نعتِ الشَّآمُ كرِيمةَ الأطهَارِ = تاجَ البطوْلةِ مطلعَ الأنوَارِ
هيَ بنتُ بنتِ مُحَمَّدٍ وَ وَصيِّهِ = هيَ نفحةُ الإِجلالِ وَ الإِكبارِ
هيَ منْ بكى لبكائِهَا كُلُّ الخَلا = ئقِ وَ الملائكِ فِي سَمَاءِ البَارِي
يَوْمَ الطفوْفِ سبِيةٌ لَمْ تكتَرِثْ = بجحافلِ الفساقِ وَ الأشرَارِ
هيَ زَينبٌ عُنوانُ آلِ مُحَمَّدٍ = بِدِمشْقَ كَانَتْ معقلَ الأحرَارِ
قِفْ وَ انْحَنِ بِرِحابِها مُتَوَسِّلاً = بِنتِ النَّبِيِّ وَ بِضعَةِ الكَرَّارِ
فَشَفِيعَتِي صَونٌ لِقَاصِدِ دارِها = فَهِيَ ابنَةُ الأطهَارِ وَ الأبرَارِ
و اليوْمَ مجلسنا بدَارٍ أُسسَتْ = مِنْ فَضْلِ مَنْ حَفِظَتْ حُقُوْقَ الجَارِ
لِنُعَزِّيَ المبعُوثَ فِينَا رَحمَةً = وَ كَذَا الوَصِيَّ وَ زَهرَةَ المختَارِ
بِالطُّهرِ زَينَبَ يَومَ كانَ رَحيلُهَا = بِدِمَشقَ دَارِ النَّفي ِوَ الإِعصَارِ
وَ الموتُ عِندَ شَفيعَتِي حُرِّيَةٌ = مِنْ قَيدِ ظُلاّمٍ طَغَوا بِقَرَارِ
قِدِّيسَةٌ مَعصُومَةٌ لا لَمْ تَمُتْ = فَهِيَ ارتَقَتْ في رَحمَةِ الجَبَّارِ
(*) إذا كان الموت ظاهرة مرعبة تقض مضاجع البشر ، فالموت عند السيدة زينب(ع) يحمل معنىً آخر؛ فلقد عايَشَت مناظر الموت بدءاً بجدها خاتم الرسل محمد(ص) ومروراً بالأجساد الطاهرة التي سقطت يوم كربلاء فانتهاءً بتعريض نفسها للموت من أجل حماية الإمام زين العابدين(ع)، من هذا كله كان للموت عند السيدة معنى ً آخر فهو (حرية كبرى) وارتقاء نحو رحمة الله الواسعة وفرحة كبرى بلقاء الجد المصطفى والأب المرتضى والأم الزهراء والأخوين الحسنين بعد أن أدى كل منهم دوره الرسالي...
و في تحديد تاريخ وفاة السيدة زينب(ع) يقول الدكتور الشيخ حسن الصفار في كتابه القيّم (المرأة العظيمة) ما يلي:
(...الأرجح عند كثير من الباحثين أنها تُوفِّيت في الخامس عشر من شهر رجب سنة 62ه الموافق 683م ...) (المرأة العظيمة : ص 278) وقد نظمتُ هذه القصيدة بمناسبة يوم ارتحالها في الخامس عشر من شهر رجب سنة 1415ه، وبعد عام نظمْت القصيدة التالية (سر الحياة) بذات المناسبة، مناسبة ارتحال سيدتي وشفيعتي السيدة زينب(ع) سائلاً المولى عزّ وجلّ قبول ذلك وأن يرزقني شفاعتها في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب الدعاء.
المصدر : موقع شعراء أهل البيت (ع) - www.Shoaraa.com