قرآن نحرك من نجيعه كتب السماوات الشريعة
مازال وحيه سورة بصحائف الدّم المريعة
تتقلد الأجيال في وجع القلوب بما تذيعه
فتطوف ثغر الأمسيات نوارس الدمع المهيعة
باسم الحسين وكربلا باسم الأضاحيْ والوديعة
صلت لقبلته الدماء صلاة فاجعة شنيعة
فتكاثرت بين الدموع تبكي الحسين بكل ضيعة
وتعيش جرحه واقفا بين الحكايات الفجيعة
لهفي عليه فأيها نشبت بقلبه كي تريعه
أتعفر اللّيث الهمام مقطعا فوق الشريعة
أم فقد "أكبر" ولده حتى خلا منه ربيعه
آه لطفلك يا حسين سهم الردى ذبحت رضيعه
ومن الوريد الى الوريد تجرّع الموتُ دموعه
وبكل دمع محنة جاءت تواسيه نزيعة
وقفت وصوته للأباة دوى بوقفته الفظيعة
هذا الحسين وهاهنا جبل الكرامة لا نبيعه
ومجلجلا صوت الفداءْ أحمي لقبلته جميعه
لا أنثني رغم الدماء "فيا سوف " له منيعة
وبرغم ليل الأدعياء يبقى بمهجتنا المطيعة
لبيك يا صوت الحسين الى القيامة لا نضيعه
سأعود حيث بكربلا "خيل العدا طحنت ضلوعه"
فالثأثر وجه ميمم قسما بفاطمة الشفيعة
سيثور باب عدالة بدمى الحسين الى نجيعه
سيعيد بركان الدماء لطفله "فاطلب رضيعه"
يا ساكن الدمع المراق لزينب خذها وجيعة
من حيث قد سلب الخمار جحافل الكفر الوضيعة
وعلى المتون سياطهم لعبت تواعدها وقوعه
ان الحسين كرامة غلبت سيوفهم النقيعة
وسيبقى بالدهر الإباء محكما فينا صنيعه
ما دام طفك للعبور بموكب الحب الشفيعة
فهناك تنتصر الدماءُ بكربلا.. هذي جموعه
صلوا وكل صلاتهم دمع توسل في دموعه
للعاشقين لعشقه هامٌ ستبقيها رفيعه