كَفكِفْ دُمُوعَاً ونَحِّ الآهَ وَالشجَنَا = واقْصُدْ لِيَثْرِبَ وَ اتْرُكْ أَنَّكَ الحَزِنَا وَقِفْ بِبابِ بَقِيعِ الطُّهرِ فَاطِمَةٍ = أَنشدْ كلامَاً وَ غَرِّدْ عِندَها علنا هَنِّئْ لأمِّ حُسينٍ فِي موالدِها = فرَحاً يعمُّ دِيارَ الطُّهرِ وَ الوَطنَا هذَا حُسينُ بِهِ الأقلامُ قَد فَخَرَتْ = رَمزُ الشَّهادَةِ هَدَّ الكُفرَ وَ الوَثَنَا هذَا الَّذِي حارَبَ الأوغَادَ مُمْتَثِلاً = أَمرَ الإِلهِ فَعافَ السيفَ وَ الكَفَنَا عُرسُ الطُّفوفِ أَبُو الأحرَارِ قَلعَتُهُ = صَرحَاً عَظيماً غَدَا في كَربَلا وبَنَى أَتَيْتَ شعبَانُ أَفرَاحَاً بِدِيرَتِنَا = وَ قَد حَلَلْتَ عَريساً فِي مَرَابِعِنَا مِنَ الزُّهورِ أُنَقِّي وَردَةً عَبِقَتْ = في عِطرِها الطِّيبُ تَزهُو في مزَارِعِنَا فَكُنتَ شَعبَانُ عِطرَ الزَّهرِ مُجتَمِعَاً = مِن زَهرَةِ الطِّيبِ حَتَّى عِطرِ نَرجِسِنا (1) فِيكَ الحُسينُ وَ بِالعَبَّاسِ قَد كَمُلَتْ = بِالأكبَرِ البرِّ هذَا اليَومَ فَرحتنا زَينُ العِبادِ عَليُّ بنُ الحُسينِ زَهَا = في مُلتَقَى الطَّفِّ يُضفِي بَهجَةً وَغِنَى قِمَمُ الطُّفُوفِ بِهذاالشَّهرِ قَد وُلِدَتْ = هَنِّئْ بِدَورِكَ ستَّ الطَّفِّ زَينَبَنَا دَرسُ الطُّفُوفِ إِلى الأجيَالِ مَدرَسَةٌ = يَبقَى غِذَاءً يُنَمِّيْ فِكرَ أُمَّتِنَا وَ الدَّرسُ كَانَ إِلى الأوغادِ مَقْبَرَةً = عَاشَ الحُسَينُ وَ يَهوِي خَصمُهُ عَلَنَا وَ الدَّرسُ مَجدٌ يُعَرِّي زُمرَةً ظَلَمَتْ = آلَ النَّبِيِّ وَ يُعلِي حَقَّ سيِّدِنَا طه المنَقَّى مِنَ الآثامِ مَنهَجُهُ = لا يَسلُكُ النَّهجَ إِلاّ مَنْ بِهِ أَمِنَا و المُؤْمِنُ الحَقُّ مَنْ ضَاءَتْ بَصِيرَتُهُ = خطُّ النَّبِيِّ بِآلٍ – قَالَ – مَنهَجُنَا يَبقَى الحُسَينُ عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ دَمَاً = يَروِي قُلُوبَاً سقَاهَا اللهُ كَوثَرَنَا وَ نَهضَةً رَسخَتْ لِلدِّينِ مَركَزَهُ = تُبَعِّدُ الشوكَ عَن أَقدَامِ أُمَّتِنَا وَ شهَادَةً لَقَّنَتْ لِلخَلقِ مَعرِفَةً = مَعنَى الشَّهادَةِ إيمَانَاً بِخَالِقِنَا أَمرُ الإِلهِ عَلى حُبِّ النُّفوسِ عَلا = إِذْ قَدَّمَ الرُّوحَ قُربَانَاً لِبارِئِنَا مَعنَى العَقِيدَةِ بِالرَّحمنِ جَسَّدَها = أَبُو عَليٍّ بِيَومِ الطفِّ عَلَّمَنَا هذَا الخُلُودُ لِيَومِ الطفِّ مَكرَمَةٌ = سِرْ في خُطَاهُ فَدَربُ الطَّفِّ مَسلَكُنَا دَرسُ الطُّفُوفِ لِكُلِّ النَّاسِ نُورُ هُدَىً = غَذَّى النُّفُوسَ بِطَردِ الخَوفِ بَل وَبَنَى لا تَخشَ مَظلَمَةً مِنْ ظالِمٍ أَفِنٍ = اللهُ يُبعِدُ عَنْكَ الظالِمَ الأفِنَا بَل لا تَغُرُّكَ أَطمَاعٌ مُيَسرَةٌ = فَالطامِعُونَ بِفَكِّ الجَمع ِآفَتُنَا دَربُ المَخَاوِفِ وَ التَّضلِيلِ غَايَتُهُمْ = بنوا لهُ عللاً تؤْذِيْ محبتنا وَالخَوفُ عِندَ أَبي الأحرَارِ مَا عُرِفَتْ = أَيُّ الدُّرُوبِ لَهُ فِي نَهج ِقائدِنَا حَتَّى الصَّحَابَةُ في يَومِ الطُّفُوفِ بَدَوا = أَقوَى النُّسُورِ وَلَمْ نَعرِفْ لَهُمْ حَزَنَا نَحنُ الفِدَاءُ لِسِبطِ المصطَفَى هَتَفُوا = نَهوَى الشَّهادَةَ مَا دَامَ الحُسينُ بِنَا لَمْ يَعتَرِ الخَوفُ أَبطالاً عَمَالِقَةً = أَدُّوا الشهَادَةَ إِيمَانَاً بِمَنهَجِنَا فَإِن يَكُن لِطَريقِ الطَّفِّ مِن هَدَفٍ = فَليُبعِدِ الخَوفَ آلُ البَيتِ قدوتُنَا الطَّفُّ وِحدَةُ كُلِّ السَّائِرينَ بِهِ = لَم يَشهَدِ الخَلقُ تَوحيدَاً بِأمَّتِنَا مِثلَ الطًّفوفِ لِقاءُ الخَلقِ كُلِّهُم = مِن كُلِّ طَائِفَةٍ قُطبٌ أَتَى وَ دَنَا نَحوَ ابنِ فَاطِمَةٍ قَد جِئتُكُمْ سنَدَاً = نَيلُ الشَّهادَةِ يَا مَولايَ كَانَ مُنَى هذَا زُهيرُ وَ ذَاكَ الحُرُّ أَو وَهَبٌ = خَيرَ البَرَاهِينِ في التَّوحيدِ عَرَّفَنَا (2) بِالطَّفِّ وُحِّدَتِ الأديَانُ قاطبَةً = فَليُصبِح ِالطفُّ مِنهَاجَاً يَسيرُ بِنَا أَمَّا الإِخَاءُ بِيَومِ الطفِّ جَسَّدَهُ = أَبنَاءُ حيدَرَ مَن لَمْ يَعبُدِ الوَثنَا أَولادُ فَاطِمَةٍ أُمِّ البَنينَ وَ مَنْ = غَذَّتْهُمُ الحبَّ مِن أَعمَاقِهَا لَبَنَا هذَا ادِّخَارِي لِيَومِ الطفِّ مُوصِيَةً = إِنَّ الأخُوَّةَ تَجلُو الكَربَ وَ الحَزَنَا قُمْ عَلِّمِ الحبَّ مِن أُمِّ البَنِينَ وَ مَن = دَرسُ الإِخَاءِ بِهَا قَد صَارَ مُقترِنَا فَالطَّفُّ مَدرَسةٌ قَد عَلَّمَتْ أُمَمَاً = مَعنَى المحَبَّةِ في تَوحِيدِ أُسرَتِنَا فَلنَختَرِ الطَّفَّ في جَمعِ الصُّفُوفِ وَمَا = نَحتاجُهُ اليَومَ فِي إِنجاحِ وِحدَتِنَا