في ميلاد الإمام العسكري 1430 ه من هولِ ما فدَحَ الزمانَ خطوبُ=فرَحُ القصيدةِ قد دهاهُ نضوبُ فيها البيانُ تعثّرت خطواته=وغزا محياها الرقيقَ شحوبُ عاثت بأسطرها اللواعجُ بينما=فوق القوافي قد أقام نحيبُ وتروحُ تبحثُ عن شعاعِ سعادةٍ=وسطَ الظلامِ فلا تكادُ تصيبُ لكنّها رغم الحوادث والأسى=رغم البلايا في البلاد تجوبُ إنْ صادفتْ في سيرها نبعاً صفا=ما كدّرتهُ قبائحٌ وعيوبُ ما لوثته مظالمٌ ومفاسدٌ=ما شوهتهُ مجازرٌ وحروبُ تأوي إليهِ ومن حياضهِ ترتوي=فرَحاً، فيبقى في الفؤادِ وجيبُ ما ذلك النبعُ الذي نحيا به=وله القصائدُ من أساها تؤوبُ؟ هو آل طه الطاهرون، حياضُهم=فيها لكل المُدنَفين طبيبُ هم ملجأ ٌ للهاربين، وموئلٌ=للخائفين، وللتقاة دروبُ مهما نقُلْ فيهم سيظهرْ قولُنا=حرْفاً بسِفْر الفضل وهو رحيبُ شهْدٌ على شفةِ القصيدة أنها=تشدو الأئمةَ والولاءُ طَروبُ تأتي قلوبَ المؤمنين تحيلُها=روضاً به طيبُ الولاءِ سكيبُ واليومَ تشدو العسكريَّ بمولدٍ=هو مولدٌ للمكرمات مَهيبُ هو مولدٌ للحقّ شعشعَ مثلما=قد شعَّ يوما للهدى يعسوبُ هذا لذاكَ، وللورودِ عبيرُها=حَسَبُ الأميرِ كما الأميرِ حسيبُ لمّا أطلّ العسكريُّ منارةً=فإذا المنائرُ في سناه تغيبُ وكأنّ ثغراً قد تيبّس شدوُه=يغدو بهذا اليوم وهو رطيبُ وكأنّ في الميلادِ كلُّ سعادةٍ=رحلتْ، إلى قلبِ المحبِّ تثوبُ مثل الصباحِ أتى الحياةَ مبشّراً=أنّ الضحى من بعده لقريبُ فالعسكريُّ أبو المغيَّبِ شخصُه=وعطاؤُه فوق الحياة خصيبُ والعسكريُّ أبو المُعَدِّ لوثبة ٍ=فيها يُحطَّمُ ظالمٌ وكذوبُ هدموا قبابَكَ سيّدي لكنّما=هيهاتَ تُهدمُ في الولاء قلوبُ هيهات يُهدَمُ ذكرُكم في ثغرنا=و محبةٌ فيها الفؤادُ يذوبُ والأرض تغلي بالخطوب تضرمتْ=بل فاقت النارَ الضرامَ خُطوبُ ويكاد يُنكَرُ كلُّ خير في الدُّنا=من ندرةٍ، ويُقالُ هذا عجيبُ ! و عدوّنا متربّص متآمرٌ=وصديقُنا منه الوفاءُ مريبُ ! وأظنها مُلئِتْ بظلمٍ هائلٍ=وتكاد عدواها النجومَ تُصيبُ! فاشفعْ لأرضٍ قدْ رقدتَ بتُربِها=أنّ المصائبَ عن حماها تغيبُ واشفع لنا بظهورِ نجلِك عاجلاً=فالعيش هولٌ والزمانُ عصيبُ يأتي يطهّرُ رجسَها وشرورها=لتعودَ أرضاً بالصلاحِ تطيبُ