الشيخ محمد شريف الكاظمي
الشيخ محمد شريف بن فلاح الكاظمي نزيل الغري، ولد في الكاظمية ونشأ فيها ثم هاجر إلى النجف وقرأ العلوم فيها في الربع الأخير من القرن الثاني عشر للهجرة، وكان من المشاهير في العلم والأدب واللامعين من بين أقرانه، له اطلاع بجملة من العلوم ومن أهل الكرامات الباهرة، معاصراً للشيخ مهدي الفتوني العاملي النجفي المتوفى سنة 1183 هـ وللسيد محمد مهدي الطباطبائي المعروف ببحر العلوم وللشيخ الأكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وللشيخ أحمد النحوي، وكان على جانب عظيم من التقى والورع والصلاح، تنسب اليه كرامات الصلحاء الأبرار.
جاء في نشوة السلافة أن له فهماً وذكاء فهو ريحانة الأدباء، تجنح اليه الطباع وتطرب من حديثه الاسماع، قضى من الأدب نفله وفرضه وشام من ريانة بارقه وومضه، له شعر يضاحك الأقحوان ابتساماً وينوف عقد الدرر انتظاماً.
وله القصيدة الدالية في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام وانه القاها في الحرم أمام القبر الشريف، وسقط عليه القنديل الذهبي المعلق، فأخذ من يده وعلق فوقع عليه مرة ثانية فأخذه، والقصيدة أولها:
أبا حسن ومثلك من ينادى لكشف الضر والهول الشديد
وستمر عليك في جملة شعره (1) وفي مخطوط الشيخ محمد السماوي في مكتبة الامام الحكيم العامة بالنجف الاشرف قصائد الشيخ شريف بن فلاح الكاظمي ومنها الكرارية وهي تزيد على 300 بيتاً عدد فيها فضائل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ومناقبه وقد قرضها 19 شاعراً من فحول الشعراء المعاصرين له.
ورأيت في المجموع (الرائق) مخطوط السيد أحمد العطار مراثي الشريف الكاظمي للامام الحسين عليه السلام ومنها قصيدة التي أولها:
ذكر الطفوف ويوم عاشورا منعا جفوني لذة الاغفاء
وفي ص 358 قصيدة نبوية تحتوي على 150 بيتاً، أولها
أشجاك برق لاح بالجرعاء فأثار منك لواعج البرحاء
ومن روائعه ما كتبه في مقام مشهد الشمس بالحلة:
أقول وقـد دخلت مقام مولى أنخت ركاب آمالي لديـه
الا لا تعـجبوا للشمس ردت به دون الورى جهراً عليه
فوجه المرتضى لا شك شمس وشبه الشيء منجذب اليه
وترجم له صاحب كتاب (معارف الرجال) فقال:
الشيخ محمد بن شريف بن فلاح الكاظمي صاحب القصيدة الكرارية في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام نظمها سنة 1166 وقرضها ثمانية عشر شاعراً من أدباء عصره.
قال السيد الأمين في الأعيان: السيد شريف بن فلاح الحسيني الكاظمي توفي سنة 1220 هـ كان فاضلاً عالماً مشاركاً في الفنون أديباً شاعراً. أقول: وفي آخر الترجمة أسماه: محمد شريف بن فلاح الكاظمي، وان الشيخ النوري رحمه الله لما ذكر بعض أبيات القصيدة الكرارية في كتابه (نفس الرحمن) أسماه بالسيد الشريف بن فلاح الكاظمي، والقصيدة في مخطوط (المجموع الرائق) للمرحوم السيد أحمد العطار البغدادي ج 2 ص 362 قال: للشيخ الشريف السيد شريف ابن فلاح الكاظمي يمدح أميرالمؤمنين عليه السلام.