عليهم السلام، ولما تصوره بدقة من مصائبهم الفضيعة ومواقفهم الجهادية الخالدة.
ولقد كان المفروض لهذه المجموعة القيمة من الشعر الرثائي أن تكون قد دخلت عالم النشر، واحتلت مكانها في المكتبات، وأدَّت دورها أو بعض دورها في مجالها الخاص، لقد كان المفروض لها ذلك منذ أمد بعيد، إلا أن الشاعر حفظه الله قد تريث وتباطأ كثيرا، رغم كثرة الإلحاح عليه بالنشر والطبع من عدد من المؤمنين، وكنت أحد الراغبين والملحِّين عليه في الطبع، ولكن له أعذاره في التأخير، وربما يكون منها ما انتابه منذ سنوات من فقدان الصحة في كثير من الأحيان، أسأل الله تعالى له العافية وطول العمر، وربما يكون هذا التأخير في الطباعة مقصودا بالذات من أجل استكمال حلقات الديوان، وإعطاء جميع مآسي الرسول (ص) وأهل بيته (ع) حقها. وكيف ما كان فإن ظهور هذا الديوان وطباعته، وكونه في متناول الأيدي أمنية الكثيرين ونعمة من نعم الله التي يفيضها سبحانه على عباده المؤمنين، فله الحمد وله المنة.
هذا عن الديوان. وأما عن الشاعر فلا أراه في حاجة إلى التعريف، فهو على صعيد المنبر والشعر - باللسانين الفصيح والدارج - في البحرين معروف الشخصية، واضح الهوية. هذا بالإضافة إلى ما يملكه من إيمان وتقوى، وخلق إسلامي، وبيئة كريمة، وسلف صالح. فوالده العلامة الجليل الخطيب المتفوق في عصره الأديب التقي الشيخ عبدالله بن أحمد العرب الشهيد ليلة السبت 27 ذي الحجة سنة 1314هـ (1896 م). وأخوه العلامة التقي الورع الشيخ محسن بن الشيخ عبدالله بن أحمد العرب المتوفى ليلة الجمعة 25 ربيع الأول سنة 1356هـ (1937 م) قدس الله سرهما وطيب ثراهما. وأسأله سبحانه أن يحفظ ويوفق شاعرنا الكريم، ويجزل له الأجر، ويمده بالصحة وطول العمر، وهو ولي التوفيق.
هذا ما قدمت به ديوانه المذكور. وأضيف الى ذلك:
أن لهذا الخطيب الفاضل يدا طولى في الشعر الفصيح، وعددا ليس قليلا من القصائد نظمها في مختلف المناسبات، وهي من الشعر الجيد.
فإليك القصيدة التالية نظمها مخاطبا بها الخطيب الملا يوسف الملا عطية الجمري بمناسبة نجاح عمليتين أجراهما في المستشفى العسكري في البحرين، حيث حصل عنده انسداد شريانين، وقد كان مرضه صعبا وطويلا، وقد فرح جميع الأهل والأحبة والأصدقاء بنجاح العلاج، وقد بقي حفظه الله بعد العمليتين مدة طويلة ملازما للفراش في أغلب أوقاته، وهو يتحسن تدريجيا ولله الحمد. وقد نظم الشاعر القصيدة في 1/2/1414هـ (1993 م):
أيوسف ذا الرتب العاليه .. أتتك السلامة والعافيه
كفاك إلهي صروف الردى .. وخوَّلك الصحة الكافيه
وأولاك من فضل إحسانه .. شفاء من العلل الواهيه
وأعطاك عمرا طويل المدى .. تعيش به عيشة راضيه
بحق النبي وأهل العبا .. وأبناهُمُ العترة الزاكيه
وها أنا فيك أجيد المديح .. لأنك ذو السمعة العاليه
خطيب تفوه بقول سديد .. يشنِّف للأذن الواعيه
تجيد الخطابة في ما به .. مقال من الحِكَمِ الشافيه
وتنظم درا بسلك الكلام .. به كل موعظة كافيه
إذا ما ذكرنا ملوك الكلام .. فذكرك في الزنة الوافيه
وأرجو من الله خير الرجا .. بأعظم أسمائه الساميه
سترقى منابر آل الرسول .. بأجمل حالاتك الماضيه
عليك من الله درع حصين .. يقي لك في جُنة واقيه
فدم في سرور بأعلى مقام .. بمستقبل الخير والعافيه