في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ألا إنَّني بادي الشّجُون مُتيَّمُ=ونارُ غَرامي حَرّها يَتضرَّمُ ودَمْعي وقلبي مُطلَق ومقيَّد=وصَبري ووَجدي ظَاعِن ومخيمُ أبيتُ ومَالي في الغَرامِ مُساعِد=سوى مُقلَة عَبْرَى تفيضُ وتسجِمُ وأكتمُ فرط الوجْد خِيفَة عاذلي=فَتُبدِي دُموعِي ما أجنُّ وأكتمُ ويَا لائمِي كُفَّ المَلام وخَلِّنِي=وشَأني فإنَّ الخَطْبَ أدْهَى وأعظمُ فلو كنتَ تَدري مَا الغَرَام عَذرتَني=وكنتَ لأِشجاني تَرقّ وتَرحمُ إلى الله أشكُو ما لقيتُ مِن الجوَى=فَرَبِّي بما ألقاهُ أدرَى وأعلَمُ ويا جِيرةً شَطَّت بهم غُربة النَّوى=وأقفر رَبع الأُنسِ والقُربِ مِنهمُ أَجِيروا فؤادَ الصّبّ من لاعِجِ الأسَى=وجودوا عليه باللِّقا وتَكرَّموا وحَقّكُمُ إنِّي على العهدِ لم أزَلْ=وما حلتُ بالتفريقِ والبُعدِ عنكمُ وقُربكُمُ أُنسِي ورَوْحِي ورَاحَتي=وأنتمْ مُنَى قَلبي وقَصديَ أنتمُ رَعَى اللهُ عصراً قد قَضينَاهُ بالحِمَى=بِطيبِ التَّداني والحَواسِد نُوَّمُ وحيا الحيا تِلكَ المعاهِد والرّبى=فقد كنتُ فيها بالسّرُور وكُنتمُ إلَى أنْ قَضى التفريق فِينا قَضاءهُ=وأشمَتَ فينا الحاسِدون وفيكمُ وشأنُ اللَّيالي سَلبُ ما سَمِحت بِهِ=ومِن عَادة الأيام تَبني وتَهدمُ ومَا زال هذا الدَّهر يخدعُ أهلَه=ويقضي بِجَور في الأنامِ ويَحكمُ ويرفع مَفضُولاً ويخفض فَاضِلاً=ويَنصِبُ في غَدر الكِرَام ويجزمُ أصابَ بِسَهمِ الغدرِ آلَ مُحمَّدٍ=وأمكَنَ أهل الجور والبَغيِ مِنهمُ وكانُوا مَلاذَ الخَلقِ في كُلِّ حادثٍ=نَجاةُ الوَرَى فيما يَسوءُ ويُؤلِمُ وأبْحُرُ جُودٍ لا تغيضُ سَماحَةً=وأطوَاد حِلمٍ لا تَكادُ تُهدَّمُ