إلى الزَّهرَاءِ قَد رُفِعَ البَيَانُ = فَكانَ الرَّدُّ أَنْ كُفِلَ الأمانُ
فَقُلْ مَا شاءَتِ الأقدارُ طُرَّاً = مِنَ الرَّحمنِ قَد وُهِبَ الحَنانُ
فَسيِّدَتي بِها تُجلَى هُمومٌ = أَبوها المصطَفَى بَدرٌ يُبانُ
و حيدرُ بَعلُها نُورٌ تَجَلَّى = وَ نَجلاهُ حِمى الإِسلامِ صَانُوا
وَ بِضْعَتُها العَقيلَةُ لي مَلاذٌ = فَفِي مِحرابِها صِيغَ البَيانُ
فَأرفعُ دَعوَتي للهِ فِيهِمْ = وَ مِن رَبِّ العُلى كُتِبَ الضَّمانُ
بِزينِ العابِدينَ رَفعْتُ كَفِّي = دُعَاءً بِالغُفَيلَةِ يُسْتَعانُ (1)
بِصِدقِ الصَّادِقَينِ دَعَوتُ رَبِّي = وَ فِي بَابِ الحَوائِجِ يُستَبَانُ
وَ بِالسُّلطانِ أُرقِئَتِ الجِراحُ = وَ بُشرىً بِالجوادِ شَدَا اللِّسانُ
وَ بِالهادِي أُزيلَ الهَمُّ كُلاً = كَذَا بِالعَسكَرِيِّ أَتَى الأمَانُ
وَ خَاتَم عِترةِ الأطهارِ جُودَاً = بِقائِمِ آلِهِمْ يَصحُو الزَّمَانُ
فَهُمْ نورُ الإلهِ عَلى البرايا = وَسيلةَ دَعوةِ المضْطَرِّ كَانُوا
بِهِمْ ضَمِنَ الإِلهُ جوابَ دَاعٍ = بِصِدْقِ عَقِيدَةٍ تُعطَى الحِسَانُ
و كَم مَن رَاهَنُوا في غَيرِ هذا = فَقَدْ خَسِرُوا وَ قَدْ خَابَ الرِّهَانُ
لِذا فَادعُوا الإِلهَ بِسرِّ طه = وَ بِالآلِ الكِرامِ فَذا يُصانُ
وَ أَرفعُ سرَّ نَجوانَا لِحَقٍّ = وَ مِنْ رَبِّ الألَى مُنِحَ الضمَانُ
(1) الغُفَيلَة: صلاة مُستَحَبة بين فرضي المغرب و العشاء و هي عبارة عن ركعتين فيها يقرأ المصلي في الركعة الأولى بعد سورة الحمد الآيتان 87 و 88 من سورة الأنبياء: [وذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبَاً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلَمَاتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنتَ سُبحَانَكَ إِنِّيْ كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ونَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِين].
وفي الركعة الثانية يقرأ بعد سورة الحمد الآية 59 من سورة الأنعام: [وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِين].
ثم يقرأ في القنوت الدعاء التالي:
(اللهم إني أسألك بمفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا أنت أن تصلي على محمد وآل محمد ثم يطلب حاجته ويقول: اللهم أنت وليُّ نعمتي والقادر على طلبتي تعلم حاجتي فأسألك بحق محمد وآله لما قضيتها لي. ثم يدعو بما يحب).
وقد سُمِّيَت صلاة الغفيلة بهذا الاسم نسبة إلى الحديث الشريف الذي جاء بهذا الخصوص؛ فعن النبي الكريم(ص) أنه قال:
(تَنَفَّلُوا في سَاعَةِ الغَفْلَةِ وَلَوْ بِرَكعَتَينِ خَفِيفَتَينِ فَإنَّهُمَا تُورِثَانِ دَارَ الكَرَامَة). (من لا يحضره الفقيه:ج1- ص565).
المصدر : موقع شعراء أهل البيت (ع) - www.Shoaraa.com