للسيد إبراهيم الطباطبائي مفتتحاً قصيدته الرثائية للحسين بالانتصار بالإمام المهدي (ع) عهدتك يابن العسكري تزجّها=عرابا على أبناء ناكثة العهدِ إلى مَ ولمّا تستفزّك عزمة=تجشّم فيها الحزن وخداً على وخدِ وكم ذا وقلب الدين صاد غليله=تلثَّم عرنين المهنّد بالصدِ أطلت نزوحاً والعدو بمرصد=يجر أسيافاً وسيفك في الغمدِ إلى أي يوم لم يقم لك موقف=به الشوس تقعي والرؤوس به تُخدي فليس بمعذور فتى الحرب أو ترى=له وثبة من دونها وثبة الأسد أثرها تسد البيد شعواء غارة=سميراك فيها الرمح والصارم الهندي أباحوا بمستنّ النزال دماءكم=بمسنونة الغربين مرهفة الحدِ وفت لابن هند بالضغون فوزّعت=لحومكم نهشاّ بأنيابها الدردِ و كم بسطت كفا إليكم قصيرة=زعانف طول الدهر مقبوضة الأيدي و مالت إليكم بالعوالي فأرغمت=أنوفاً برغم الدين منكم على عمدِ فكيف و أنتم كالأسود ضوارياً=تذودكم ذود الغرائب بالطردِ فهبّوا إليهم واثبين بعزمة=تقطّعُ غيظاً منكم حلق السّردِ و عسّالة سمر و بيض بواتك=و أغلمة مرد و ملمومة جردِ و قودوا إليها المسرجات تخالها=إذا انبعثت باللُجم قعقعة الرّعدِ فما بعد فوت الثار إلا مذلة=إذا لم ترووا من دماهم قنا الملدِ تناسيتم بالطف جسم زعيمكم=جديلاً عليه الخيل ضابحة تردي و رأساً على الرمح الرّديني مشرقاً=تضيء به الآفاق منعفر الخدِ قضت بحدود السيف صحب تفرسّت=بعضّ الثرى من دونه صهوة المجدِ فمن كل ليث ذي براثن مشبل=يميس غداة الروع منسحب البردِ فمن فارس في المأزق الضنك فارس=يرد صدور الخيل بالفرس النّهدِ(2) و أبيض وضّاح الجبين مشمر=لدى الهبوات السّود عن ساعة الجدِ فما ظفرت منهم بكف مسالم=و لا قلب رعديد و لا بقنا مكدِ مغاوير لا يستضعف الكر جهدهم=بمزدلف أدوا به غاية الجهدِ فما راعهم قرع النضال و لا انثنوا=نواكص خوف الحتف عن منهج الرشدِ تعانق خرصان الرماح كأنما=تعانق خمصان الحشى من ظبا نجدِ تقصّد في لباتها تحت قسطل=به الأروع المقدام حاد عن القصدِ فكم طعنة نجلاء منهم تخاوصت=إليها بنو الزرقاء بالأعين الرّمدِ و كم ضربة ورعاء منهم لأروع=إذا أنكرتها الشوس تعرف بالقدِ و عادوا يحيّون النبال بأوجه=يصرّح فيها النبل بالحسب العدِ تطامن منها الجأس في صدر معرك=تكدس فيه الخيل قانية اللبدِ(3) إلى أن تهاووا كالنجوم غواربا=بمشبوبة هيماء صالية الوقدِ و كم من فتاة من بني الوحي حرة=من الوجد ثكلى لا تعيد و لا تبدي يفرّط منها الرعب منظوم عقدها=فتبدوا من الأستار منثورة العقدِ تشيب نواصيها الخطوب فتنثني=تنادي شيوخاً من بني شيبة الحمدِ تنادي أباها الندب نادبة له=و إن جد فيها الخطب تهتف بالجدِ (1) الوخد: سرعة السير، يقال:وخد البعير إذا أسرع و صار يرمي بقوائمه كالأنعام فهو واخد (2) الفرس النهدي: تعني الفرس الحين الجميل الجسيم (3) اللبد: هو ما يجعل على ظهر الفرس تحت السرج، و تطلق أيضاً على كل شعر أو صوف متلبّد