مَولاَيَ .. هَبْ لِي نَفحةً مِنْ شَذاكْ = وانثُرْ عَلَى رُوحِ بَيانِي هُداكْ يا سَيِّدي .. إنْ غِبْتَ عنْ ناظِرِي = فإنّنِي أَودَعْتُ قَلْبِي سَناكْ أنتَ مُنَى العُشّاقِ يَاعالَمًا = تَسبَحُ أَرواحُ الوَرَى فِي هَواكْ أَرواحُ مَنْ بَرُّوا بِما عاهَدُوا = فِي عالَمِ الذَرِّ فَوَالَوْا أباكْ مِنْ فاضِلِ الطِّينَةِ أَمْشاجُهُمْ = نالَتْ وَلاكمْ مُنذُ كانتْ هُناكْ! فأنتَ والطَّفُّ وأَحزانُهُمْ = علاقَةٌ قَدْ رَسَمَتْها دِماك خُذنِي إلَى ظِلِّكَ فِي كَربَلا = عَلِّي أُوارَى آمِنًا فِي حِماكْ أَنعَمُ فِي بَرْزَخِ أَلْطافِكُمْ = وكَيفَ لا يَسْعَدُ مَنْ فِي فِناكْ ؟! وعِندما أُنشَرُ يَوْمَ اللِّقا = تَسْلُكُ بِي نَحْوَ عَلِيٍّ يَداكْ أَجُوزُ مَسْرَى الحَشْرِ مُسْتَبْشِرًا = أَرْفُلُ فِي النُّورِ كَأَنِّي مَلاكْ فإنْ بَلَغْنا سِدرةِ المُنتَهَى = وَمُلْتَقَى الصَّفْوَةِ مِنْ أَوْلِياكْ وَأَشْرَفَ "الهادِي" عَلَى رَفْرَفٍ = يُغْدِقُ بِالبُشْرَى علَى مَنْ نَعاكْ و"المُرتَضى" يَسْقِي عَلى حَوضِهِ = مَنْ كانَ باللَّهْفَةِ يَبكِي ظَماكْ وَاسَتْ جَوَى أَحشاكَ أَجْفانُهُ = فانهَمَرَتْ حُزنًا علَى ما عَراكْ و"المُجَتَبَى" وهْوَ إمامُ النَّدى = يُؤْمِنُ مَنْ كَان يُلَبِّي نِداكْ و"القائِمُ المَهدِيُّ" بابُ الرَجا = يَقولُ :آَمِنْ لا بَكتْ مُقلَتاكْ و"الْبَضْعَة الزهْراءُ" لاتَنْثَنِي = تَلْتَقِطُ الشِيعَةَ ..حَتَّى رِضاكْ تَزُفُّ لِلفِردَوْسِ أَسماءَهُمْ = وهَلْ تَرَى الفِردَوسَ إلاّ قِراكْ ؟! والشِيعَةَ الأَبْرارُ أَبصارُهُمْ = شَاخِصةٌ شَوقًا إلَى أنْ تَراكْ كَأنَّهُمْ قَد عقَدُوا مَأتَمًا = والكُلُّ يَدعُو لَيْتَ رُوحِي فِداكْ! هُناكَ تُجزَى كُلُّ نَفسٍ بِما = قَدْ كَسَبَتْ فِي سَعْيِها مِنْ عُلاكْ فَإنَّما الأَعمالُ مَذخُورَةٌ = تَنظُرُ أَنْ يَخْتِم فِيها وَلاكْ وَعِندَما تَغْمُرُنِي رَحْمةٌ = ويَغمُرُ القَلبَ نَدًى مِنْ نَداكْ أَرفَعُ لِ "الزَهْراءِ" قارُورَةً = تَشْهَدُ أَنِّي كُنتُ مِمَّنْ بَكاكْ أَندِبُ : يَامَنْ كَسَرُوا ضِلْعَها = يَومَ علَى البَابِ اسْتدارَتْ عِداكْ هاكِ دُمُوعِي انهَمَرَتْ حُرْقَة = فِي مَأتَمِ السِّبطِ تُواسِي حَشَاكْ لَهفِي لَها تَشرَعُ فِي نُدبَةٍ = فِي حَضْرَةِ الحَقِّ وتُبْدي رِثاكْ فَيَغْرَقُ المَحْشَرُ فِي نَعْيِها = ويُجْهِشُ البَاكُونَ إلاّ عِداكْ تُخْرِجُ لِلشَكْوَى قَمِيصًا بِهِ = قَدْ فَتَكَ الأَعداءُ لَمَّا حَماكْ ! وتَرفَعُ الكَفَّينَ فِي مَشهَدٍ = يَعَصِفُ بالأَرواحِ ، تَنْعَى أَخاكْ يَا عَدلُ ! إِنَّ اليَومَ يَومُ الوَفا = لِلثَأرِ مِمَّن قَتَلُوا أَولِياكْ فَتَزفُرُ النَارُ لَها غَضْبَةً = تأْخُذُ أَعداءَكَ أَخذَ الْهَلاكْ يَا مَنْ عَلَى الأَنفُسِ سَنَّ الأَسَى = لا يَنْقَضِي لِلحَشْرِ فِينا أَسَاكْ أَنتَ أَبُو الأَحرارِ ثارُ السَّما = سارتْ قَرابِين الهُدَى فِي خُطاكْ وأَنتَ قُربانُ بَنِي المُصطَفَى = تَرفَعُكَ الحَوراءِ تَنعَى دِماكْ وَاللهِ مَا يُعقَدُ مِنْ مَأتَم ٍ= يَتَّشِحُ الحُزنَ عَلى ما دَهاكْ إلاّ وَبِنتُ المُصْطَفَى وَابْنُها = قَائِمُ آلِ البَيْتِ كَانا هُناكْ بَلْ أَنَّ فِيهِ المُصْطَفَى وَاجِمٌ = يَتلُو رَزاياكَ فَيُشجِي أَباكَ وآلُ بَيتِ الوَحْي فِي لَوعةٍ = مَعَ المُوَالينَ أَقامتْ عَزاكْ يَا سَيِّدِي ..قدْ صُغتُ مَرثيَّتِي = وَأَنتَ تَرعَانِي ..كأنِّي أَراكْ !