تهتُ مَا بَينَ السِّنين العِجَافِ،
تِهتُ مَا بَينَ مُنتَعِل الأقدَامِ،
وَآخَر حَافٍ..
تِهتُ حَيثُ لا أدري،
أكُنتُ بَينَ النَّاسِ جَسَدَاً يُرَى،
أم كُنتُ طَيفَاً تَمَوسَقَ صَهوَة الدَّمِ النَّضَّاحِ؟
تِهتُ مَا بَينَ أحرَار وَعَبيد..
تِهتُ في فَرَاغِ الهَجِيرِ؛ كَسربِ القَطَا..
«لَو تُرِك، غَفَا وَنَام»
وَلكن
أنصت،
أسمَعُ صَوتكَ المتَحشرجِ،
في صَوتِ الرِّيح يَصعَّد في مَسمَعي كَالنَّشيج:
«ألا مِن نَاصرٍ يَنصرنا..»
«ألا مِن ذَابٍّ يَذبّ عَن حُرَمِ رَسولِ الله..»
وَحدَهَا الرِّيح مَن يَسمَع ذَاك النَّشيج،
وَسرب القَطَا الذي غَابَ عَنه المَنَام
وَمَصَارِع لو أنَّها سَمِعَت نِدَاءك
لاستَجَابَت؛ إنما حَالَ المنُون
وَعَلى الجانبِ الآخر،
ثَمَّةَ قَومٌ لِئام طِغَام
بَاعُوا دِينهم بِدُنيَاهم،
وَغَدوا في الهَجِيرِ عَبيد!!
وَالمنَادي يُنَادي بِهِم:
«أحرِقوا بُيُوت الظَالمين»!!
أيَتيهُ الفِكرُ عَنكَ؟!
وَأنتَ الذي صِرتَ لِلدِّين عَمِيد،
وَبِقَطرِ دِمَاكَ قَتَلتَ ألفَ يَزِيد وَيَزِيد
هي ثَورَة أشعَلتَها،
للآن أُوَارها يَتَوَقَّدُ
مَنها يَدُ المظلومِ تَأخُذُ قَبسَة،
تَهديه..
وَيَد الطُّغَاة تَصطَلي نَاراً بِهَا
تَتَوَقَّدُ..
خُذني إليكَ
أيا غَدي..
فَوَجِيب الرُّوح يَعلو:
«أنا في جُرحكَ أسمو»
وَعَلى الآلامِ،
صَوتكَ القُدسي يَعلو
«هَيهَات مِنَّا الذِّلَّة»
«هَيهَات مِنَّا الذِّلَّة»