السيد ماجد ابن السيد هاشم العريضي الصادقي البحراني
السيد ماجد ابن السيد هاشم العريضي الصادقي البحراني ، تلمذ عليه الفيض الكاشاني صاحب الوافي وآخرون من علماء البحرين الاعلام . من مؤلفاته الرسالة اليوسفية ، ورسالة في مقدمة الواجب وحواشي على المعالم ، وخلاصة الرجال ، والشرائع ، واثنى عشرية البهائي وغيرها .
توفي في 1028 هـ بشيراز ودفن بمشهد شاه جراغ . ترجم له في لؤلؤة البحرين وسلافة العصر وجاء في أنوار البدرين ص 85 في ترجمته ما يلي :
هو السيد العلامة الفهامة محرز قصب السبق في جميع الفضائل والمالات الكسبية والوهبية من بين فحول الأواخر والأوائل السيد ابو علي السيد ماجد ابن السيد العالم السيد هاشم ابن العريض الصادقي البحراني كان أوحد زمانه في العلوم أحفظ أهل عصره ، نادرة في الذكاء والفطنة وهو أول من نشر علم الحديث في دار العلم شيراز المحروسة وله مع علمائها مجالس عديدة ومقامات مشهورة أخبرني شيخنا الفقيه ببعضها وأقبل أهلها عليه إقبالاً شديداً وتلمذ عليه العلماء الأعيان مثل مولانا العلامة محمد محسن الكاشاني صاحب (الوافي) والشيخ الفقيه ذو المرتبة الرفيعة في الفضل والكمال الشيخ محمد بن حسن بن رجب البحراني والشيخ الفاضل المتبحر الشيخ محمد علي البحراني والشيخ زين الدين الشيخ علي بن سليمان البحراني والشيخ العلامة الأديب الخطيب الشيخ احمد بن عبد السلام البحراني والسيد العلامة السيد عبد الرضا البحراني والشيخ الفاضل الشيخ أحمد بن جعفر البحراني وغيرهم وخطب على منبر شيراز خطبتي الجمعة بديهة لما نسي تلميذه السيد الفاضل السيد عبد الرضا الخطبتين اللتين أنشأهما والقصة مذكورة في كتاب (سلافة العصر في محاسن الدهر) للسيد الفاضل السيد علي بن الميرزا أحمد وختمها بأبيات في غاية من البلاغة
ادب الطف ـ الجزء الخامس 83
والجزالة وكان شيخنا العلامة معجباً كثيراً بقصيدته الرائية في مرثية الحسين (ع) سيد الشهداء التي مطلعها :
بكى وليس على صبر بمعذور من قد أطلّ عليه يوم عاشور
واجتمع في سنة بالعلامة الشيخ البهائي في دار السلطنة اصفهان المحروسة فأعجب به شيخنا البهائي حكى بعض مشائخنا انه سأل السيد عن مسألة بمحضر الشيخ فأوجز السيد الجواب تأدباً مع الشيخ فأنشد الشيخ (قدس الله سره) :
حمامة جرعا حومة الجند اسجعي فأنت بمرأى من سعاد ومسمع
فأطال السيد الكلام فاستحسنه الشيخ واستجاز منه الشيخ فكتب له اجاة طويلة تشتمل على تأدب عظيم في حقه وثناء جميل وتقريظ عظيم وقد وجدت الاجازة في خزانة بعض كتب الاعيان سنة 1103 ولولا ضيق المقام لنقلتها .
وللسيد (قدس سره) (الرسالة اليوسفية) جيدة جداً وعليها له حواشي مفيدة ورأيتها بخط تلميذه الفاضل الشيخ أحمد بن جعفر البحراني وقد قرأها عليه (قدس الله سره) في دار العلم شيراز وعليها الأنهاء والأجازة بخطه وله رسالة في مقدمة الواجب مليحة كثيرة الفوائد ورأيتها مرة واحدة في يد بعض الفضلاء في مجلس شيخنا سنة 1109 ولم يعطها صاحبها للاستنساخ ثم أنه مات فطلبتها من ورثته ففتشوا عنها ولم يروها ، وله حواشي على المعالم وحواشي متفرقة على خلاصة الرجال ورأيتها بخطه عند بعض الأصحاب وله حواشي على الشرائع وعلى اثني عشرية شيخنا البهائي وحواشي على كتابي الحديث وفي نسخة التهذيب التي عندي جملة منها وله فتاوى متفرقة جمعها بعض تلامذته وهي عندي وله رسالة سماها (سلاسل الحديد في تقييد أهل التقليد) ومنه أخذ العلامة السيد هاشم البحراني هذا الاسم فانتخب من شرح
ادب الطف ـ الجزء الخامس 84
عز الدين ابن أبي الحديد كتاباً سماه (سلاسل الحديد في التقييد لأهل التقليد من كلام ابن أبي الحديد) ورأيت له (صورة وقف) تتضمن وقف الخان وموقوفاتها في غايةالبلاغة ونهاية البراعة رأيتها في يد السيد الأديب النجيب صاحبنا السيد عبد الرؤوف ابن السيد حسين الجدحفصي البحراني . توفي (قدس سره) بالليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان بدار العلم شيراز سنة 1028 هـ انتهى كلام شيخنا العلامة الشيخ سليمان البحراني .
وهذه أبياته التي ارتجلها بعد خطبتي الجمعة :
نـاشدتك الله إلا مـا نظرت iiإلى صـنيع ما ابتدأ الباري وما iiابتدعا
تـجد صـفيح سـماء من زمردة خـضراً وفيها فريد الدر قد رصعا
تـرى الدراري يدانين الجنوح iiفما يـجدن غبّ السرى عيّاً ولا iiضلعا
والأرض طاشت ولم تسكن فوقّرها بـالراسيات التي من فوقها iiوضعا
فـقرّ سـاحتها مـن بعدما iiإمتنعا وانـحط شامخها من بعدما iiارتفعا
وأرسـل العاديات المعصرات لها فـقهقهت ملء فيها واكتست iiخلعا
هـذا ونـفسك لـو أمّ الخبير iiلها لارتد عنها كليل الطرف iiوإرتدعا
ولـيس في العالم العلوي من iiأثر يـحيّر الـلب إلا فـيك قد iiجمعا
انتهى ، قال السيد في السلافة : وهذه الأبيات لو كانت عن رويّة لأفحمت مصاقع الرجال فكيف وهي عن بداهة وإرتجال ومن شعره في الموعظة :
طـلعت عـليك المنذرات البيضُ وأبـيض منها الفاحم iiالممحوض
صـرّحن عـندك بالنذارة iiعندما لـم يُـغنها الايـماء iiوالتعريض
ست مضين وأربعون نصحن iiلي ولـمثّلهن عـلى التقى iiتحضيض
وافـى الـمشيب مطالباً iiبحقوقه وعـليّ من قبل الشباب iiقروض
أيـقوم أقـوام بـمسنون iiالـصبا مـتوافراً ويـفوتني iiالـمفروض
لأحـق هـذا قـد نهضت به iiولا أنـا بالذي يبغي المشيب iiنهوض
ان الشباب هو المطار الى iiالصبا فـإذا رمـاه الشيب فهو iiمهيض
بـادرته خِـلس الصبا إذ لاح iiلي بـمفارق الـفودين مـنه iiوميض
فـمشى وحاز السبق إذ أنا iiقارح جـذع بـمستن الـعذار iiركوض
واسودّ في نظر الكواعب iiمنظري إذ سـوّدتـه الـنائبات iiالـبيض
والـليل مـحبوب لـكل iiضجيعة تـهوى عـناقَك والصباح iiبغيض
عريت رواحل صبوتي من بعدما أعـيى الـمناخ بهن iiوالتقويض
قد كنت أجمح في العنان iiفساسني وال يـذلل مـصعبي iiويـروض
عـبث الربيع بلملتيّ وعاث iiفي تـلك الـمحاسن كـلهن iiمقيض
مـا دام طـرفك لا يـصح iiفإنما قلبي على الحدق المراض مريض
ومن شعره رحمه الله يحن الى الفه ووطنه حنين النحيب الى عطنه يقول :
يـاساكني جـد حفص لا iiتخطفكم ريـب الـمنون ولا نالتكم iiالمحن
ولا عدت زهرات الخصب واديكم ولا أغـب ثـراه العارض iiالهتن
مـا الدار عندي وان الفيتها سكنا يـرضاه قلبي لولا الالف iiوالسكن
مـالي بـكل بـلاد جـئتها&nbsnbsp;iiسكن ولـي بـكل بـلاد جـئتها iiوطن
الـدهر شـاطر مـا بيني iiوبينكم ظـلما فـكان لكم روح ولي بدن
مـالي ومالك ياورقاء لا انعطفت بك الغصون ولا استعلى بك iiالفنن
مثير شجوك اطراب صدحت iiبها ومصدر النوح مني الهم iiوالحزن
وجـيرتي لا اراهم تحت iiمقدرتي يوما والفك تحت الكشح iiمحتضن
هـذا وكم لك من اشياء فزت بها عـني وان لـزنا في عوله iiقرن
وقال وقد سمع مليحاً يقرأ على القبور ويتلو القرآن بنغم الزبور :
وتالٍ لآي الذكـر قد وقفت بنـا تلاوته بين الضـلالة والـرشد
يلفظ يسوق الزاهدين الى الخنا ومعنى يسوق الفاسقين الى الزهد