الشيخ قطب الدين الراوندي
الشيخ قطب الدين الراوندي
( القرن السادس )
نَسبه ونسبته:
الشيخ الإمام الفقيه الكبير قطب الدين أبو الحسين سعيد بن عبد الله بن الحسين ابن هبة الدين الحسن الراوندي، ويعرف اختصاراً بسعيد بن هبة الله الراوندي نسبة إلى جدّه واختلف المترجمون له في كنيته فقال بعضهم أبو الحسين وهو المعروف وقيل: ((أبو الحسن)).
اسرته:
صرّح بعض المؤرخين ـ كصاحب الرياض ـ مجملاً أنَ والده وجَدَّه كانا من العلماء ولكنَّ التأريخ احتفظ لنا بطرف من ترجمة أولاده وحفيده الذين كانوا من العلماء الأجلاء .
منهم:
نصير الدين أبو عبد الله الحسين بن سعيد الراوندي عالم صالح شهير كتب والده بخطه إجازة له على كتاب الجواهر لابن البراج.
وعماد الدين أبو الفرج علي بن سعيد الراوندي وهو فقيه ثقة يروي عن السيد ضياء الدين فضل الله الراوندي.
والشيخ جمال الدين عبد الرحيم بن أحمد المعروف بأبن أخوه البغدادي.
وغير هؤلاء من ذريته الأجلاّء وعلماء المسلمين الأتقياء.
مكانته العلمية:
عالج الشيخ القطب الراوندي في مؤلفاته موضوعات عديدة من العلوم والمعارف الإسلامية فقد كتب في التفسير والكلام والفلسفة والفقه والحديث والتاريخ وغيرها وعرفت كتبه بالاصالة وعمق البحث والدراسة وأصبحت تآليفه موضع عناية العلماء والدارسين منذ عصره ولا تزال مقدرة لدى المعنين بالدراسات القديمة.
واتصفت مؤلفاته بالعمق في الفكر والالمام بأطراف الموضوعات فكان (رحمه الله) ـ كاسلافه وتابعيه ـ لا يقنع بالبحث السريع والنظرة العجلى فهو يستعرض كل ما يُعانيه استعراضاً دقيقاً ربما يُطيل فيه الايام والليالي مع تثبيت فيما ينقل وتقييم للآراء الموافقة والمعاكسة لما يرتئيه.
وبهذا يعتبر انساناً مُحايداً يطلب الحق للحق ولا يتأثر بالهوى والعصبية ومن هنا نجد أنَ مَن يترجم له أو يذكر شيئاً من كتبه وآثاره يبدأ كلامه أو يُعَقبّه بعبارات تدل على التعظيم والإجلال وهي ترمز إلى مكانته الكبيرة عند العلماء والمستفيدين من نميره العذب وعلمه الفياض قال عنه ابن حجر العسقلاني ـ وهو من مشاهير علماء السنة ـ. كان فاضلاً في جميع العُلوم له مصنفات كثيرة في كل نوع وكان على مذهب الشيعة.
وقال الشيخ منتجب الدين: فقيه ثقة عين صالح، له تصانيف.
وغيرهم الكثير من أكابر العلماء.
اساتذتُه وشيوخه:
للقطب الراوندي اساتذة وشيوخ من وجوه علماء الفريقين، ذكر طائفة منهم خلال اسانيد كتبه ومؤلفاته نذكر منهم:
1 ـ أبو جعفر بن كليح.
2 ـ أبو نصر القاري.
3 ـ أبو عبد الله الحسين المؤدب القمي.
وغيرهم الكثير وعدهم البعض حتى اوصلهم إلى الثلاثين.
تلامذته والراوون عنه:
له جماعة من التلامذة الذين تربّوا في حوزته العلمية كما أن جماعة كبيرة يروون عنه بالإجازة وقد وصف أرباب التراجم بعض تلامذته والراوين عنه بأوصاف جليلة تدل على مكانتهم الكبيرة بين العلماء ورواة الحديث مثل:
1 ـ القاضي أحمد بن علي بن عبد الجبار الطوسي.
2 ـ نصير الدين الحسين بن سعيد الرواندي (إبنه).
3 ـ ظهير الدين محمد بن سعيد الرواندي (إبنه).
4 ـ الفقيه علي بن محمد المدائني.
5 ـ زين الدين أبو جعفر محمد بن عبد الحميد بن محمود دعويدار.
آثاره العلمية:
نرى ويرى كل مَن يطالع مؤلفات القطب الراوندي الثراء والنبوغ فهو كثير التأليف تبلغ كتبه حدود الستين وهو أيضاً متنوع في الموضوعات التي يكتب فيها ففيها الأدب العربي والشعر والتفسير والكلام والفلسفة والفقه وغيرها. ومن آثاره تلك نذكر على وجه الاختصار بعضها:
1 ـ إحكام الأحكام.
2 ـ أسباب النزول.
3 ـ قصص الأنبياء.
4 ـ الخرائج والجرائح.
5 ـ الدعوات.
6 ـ الرائع في الشرائع.
7 ـ فقه القرآن.
وغيرها من مطبوع ومخطوط.
وفاته ومدفنه:
توفي (رضوان الله عليه) صحوة يوم الاربعاء رابع عشر شهر شوال سنة 573 هـ . ق ودفن بقم في مقبرة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) وقبره الآن مزار مشهور في صحن السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) يؤمه الناس ويقرأون لروحه الفاتحة.
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم عاش مدافعاً عن الدين ورفعاً رايته ويوم مات ويوم يبعث حياً.