إِنْ كَانَ فِي طَبعِ السماوَاتِ الأزَلْ = فَأساسُ هَذا الكَونِ عِلْمٌ وَالعَمَلْ (1)
فَبِعِلمِكُمْ نَحوَ الإِلهِ تَوَجهوْا = وَبِصالِحِ الأعمَالِ تَحظَوْا بِالأمَلْ
هَذا الكلامُ بِهِ العلومُ تنوَّرَتْ = وَ تَأسَّستْ بِهِ جَامِعَاتٌ بَلْ دُوَلْ
نِعْمَ الكَلامُ لِباقِرِ العلمِ الَّذِيْ = زَهَتِ العُلومُ بِعِلمِهِ وَ مَحَا الخللْ
فَهُوَ ابْنُ سبطَيْ أَحمَدٍ نُوْرِ الهُدَى = وَ تَعُودُ نِسبتهُ إِلَى خيرِ العَمَلْ (2)
أَنتَ ابْنُ أَربَعَةٍ شهدْتَ بِكَربَلا = يَا سيِّدِي قَتْلاً وَ قيدَاً و الغَلَلْ (3)
وَ سُبِيْتَ مِنْ أَرضِ العِرَاقِ لِشامِهِمْ = في صُحبَةِ الحَورَاءِ مَنْ فِيهَا الأمَلْ
وَ اليَومَ يَزْهُوْ في الشَّآمِ مَقَامُهَا = مَنْ يَحتَمِيْ فِيهِ تَقِيهِ مِنَ الزَّللْ
فَلَكَ السَّلامُ أَزُفُّهُ مِنْ شامِها = يَا سيِّدِيْ نَحوَ البَقِيعِ مَعَ القُبَلْ
فَبِحُبِّكُمْ وَ لقربكُمْ قَلبيْ شدَا = أَنْتَمْ دَوائِيْ بَلْ شفائِيْ مِنَ العلَلْ
(*) الإمام الباقر: هو الإمام محمد بن علي الباقر الإمام الخامس من أئمة أهل البيت ولد سنة 57ه واستشهد سنة 114ه بالسم. شهد كربلاء وما رافقها من مصائب وحُمل مع السبايا إلى الشام وهو ابن أربع سنين. بشّر به النبي(ص) بقوله للصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري:
(يا جابر إنك مستعمر بعدي حتى يولد مولود اسمه كاسمي يبقر العلم بقراً فإذا لقيته فاقرأه مني السلام) (الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : ج2-ص435)
كانت الوفود من طلاب العلم تأتي إليه لاهثة تستقي من علمه حتى أصبحت حلقة علمه زاخرة بأعلام الفقه والحديث في ذلك الوقت ولم تكن أي حلقة علمية في المدينة لتبدأ إلاّ بعد انتهاء درسه. ومن الذين رووا حديثه وتتلمذوا على يديه:
- أبو حنيفة النعمان.
- مالك بن أنس.
- عبد الرحمن الأوزاعي.
(1) البيتان الأوّلان خلاصة لمجموعة قرأتها من أحاديث الإمام الباقر(ع).
(2) لقد كان الإمام الباقر(ع) منتمياً إلى سبطي النبي(ص) كليهما؛ فالإمام الحسين(ع) جده لأبيه، والإمام الحسن(ع) جده لأمه فاطمة.
(3) الغَلَل: العطش الشديد. والبيت يشير إلى العذاب الجسدي الذي تعرض له الإمام الباقر مع أهله في كربلاء.
المصدر : موقع شعراء أهل البيت (ع) - www.Shoaraa.com