تَبَسَّمَتِ الْمَنازِلُ والْحُقُولُ = وَشاعَ الأُنْسُ فيها والْهَديلُ وَسُجْفُ اللَّيْلِ مَزَّقَها ضِياءٌ = فَلَنْ تُرْخَى لَهُ أَبَداً سُدُولُ بَدا نَجْمُ الْوِلايَةِ في سَماءِ التَّ = شَيُّعِ حَيْثُ لَيْسَ لَهُ أُفُولُ فَقَدْ وُلِدَ الإِمامُ أَبُو تُرابٍ = وَلَنْ يَأْتي لِحَيْدَرَةٍ مَثيلُ مُعاوِيَةٌ لَهُ أَمْثالُ كُثْرٌ = وَمِثْلُ أَبي تُرابٍ مُسْتَحيلُ فَتىً أَعْطاهُ خالِقُهُ مَزايا = تَمَنَّى الْبَعْضَ مِنْها جَبْرَئيلُ يَطُولُ بِنا الْمَقامُ إِذا أَتَيْنا = لِنَذْكُرَ بَعْضَها.. حَقّاً يَطُولُ فَأَوَّلُها إِلى الإِسْلامِ سِبْقٌ = وَآخِرُها هُوَ الْمَوْتُ النَّبيلُ وَكُلُّ حَياتِهِ كانَتْ جِهاداً = وَكانَ لِمَوْتِهِ وَقْعٌ ثَقيلُ فَمَنْ ذا غَيْرُهُ انْتَشَرَتْ وراجَتْ = فَضَائِلُهُ كَما انْتَشَرَ الْعَليلُ وَكانَ الْبَعْضُ يَحْسِدُهُ، وَبَعْضٌ = يَخافُ إِذا يَقُولُ فَلا يَقُولُ وَبَعْضٌ كانَ يَبْغَضُهُ، وَبَعْضٌ = لَهُ الشَّتْمَ الَّذي يُؤْذي يَكيلُ وَكانَ الْبَعْضُ يَرْوي في سِواهُ الأ = حاديثَ الَّتي فيها الْهَزيلُ وَلكِنَّ الْفَضَائِلَ في عَلِيٍّ = تَناقَلَها النَّواصِبُ والْعُدُولُ وَلَمْ تُمْحَ الْمَثالِبُ عَنْ سِواهُ = وَلكِنْ بانَ وانْتَشَرَ الْغَسيلُ أَيا صِهْرَ الرَّسُولِ كَفاكَ فَخْراً = بِأَنَّكَ أَنْتَ صاهَرَكَ الرَّسُولُ «عَلِيٌّ خَيْرُكُمْ» قَدْ قالَ طهَ = وَكانَ لَهُ كَما كَانَ الْفَصيلُ وَأَعْطاهُ الْبَتُولَ بَيانَ فَضْلٍ = بِأَنَّ الْخَيْرَ زَوْجَتُهُ الْبَتُولُ وَكانَتْ تَشْرَئِبُّ لَها نُفُوسٌ = عَلِيٌّ دُونَهُمْ عَنْها يَحُولُ أَرادُوا أَنْ يُجارُوهُ بِفَضْلٍ = فَخابَ الْقَصْدُ، وامْتَنَعَ الْوُصُولُ وَلَمَّا أَنْ رَأَوا لا نَفْعَ مِمَّا = أَرادُوا فَهْوَ نُورٌ مُسْتَطيلُ وَلَيْسَ يَطالُهُ أَبَداً دُخانٌ = إِذا يَعْلُو فَمَلْبَثُهُ قَليلُ أَرادُوا النَّيْلَ مِنْهُ في رُؤاهُ = عَسَى عَنْ خَطِّهِ أَحَدٌ يَميلُ فَجاءَتْ عُصْبَةٌ تَلْغُو وَتَرْغُو = وَلكِنْ كانَ يَنْقُصُها الدَّليلُ وَأَمْلَتْ كَيْدَها ظَنّاً بِأَنْ لَنْ = يُدافِعَ عَنْ مَعاقِلِهِ الأَصيلُ فَأَقْبَلَ للدِّفاعِ شُيُوخُ عِلْمٍ = لَدْيْهُمْ في الْمُحاوَرَةِ الأُصُولُ فَبانَ الْحَقُّ في الدُّنْيا تَماماً = لِذي عَيْنَيْنِ، واتَّضَحَ السَّبيلُ فَلَنْ يَرْضَى بِغَيْرِ أَبي تُرابٍ = مِنَ الأَجْيالِ فَوْقَ الأَرْضِ جيلُ سِوى بَعْضِ الأُلَى ضَلُّوا، ومالُوا = عَنِ التَّقْوى، وَلَيْسَ لَهُمْ عُقُولُ وَإِلاَّ فالإِمامُ أَعادَ نَهْجَ الإ = مامِ الْحَقِّ واللهُ الْكَفيلُ بِأَنَّ النَّهْجَ هذا سَوْفَ يَبْقَى = تُحيطُ بِهِ الأَدِلَّةُ والْخُيُولُ فَدَوْلَةُ دينِنا الإِسْلامِ قامَتْ = وَهذي دَوْلَةٌ لَيْسَتْ تَزُولُ عَلَيْها ضَيْغَمٌ يَحْمي حِماها = بِأَشْبالٍ لَهُمْ وَقْعٌ مَهُولُ فَأَشْبالُ «الشَّهيدِ الْحَيِّ» كُثْرٌ = وَإِنَّ رِعيلَهُ نِعْمَ الرَّعيلُ رِجالٌ أَوْ نِساءٌ في لِواهُ = صِغارٌ، أَوْ شَبابٌ، أَوْ كُهُولُ سَيُبْدُونَ الْوِلاءَ لَهُ فَهذا = سَليلُ الْمُرْتَضَى.. نِعْمَ السَّليلُ وَسَوْفَ يَرُوجُ فِكْرُ الْعِشْقِ فيهِ = وَسَوْفَ يُهَمَّشُ الْفِكْرُ الدَّخيلُ لَنا خَطُّ «الشَّهيدِ الْحَيِّ» خَطٌّ = وَناصِرُ خَطِّهِ الرَّبُّ الْجَليلُ فَسَوْفَ تَرَوْنَ نَصْراً عَنْ قَريبٍ = عَلى يَدِهِ الَّتي فيها الْفَتيلُ وَأَفْواجاً بِهِ وَبِحِزْبِهِ في = سَبيلِ اللهِ سَوْفَ يُرَى الدُّخُولُ وَسَوْفَ يَؤُمُّنا في بَيْتِ إِيلٍ = إِذا طَهُرَتْ مِنَ الْمُحْتَلِّ «إيلُ» فَإِنَّ بَشائِرَ التَّوْفيقِ لاحَتْ = وَ «غَزَّةُ» قَدْ بَدا مِنْها الرَّحيلُ وَإِنَّ «الضَّفَةَ» الأُخْرَى الَّتي عَنْ = ثَراها سَوْفَ تَنْدَحِرُ الْفُلُولُ وَسَوْفَ يَجيءُ دَوْرُ «الْقُدْسِ» أَيْضاً = وَ«حَيْفا» ثُمَّ «يافا» وَ«الْجَليلُ» وَسَوْفَ تَكُونُ إِسْرائيلُ مُلْكاً = بِأَبْطالِ الْجِهادِ لَنا يَؤولُ فَحَتَّى ذلِكَ الْيَوْمِ الأَيادي = سَتَبْقَى في بَنادِقِها الْحُلُولُ وَسَوْفَ يَظَلُّ «إبْلِيسُ» ذَليلاً = كَما هُوَ هَكَذا فيها ذَليلُ فَساسَةُ هذِهِ الدُّنْيا جَميعاً = يُنَغِّصُ عَيْشَهُمْ هذا الْقَبيلُ لِهذا كانَ مَنْبُوذاً لَدَيْهِمْ = وَ «نَصْرُ اللهِ» كانَ لَهُ الْقَبُولُ شُجاعٌ كالْغَضَنْفَرِ في عَرينٍ = تَحاشَتْ أَنْ تُدَنِّسَهُ الْوُعُولُ وَهذا الشِّبْلُ مِنْ أَسَدِ الْبَرايا = عَلِيٍّ.. لا يُرَى لَهُما خُمُولُ فَإِنَّ اللهَ يَكْلَؤُهُمْ بِحِفْظٍ = فَمِنْ أَعْمالِهِمْ شُفِيَ الْغَليلُ وَكُلُّ الْمُسْلِمينَ يَقُولُ : مِنَّا = عَلى ما قَدَّمُوا الشُّكْرُ الْجَزيلُ فَلازالُوا، وَلازِلْنا نَراهُمْ = يُظَلِّلُنا بِهِمْ ظِلٌّ ظَليلُ وآخِرُ جُمْلَةٍ: أَهْدى طَريقٍ = طَريقُهُما الْمُعَبَّدُ والْجَميلُ