السيد عبد الرؤوف البحراني ابن الحسين الحسيني الموسوي قاضي قضاة البحرين
السيد عبد الرؤوف البحراني ابن الحسين الحسيني الموسوي قاضي قضاة البحرين .
توفي سنة 1006
ذكر السيد الأمين من شعره قوله مضمناً :
أصـبحت أشكو علّة ضعفت iiلها مني عن الحركات والبطش القوى
جـاءالطبيب فـجسّ نبظي سائلاً ما تشتكي قلت الصداع من iiالهوى
فـتنفس الصعداء وهو يقول iiلي داء الـعليل ومَـن يـعالجه iiسوا
وأشـار ان الصبر ينفع قلت iiمَن (تصف الدواء وأنت أحوج iiللدوا)
وقوله أيضاً :
لـله أشـكو مـن زمان سائني وعـليّ غارات المصائب iiشنّها
وسرت إلى قلبي سموم iiغمومه وسـيوفه لـقتال صبري iiسنها
فطفقت أنشد والخطوب تنوشني (صـبّت عليّ مصائب لو أنها)
وقوله مضمناً أيضا :
لله وجـه لو ملكن ضياءه سـود الليالي لا نـقلبن لئاليا
وذوائب من فوقه لو أـنها صبّت على الأيام عدن لياليا
وقوله :
لا يـخدعنك عـابـد فـي ليـلة يبكي وكن من شـرّه متـحذّرا
لم يسهر الليل البعوض ولم يصح في جنحه إلا لشرب دم الورى
وقال صاحب أنوار البدرين : قلت وهذا السيد من أجلاء السادة ورؤسائهم في زمانه في البحرين من أهل جد حفص ـ القرية المشهورة ـ ودفن في مقبرة الشيخ راشد من بلاد القديم . والظاهر أنه خال السيد العلامة السيد
ادب الطف ـ الجزء الخامس 65
ماجد الصادقي الجد حفصي وزوج ابنته ، وكان ـ أعني صاحب الترجمة ـ شيخ الاسلام أي قاضي قضاة البحرين ، قال جامع ديوان الشيخ جعفر الخطي : وللشيخ الخطي مرثية يرثي الشريف قاضي القضاة أبا جعفر عبد الرؤوف ابن الحسين العلوي الموسوي سنة 1016(1) :
كـفّ الـحمام وترتِ أي iiجواد ورجـعتِ ظـافرة بـأي مرادِ
وطردتِ ليث الغاب عن iiأشباله ورجـعتِ سـالمة مـن iiالاساد
اخمدتِ ضوء الكوكب الوقاد من آفـاقه وأمـلتِ طـود الـنادي
وكـففت من غلواء مهر iiطالما بـذّ الـجياد بـكل يـوم iiطراد
للسبع بعد العشر من صفر iiمُني مـنك الـورى بـمفتت iiالاكباد
رزء أتـاح لـكل قـلب iiحرقة تـفتر عـن جمر الغضا iiالوقاد
ومنها :
هيهات أن يلد الزمان له اخا أنى وقد عقمت عن الميلاد
وفي آخرها :
فـلئن مضى عبد&nbsnbsp;الرؤوف iiلشأنه والـمـوت لـلأحياء iiبـالمرصاد
فـلـقد أقـام لـنا إمـاماً iiهـادياً يـقفوه فـي الاصـدار iiوالايراد
يـزهو بـه دسـت القضاء iiكأنه بـدر تـعرّى عـنه جنح iiالهادي
لا زال دست الحكم يبصر منه عن عـين الـزمان وواحـد iiالآحـاد
أنشدت هذه القصيدة بسابع موت هذا الشريف في جمع كثير وجم غفير ولا غرو فلقد كان له من العظمة والجلالة ما ليس لملك في رعيته .
وأنشد في ذلك المقام للشريف الامام العلامة أبي علي السيد ماجد بن هاشم العلوي مرثيته الهمزية المهموزة العزيزة الوجود التي أولها :
(1) يظهر ان الرثاء لحفيده المسمى باسمه .
حـلت عـليك مـعاقد الانداء ونـحت ثـراك قوافل iiالانواء
وسرت على أكناف قبرك نسمة بـلّت حـواشيها يـد iiالانداء
مـا بالي استسقيت انداء الحيا وأرحـت أجـفاني من الاسقاء
مـا ذاك إلا أن بيض iiمدامعي غـاضت مـبدّلة بـحمر iiدماء
هـتفت أياديك الجسام iiباعيني فـسمحن بـالبيضاء iiوالحمراء
أنـى يجازي شكر نعمتك iiالتي جـللتنيها قـطرة مـن iiمـاء
يـا درة سـمحت iiبهاالدنياعلى يـأس من الاحسان iiوالاعطاء
واسترجعتها بعدما سمحت iiبها وكـذاك كـانت شيمة iiالبخلاء
ومنها :
فلئن قصرت من الاقامة عندنا حتى كأنك لمحة الايماء
فلقد أقمت بنا غريباً في العلا وكذا تكون اقامة الغرباء
انتهى ما في ديوان أبي البحر الشيخ جعفر الخطي .
قلت : وهذه القصيدة المهموزة من جيد الشعر وأبلغه وأحلاه وأعذبه وللسيد العلامة المذكور هذان البيتان أيضاً ليكتبا على قبر المرثي السيد عبد الرؤوف المزبور ولقد اجاد :
هذا مقرّ العلم والفضل ومخيم التوحيد والعدل
شبران جزئيان ما خلقا إلا لحفظ العالم الـكلي
قال جامع ديوان الشيخ جعفر الخطي والتمسوا منه أي الشيخ جعفر الخطي شيئاً بكتب على قبر الشريف أبي جعفر عبد الرؤوف المرثي سابقاً فقال :
لعمرك ما واروه في الأرض انه تقاعس عن نيل العلاء إلى الأفق
ولكنه الطود الذي لو ازيل عن مراسيه مادت هذه الأرض بالخلق
ادب الطف ـ الجزء الخامس 67
قال الشيخ (ره) فسبقني الشريف العلامة بعمل بيتين اي المتقدمين وكتبا على حجر قبره بمقبرة الشيخ راشد بجبانة أبي عنبرة من اوال البحرين وهما البيتان المتقدمان قال : فقلت البيتين واتفق وفاة السيد الشريف أبي جعفر السيد عبد الجبار بن الحسين الحسيني أخ السيد المذكور بشيراز فدفن بمدفن السيد أحمد بن الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع) فكتبا على قبره هناك قال جامع الديوان ثم قربت العهود والتأييدات المقررة من قبل هرموز بتقليد القضاء ابنه أبا عبد الله السيد جعفر وولاية الأوقاف وفوض اليه الامور الحسبية وافرغت عليه الخلع من الديوان وذلك بالمشهد المعروف بذي المنارتين من اوال البحرين وذلك في ثالث عشر شهر صفر سنة السادسة بعد الألف انتهى .
قلت : وهذا الشريف الجليل الذي كان شيخ الاسلام بعد أبيه هو ممدوح الشيخ جعفر الخطي ومخدومه والذي يصحبه معه في أسفاره إلى شيراز ، رحمهم الله جميعاً .
وقال الشيخ الطهراني في (الذريعة) قسم الديوان :
ديوان عبد الرؤوف الجدحفصي وهو السيد أبو جعفر بن الحسين بن محمد ابن الحسن بن يحيى بن علي بن اسماعيل أخ الشريف المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم بن الإمام موسى ابن جعفر الكاظم (ع) كذا سرد نسبه حفيده الآتي ذكره والمسمى باسمه الموسوي الحسيني البحراني الجدحفصي المتوفى (1006) وقد رثاه ابن اخته وصهره على بنته المسماة بملوك : السيد ماجد بن هاشم بن علي بن مرتضى الصادقي الجدحفصي الذي توفى هو 1028 كما أرخه السيد عليخان في (السلافة) وكتب السيد ماجد على قبر جدّه الاميّ السيد عبد الرؤوف أشعاراً ذكرها الشيخ يوسف البحراني في كشكوله وذكر فيه أيضاً جملة من أشعار ديوان ادب الطف ـ الجزء الخامس 68
السيد عبد الرؤوف هذا في مديح أصحاب الكساء المذكور .
حفيده وسميه :
وقال البحاثة الطهراني في قسم الديوان من (الذريعة) :
ديوان عبد الروؤف الجدحفصي السيد جلال الدين أبي المعالي عبد الرؤوف ابن الحسين بن أحمد بن السيد أبي جعفر عبد الرؤوف الموسوي الحسيني البحراني الجدحفصي المذكور بقية نسبه آنفاً وقد ترجمه الشيخ الحر في «الأمل» وذكر بعض ما كتبه اليه من شعره وأطراه إلى أن قال : (رأيته في البحرين فرأيت منه العجب لكنني عرفت حينئذ في البحرين بحر العلم وبحر الأدب ...) أقول قد جمع هذا الديوان الشيخ أحمد بن محمد بن مبارك الساري البحراني بعد وفاة الناظم بأمر ولده السيد أحمد بن عبدالرؤوف وذكر فيه ان الناظم توفى 1113 ورتبه على ثلاثة أبواب 1 ـ المديح 2 ـ الرثاء 3 ـ المتفرقات . وفرغ من جمعه في 1118 وقد رأيته عند السيد محمد علي «السبزواري بالكاظمية» وفيه فوائد أدبية وتاريخية ، وكانت نسخة من هذا الديوان عند السيد شبر بن محمد بن ثنوان الموسوي الحويزي نقل عنه في رسالة عملها في بيان نسب السيد عليخان بن خلف الحويزي وذكر انه في ثلاثة مواضع من هذا الديوان يصرح بسيادة السيد عليخان وصحة نسبه .
وفي تتمة أمل الآمل :
السيد عبد الرؤوف الموسوي هو الحفيد للسيد عبد الرؤوف السالف ذكره . جاء ذكره في أنوار البدرين في علماء البحرين بقوله : السيد النجيب الأديب الحسيب السيد عبد الرؤوف بن الحسين بن عبد الرؤوف بن أحمد بن حسين بن محمد بن حسن بن يحيى بن علي بن اسماعيل بن علي بن اسماعيل . أخ السيدين الشريفين المرتضى والرضي ابنا الحسين بن موسى بن ابراهيم بن الإمام الكاظم (ع) البحراني أحد الأكابر والأعيان المشار اليهم بالبنان ، جمع بين علو
ادب الطف ـ الجزء الخامس 69
الهمة والأدب ، وشفع سمّو الأصل بسمو الحسب ، فهو غرة جبين الدهر ، وله شعر يحبب العقول بسحره ونثر يزري بنظم الدر ونثره ، جمع فيه بين الجزالة والرقة وأعطى كل ذي حق حقه ، كان مولده سنة 1013 هـ وتوفى سنة 1060 ، الله أعلم وله رحمه الله من العمر سبعة وأربعون سنة تغمده الله برحمته ورضوانه(1) .
وللسيد أحمد بن السيد عبد الرؤوف بن السيد حسين الجدحفصي طاب ثراه
عـيون الـمنايا لـلاماني iiحواجب ودون الـمنى سـهم المنية iiصائب
وكـل امـرء يبكي سيبكى iiوهكذا صـبابة مـاء نحن والدهر iiشارب
فـكم مـن لـبيب غرّ منه iiبموعد فـصدّقه فـي قـوله وهـو iiكاذب
هـو الـدهر طوراً للنفائس iiواهبٌ الـيك وطـوراً لـلنفيسة iiنـاهب
فـلا تـأمنن الدهر في حال iiسلمه فـكم عـلقت بـالآمنين الـمخالب
فـكم راعـني من صرفه iiبروائع تـهدّ لـها مـني القوى iiوالمناكب
ولـكنني مـهما ذكـرت بـكربلا مصاباً إذا ما قصّ تنسى iiالمصائب
نـسيت الذي قد نالني من iiخطوبه ولم تصف لي مهما حييت المشارب
وقدغارفي أرض الطفوف من iiالندا بـحور وغارت في ثراها iiكواكب
وأضـحى حسين مفرداً بعد iiجمعه يذود عن الأهل العدا iiويحارب(2)
(1) عن تتمة أمل الآمل .
(2) عن مجموعة الشيخ لطف الله الجدحفصي .