في مدح الإمام الحسن (ع)



ما عادت تفيض على السهولِ .. وهودجِ العشاقِ
وحياً .. وارتعاشات .. وشعراً .. فإذا أتى الميلادُ
يحمل للحزانى فرحةً .. ونبوءةً تشدو .. وبشرى
وتفجرت آفاق هذا الشرق نوراً ...
وهجهُ : طه ، وحيدرةٌ ، وزهرا ..
فلتبتهجْ يا عمرنا الخالي من الفرحِ .. المجنَّحِ
فهي ذكرى .. أيُّ ذكرى .. وتجيء تسبح في الدماءِ
وفي رؤاك الطفُّ والعطش الرهيبُ .. وشهقةُ الأطفال والشفق النحيلْ
وأخوك ممدودٌ على وجه الثرى .. كالكونِ ..
أضجعه الزمان على الرمالِ .. فبدءُه ُ: قِدَمُ الخليقةِ .. والنهايةُ
في امتداد المستحيلْ .. وأخوك شعشعةُ النجوم على الممالكِ
واشتعالات التجلّي .. واقتدارُ الضوءِ .. والمشكاةُ .. والقنديلْ
وأخوك جمهرة من الأفلاكِ .. ترفض أن تحطَّ على الترابِ
وأن تذوب مع انطفاءات الأصيلْ .. وأخوك جلجلة الفوارسِ
والتماعاتُ السيوفِ .. تضنّ أن تهوِي .. فيسكتها الردَى
وتدوسها ضعةُ السنابكِ .. وانتكاساتُ الخيولْ ..
وأخوك زلزلةُ الملاحمِ .. وازدهاراتُ الفتوحِ
وثورةُ البركانِ .. والغزواتُ .. والفَرَسُ الأصيلْ
وأخوك خامس خمسة تحت الكساءِ .. اللهُ سادسهم .. وجبرائيلْ
وأخوك جوهرةُ الإمامةِ .. وانفجارُ الوحي .. والقولُ الثقيلْ ..
وأخوك أسفار البشارةِ ... والمؤيدُ للمسيحِ
وصرخةُ الشهداءِ في التنزيلْ .. وأخوك هدهدةُ الولايةِ
بين أحضانِ النبيِّ .. ومعجزاتُ المرسلينَ
وفُلكُ نوح .. والأساطيرُ المجيدةُ والشرائعُ .. والنقوشُ ..
وآيةُ الرهبان في دير على بَرَدَى .. وأسرارُ النبوءات الخبيئةِ
في ضفاف النيلْ .. وأخوك أحزانُ الفراتِ
وولولات البدو في غسق الخيامِ .. وأنة الأنسامِ في سعف النخيلْ
وأخوك أوصال النهارِ .. تناثرت فوق المدائنِ .. وانشطارُ الشمسِ
والخطبُ الجليلْ .. وأخوك حرقتنا .. وآهتنا ..
وقصّتنا التي اختزلت بها الدنيا .. حكاياها العجيبةَ ..
فهي تقصرُ.. كي تطولْ .. فأخوك عاشوراءُ
والقتل المحرمُ .. والدم المطلولُ .. والدمع الهطولْ
وأخوك رأسٌ .. ناشرٌ حُمْرَ الجدائلِ ..
واختضابَ الجرح في وجع الضفائر .. والتهابَ البوح في هلع الذهولْ
وأخوك أنفاسٌ... وأوردةٌ .. تمزقها الضغائن .. والنصولْ ..
وأخوك عزفٌ .. كالعواصف في متاهات المدى
وأخوك نزفٌ .. كالسيولْ .. وأخوك تَقدمةٌ .. وأضحيةٌ .. ومذبحةٌ
تجولْ .. وأخوك زينبُ .. والسبايا .. والرسالةُ .. والرسولْ

Testing
عرض القصيدة