الشيخ فخر الدين الطريحي
الشيخ فخر الدين الطريحي
نبغ في القرن الحادي عشر الهجري الإمام الفقيه المحقق اللغوي الشيخ فخر الدين بن الشيخ محمد علي بن الشيخ أحمد إلى آخر ما مرّ في سلسلة نسب هذه الأسرة المنتهي نسبها إلى حبيب بن مظاهر الأسدي الشهيد بين يدي الإمام الحسين (ع) يوم كربلاء . وبنو أسد من أشرف القبائل وأكثرها عدداً .
ولد الشيخ فخر الدين في النجف الأشرف سنة 979 هـ ونشأ محباً للعلم شغوفاً بالمعارف والكمالات فكتب وصنف وألّف ، وأجاد وأفاد كما شهد له أقرانه بذلك أمثال المجلسي صاحب بحار الانوار ، والحر العاملي صاحب الوسائل .
وهذه مصنفاته تشهد له بطول الباع وسعة الاطلاع ، فهذا كتاب (مجمع البحرين ومطلع النيرين) في الكتاب والسنّة وقد طبع مراراً وهو المرجع للباحثين والمتأدبين وكتاب (غريب الحديث) وكتاب (الضياء اللامع في شرح الشرائع) وكتاب (غريب القرآن) وبالجملة فمؤلفاته تقارب الثلاثين مؤلفاً .
قال الشيخ عبد المولى الطريحي في مؤلفه المخطوط (تاريخ الأسرة الطريحية) : للشيخ فخر الدين شعر جيد كثير قد ضمن أكثره في (المنتخب) وكأنه اقتصر في شعره على المديح والمراثي لأهل البيت عليهم السلام وأكثره في الإمام الشهيد الحسين عليه السلام ، وقد وجدتُ له أرجوزة خاصة في حديث الكساء . ومن شعره قوله كما في المنتخب :
يا عترة الهادي النبي ومَن iiهم عزي وكنزي والرجا والمفزعُ
وآلـيتكم وبرئت من أعدائكم فـأنا بـغير ولائـكم لا iiأقنع
صـلى الإله عليكم ما iiأحييت فكرٌ وأوقفت العيون iiالهمّعُ(1)
وقوله من أخرى :
سـقى الله قـبراً بالغري iiوحوله قـبور بمثوى الطف iiمشتملاتِ
ورمـساً بـطوس لابنه iiوسميه سقته السحاب الغر صفو iiفرات
وفـي طـيبة منهم قبور iiمنيرة عليها من الرحمن خير صلاة(2)
أقول كنت أثناء مطالعتي للمنتخب أستجلي من بعض عبارات الشيخ عظيم تمسكه بأهل البيت عليهم السلام وشدة ولائه لهم مما جعلني أعتقد انه على جانب عظيم من الولاء ، ومما جاء من قسم المنظوم قوله :
وإني لمطوي الضلوع على iiجوى متى حلّ فوق الجمر يحترق الجمر
أحـنّ إلـى أنـفاسكم iiونـسيمكم وأذكـركم والـصب يـقلقه iiالذكر
فـقربكم مـع قـلة المال لي غنى وبـعدكم مـع كثرة المال لي iiفقر
وجاء أيضا :
يا مخزن الوحي والتنزيل يا أملي يا مـن ولاؤهم في القـبر يؤنسني
حزنـي عليـكم جديد دائـم أبداً ما دمت حياً إلى ان ينقضي زمنـي
كانت وفاة الشيخ الطريحي سنة 1085 هـ في الرماحية (وهي المدينة المعروفة الواقعة في أواسط الفرات بين ربوع قبائل خزاعة يوم كانت آهلة بالسكان وماثلة للعيان . ونقل للنجف ودفن في تربته وقبره معروف مشهور في داره التي يقطنها اليوم أسرة آل الطريحي بقرب مسجده الذي صلى فيه زمناً .
(1) و(2) ورواها الشيخ محمد السماوي في (الطليعة) .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 121
يقول صاحب رياض العلماء : وكان رضي الله عنه أعبد أهل زمانه وأورعهم ومن تقواه انه ما كان يلبس الثياب التي خيطت بالابريسم ، وكان يخيط ثيابه بالقطن .
وقال الشيخ اغا بزرك الطهراني في الذريعة ـ قسم الديوان ـ وللشيخ فخر الدين الطريحي ثلاثة دواوين : كبير ، وأوسط ، وصغير .
وذكر جملة من سيرته وأحواله الاستاذ الخاقاني في شعراء الغري ج 7 ص 68 .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 122