الشيخ درويش علي البغدادي
الشيخ درويش علي البغدادي
( 1220هـ - 1277هـ )
الشيخ درويش بن علي البغدادي المولود سنة 1220 والمتوفى 1277 هو الاديب الماهر درويش علي بن حسين بن علي بن احمد البغدادي الحائري كان عالما فاضلا أديبا مطبوعا أحد شعراء القرن الثالث عشر المتفوقين بسائر العلوم الغريبة وكانت له اليد الطولى في تتبع اللغة والتفسير وعلوم الادب والدين وصنف كتبا كثيرة ذكره جمع من المؤرخين وأرباب السير والتراجم منهم العلامة شيخنا آغا بزرك الطهراني حيث قال: ولد في بغداد حدود سنة 1220 ونشأ وترعرع بها وأخذ عن علمائها حتى توفي أبوه وأمه وسائر حماته في الطاعون سنة 1246 فسافر الى كربلاء وجالس بها وأخذ عن علمائها حتى صارت الافاضل تشير اليه بالانامل وبرزت له تصانيف مفيدة ... الخ وظهر خلاف واضح في تاريخ مولده وتاريخ نزوحه اذ ذكر صاحب معارف الرجال: انه ولد في الزوراء سنة 1230 هـ ونشأ فيها وحضر مقدمات العلوم ومبادىء الفقه فيها وجد في تحصيله حتى صار يحضر عند المدرسين المقدمين وحصل الادب والعلم والكمال وملكة الشعر في الزوراء وفي سنة 1248 الذي وقع الطاعون فيها وعم أغلب مدن العراق فقد المترجم أهله كلهم فيه على المعروف بين المعاصرين ثم بعد ذلك هاجر الى كربلاء وأقام فيها وهو ضابط لمقدماته العلمية باتقان فحضر على علمائها الاعلام الفقه والاصول والكلام حتى صار عالما فقيها محققا بارعا . اما البحاثة عباس العزاوي فيؤيد المحقق الشيخ آغا بزرك في تاريخ مولد الشاعر اذ قال: هو ابن حسين البغدادي كان عالما أديبا شاعرا وله: (غنية الاديب في شرح مغني اللبيب) لابن هشام في ثلاث مجلدات ولد ببغداد سنة 1220 هـ ـ 1815 م وتوفي في كربلاء سنة 1277 هـ ـ 1860 م . ورثاه ابنه الشيخ احمد بقصيدتين نشرهما في كتابه كنز الاديب وقد ورد له ذكر في (شهداء الفضيلة) وهذا نصه:
كان عالما فقيها متكلما شاعرا طويل الباع في التفسير واللغة وعلوم الادب ولد في حدود 1220 وتوفي حدود 1277 وله تأليف ممتعة وشعره حسن .
توفي الشاعر بكربلاء عام 1277 هـ وقيل سنة 1287 هـ ودفن بباب الزينبية عند مشهد الامام الحسين( ع ).
وأعقب ولدا فاضلا شاعرا هو الشيخ احمد بن درويش ترك آثارا قيمة أشهرها: الشهاب الثاقب والجوهر الثمين ، وغنية الاديب الذي يقع في ثلاثة أجزاء وقبسات الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام يقع في جزئين مخطوط بمكتبة الامام أمير المؤمنين بالنجف تسلسل 376/2 ومعين الواعظين وبعض الرسائل وأخيرا كتاب (المزار) الذي ختمه ببيت شعر قال فيه:
سيبقى الخط مني في الكتاب .. ويبلى الكف مني في التراب
واضافة الى ما تقدم فان له مجموعة شعرية حوت عدة قصائد قيلت في شتى فنون الشعر وأغراضه.
قال مخمسا قصيدة الفرزدق الميمية في مدح الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام وأولها:
هذا الذي طيب الباري أرومته .. فخرا وأعلا على الجوزاء رتبته
هذا الذي تلت الآيات مدحـته .. هذا الذي تعرف البطحاء وطاته
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن من تعرف التقوى بقربهم .. والعلم والدين مقرون بعلمهم
وما السعادة الا قــيل حسبهـم .. هذا ابن خير عباد الله كلهـم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
وله راثيا العلامة المولى محمد تقي البرغاني القزويني المعروف بالشهيد الثالث المتوفى سنة 1264 هـ :
فـلا غرو في قتل التقي اذا قضى .. قضى وهو محمود النقيبة والاصل
لهو اسوة بالطهر ( حيدرة ) الرضا .. وقاتله ضاهى ابن ملجـم بالفـعل
وقال راثيا الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر المتوفى غرة شعبان سنة 1266 هـ بقصيدة مطلعها:
هوت من قبات الفخر أعمدة المجد .. فأضحت يمين المكرمات بلا زند
الأطفال ومشاعر الخوف والقلق 97
وغارت بحيـرات العلوم وغيبت .. شموس النهى والبدر والكوكب السعد
فلا غرو أن تبكي جواهر شخصه .. فقد ضيعت في التـرب واسطة العقد
ويتضح من المعلومات التي نقبنا عنها ان الشاعر كان مقلا في نظمه وأغراض شعره لا تتعدى الاغراض المألوفة.
وللشيخ درويش علي من قصيدة:
عـج بـالطفوف وقـبل تربة الحرم .. ودع تـذكـر جـيران بـذي سـلم
يا عج وعجل الى أرض الطفوف فقد .. أرسـت على بقع في السهل والأكم
راقـت وجـاوزت الـجوزاء منزلة .. كـما بـمدح حـسين راق منتظمي
اخـلاقـه وعـطـاياه وطـلـعته .. قـد استنارت كضوء النار في الظلم
يـكفي حـسينا مديح الله حيث أتى .. فـي هـل أتـى وسبا والنون والقلم
كـان الـزمان بـه غـضا شبيبته .. فـعاد يـنذرنا مـن بـعد بـالهرم
ورأيت في كتابه (قبسات الاشجان) كثيرا من شعره في رثاء الامام الحسين عليه السلام فمن قصيدة يقول في أولها:
هـل الـمحرم لا طـالت لياليه .. طول المدى حيث قد قامت نواعيه
مـا لـلسرور قد انسدت مذاهبه .. وأظـلم الـكون واسودت نواحيه
فـمطلق الـدمع لا يـنفك مطلقه .. جـار يروي ثرى البوغاء جاريه
يعزز عليك رسول الله مصرع من .. جبريل في المهد قد أضحى يناغيه
وله من قصيدة حسينية:
صروف الدهر شبت في غليلي .. وجسمي ذاب من فرط النحول