في الطريقِ الى الماءِ،
هاويةٌ من دم،
ضفّةٌ ترتدي الملحَ:
عشبٌ من الجمرِ.. أو شجرٌ من حديدْ
كانَ شيءٌ يهزُّ بكائي القديمَ،
ويفتحُ في القلبِ نافذةً لبكاء جديدْ
كانَ شيءٌ يسائلني:
أينَ خطوكَ؟
للماءِ
أين مرايا رؤاكَ؟
على الماءِ،
أين القناديلُ؟
في الماءِ،
هل كانَ شيءٌ يسائلني،
صوتُهُ بحّةٌ، والحروفُ جليدْ؟
لم أعدْ أذكرُ الآنَ،
غير الرماحِ العنيداتِ،
تضرى على نبضِ هذا الفؤادِ العنيدْ!
* * *
في الطريقِ رأيتُ الرمادَ وجوهاً،
مغلّفةً بالدخان البليدْ!
* * *
في الطريقِ البعيدْ
لم يعدْ غيرُ وجهي،
ووجهِ الزمانِ الشريدْ!
كورس
يَنْحَني الرملُ، تلبسُ الأرضُ وجهاً***من رماد، وجُرحُها عُريانُ
يغزلُ الملحُ في يَدَيها المسافاتِ***ويغفو في قلبِها النسيانُ
فهي بعدَ الحسينِ ماتَ ليهبُ الخصب***فيها.. ومات حتّى الدخانُ!