في رثاء النبي (ص) - 5
الشيخ حسن القيسي البحراني
مـصـاب لــه ركـن الـهدى قـد
تـهدّما و عـين الـمعالي جـفنها يـقطر
الـدما
لـفـقـد الّــذي لــولاه مــا در
شــارق و لا سـطحت أرضٌ و لا رفـعت
سـما
و لـولاه رب الـعرش مـا خلق
الورى جـميعاً و لـم يـخلق مـن الأرض
آدمـا
لفقد النبي المصطفى خير من
مشى و مــن طــوّق الـدنـيا جـمالاً و
أنـعما
و لــم أنـسـه و الـقـلب مـنه
مـمزق عــلـى فــرشـه مـلـقـىً يـئـن
تـألّـما
و مــن حـولـه الـزهـراء ولـهى
كـئيبة تـئـن عـلـى سـاحـاتها الـحـزن
خـيّما
تـنـادي ألا يـا والـدي قـد بـدا
الأسـى بـقـلـبي و بـــالأرزاء دهـــريَ
غـيّـمـا
أبـي يـا أبـي قـد كـنت حصناً و
معقلاً إلـــيّ وهــذا الـيـوم حـصـني
تـهـدّما
أبــي هـاهـما سـبـطاك حـنّـا و
هــذه رحــــى الــكــرب و الآلام
عـلـيـهـما
و حــولــك طــافــا يـبـكـيان
بـلـهـفة بـدمـعٍ حـكـى مـرجـان عـقـدٍ
تـنظّما
و هــذا حـسين و الأسـى مـلء
قـلبه يـحن و مـنه الـجفن بـالدّمع قد
همى
يــنــادي: ألا يــــا جــدّنــا و
عـمـادنـا و يـا مـن لـنا كـهفاً و يـا من لنا
حمى
و جــاء الـزكي الـمجتبى و هـو
بـاكياً عــلـيـه و مــنـه الـقـلـب زاد
تـألّـمـا
ألا يـــا أبــانـا حـزنـنـا الــيـوم
مــالـه مــثـيـل فـبـلـوانـا شـــواظ
تـضـرّمـا
و سـبـطـاه طــافـا حــولـه
يـبـكـيانه بـنـفسٍ عـلـيها لاعــج الـحزن
خـيّما:
أيـــا جــدّنـا بـانـت لـفـقدك
وحـشـةٌ عـلـينا و هــذا الـبيت بـالحزن
أظـلما
ألا يــــا أبــانــا جـــد إلـيـنـا
بـنـظـرة فـــذا ركـنـنـا مــنّـا وهـــى و
تـهـدَّما
أيـــا جــدنـا نــار الـفـراق
تـصـاعدت بـأحـشائنا و الـدمـع كـالدرّ قـد
هـمى
أيـــا جـدَّنـا يــا خـيـرة الله مــن
لـنـا إذا غـبـت أن يـحـنو عـلـينا و
يـرحـما
و ضـم الـنبي الـمصطفى ابـنيه
قـائلاً بـحـرقـة قــلـبٍ: يـــا بــنـيَّ
عـلـيكما
ســلامٌ فــإن الـدهـر شـتَّـت
شـمـلنا فــصـبـراً جـمـيـلاً فـالـفـراق
تـحـتـما
و لـما دنـا الـمحتوم مـن سـيد
الورى فــغـمـض عـيـنـيـه و لــلــه
ســلّـمـا
قـضـى نـحـبه فـالروح فـاضت
لـربها و ضجت له الأملاك و الأرض و السما
و ضـجـت لــه ســت الـنـساء
بـعولةٍ بـجـفن بــه حـمـر الـمـدامع
كـالدما:
أيـــا والــدي مـحـرابك الـيـوم
خـالـياً أيـــــا والـــــدي ريـحـانـتـاك
تـيـتـمـا
أيــا والــدي ضـيّـعتني الـيـوم
ضـيـعة فـبعدك مـالي مـن حـميٍّ و لا
حـمى
ألا يــا رســول الله يــا خـير
مـرسلٍ مـصابك قـد أبـكى الـحطيم و
زمزما
عـلـيـك صـــلاة الله مـــا در
شــارق و آلـــك مـــا در الـسـحاب و
نـمـنما
و آلـــك مـــا در الـسـحاب و نـمـنما |