الإمام الحسين بن علي الشهيد عليه السلام
سيرة الإمام الحسين بن علي الشهيد عليه السلام
اسمه:
الحسين . أشهر ألقابه : سيد الشهداء. كنيته : أبو عبد الله .
والده:
علي أمير المؤمنين عليه السلام .
والدته:
فاطمة الزهراء سلام الله عليها .
ولادته:
ولد بالمدينة المنورة في ضحى الخميس (3) شعبان المعظم على القول المشهور سنة (4) من الهجرة النبوية .
شهادته وسببها:
قتل واستشهد سلام الله عليه مظلوما عطشانا ، مع خاصته من أولاده وإخوانه وبني عمومته وأصحابه ، ظلما وعدوانا بأرض كربلاء بأمر من يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان وبأمر من عامله عبيد الله بن زياد بن مرجانة لعنهم الله ، وكان الأمير على عسكره المشؤم عمر بن سعد بن أبي وقاص حتى ذبحوا طفله الرضيع العطشان بسهم حرملة ، ولم يبق إلا ولده الإمام زين العابدين وكان عليلاً مريضاً . وقاتله الذي حز رأسه الشريف وقطعه شمر بن ذي الجوشن وكان في يوم الجمعة بعد العصر (10) محرم الحرام سنة (61) من الهجرة . لما تخلف الفاسق الفاجر فرع الشجرة الملعونة في القرآن يزيد وتأمر على المسلمين ، وأخذ في هتك الإسلام وأراد محو الدين وشريعة سيد المرسلين بوصية من آبائه وأشياخه الذين لم يسلموا إلا خوفاً وطمعاً ، وكانت قلوبهم تغلي بغضاً وحسداً على رسول الله صلى الله عليه وآله وكانوا يتربصون بأهل بيته الدوائر ويتوقعون الفرص ، حتى إذا جلس سفيههم وأكفرهم على سرير الملك ، أظهر ما بطنوا وأفشى ما أسروا من الكفر والنفاق بقتل المسلمين والمؤمنين وسبى المسلمات ورمي الكعبة المشرفة بالأحجار وهو القائل :
لست من خندف إن لم أنتقم -- من بنى أحمد ما كان فعل
لعـبت هاشم بالـملك فلا -- خبر جاء ولا وحـيٌ نزل
فلذا نهض أبيُّ الضيم فرع الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء أبو عبد الله ، لحماية دين الله وحفظ شريعة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
نهض بأبي وأمي تلك النهضة الرنانة وصال تلك الصولة الفنانة ، ومزق الأعداء كل ممزق وفرق جمعهم وشتت شملهم وأفناهم عن آخرهم ومحاهم عن صفحة البسيطة ، فأصبحوا لا يرى حتى مساكنهم فَقُطِعَ دابـر الذين كفروا والحمد لله رب العالمين (ومـثل كلمة خـبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار) .
لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تبارك وتعالى أهل بيته وخاصته بوقعة كربلاء وتضحية سبطه ومهجة قلبه ، وأنه سوف يروي أبو عبد الله بدمه الشريف ودماء أنصاره شجرة التوحيد ، ويحيى شريعته بشهادته وشهادتهم عندما يريد أهل الشرك والنفاق قطع تلك الشجرة المباركة وإماتة الدين الحنيف .
وشهد كل من له أدنى معرفة بالتاريخ من المسلمين وغيرهم بذلك وقالوا : لولا قيام الحسين عليه السلام ونهضته المقدسة لوقع سهم الدولة الأموية في كبد الهدف ، ولقضوا على الدين وأماتوا شريعة سيد المرسلين وانهار التوحيد واندرس القرآن المجيد . ولكن الإمام قضى عليهم وعلى كفرهم يوم عاشوراء والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد .
مدفنه الشريف:
كربلاء تلك التربة الطيبة الطاهرة والأرض المقدسة التي قال في حقها رب السماوات والأرضين مخاطبا للكعبة حينما افتخرت على سائر البقاع (... ولولا تربة كربلاء ما فضلتك ولولا من تضمنته أرض كربلاء ما خلقتك ... فقري واستقري ...) .
وكذلك أصبحت هذه البقعة المباركة بعدما صارت مدفنا للإمام عليه السلام مزارا للمسلمين،وكعبة للموحدين ،ومطافا للملوك والسلاطين ، ومسجدا للمصلين في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال . رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار . ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب)