هَيئوا لي من رَحبِ صُدوركمُ القَبولْ=جَاوزَ اللهُ بِكَ الدَهرُ أسىٍ لا يَعجلْ يَهتزُ سَعدُ الشُرفاء=ثُمَ أرسى في حشا اللوعِ هوىْ جَعلَ الحُزنِ مع الحُبِ سواء=عَظمَ اللهَ مَصابِ كي أرىْ عِظمَ الصَدق ِ لخيرِ الأنبياء=عِظمَ الحُبِ لصِدقِ الأنبياء أيُها العابِرُ أوقفتَ زَمانٍ أنتَ فيهِ=و رفعتَ الانقضاء أم هو الدَهرُ جرى من خَلفهِ=غَيرُ أن السِبطَ أرجعهُ وراء و إذا بالصونِ رَكبٌ ضائعٌ=أُمنياتٍ ضائعاتٍ ناطِقاتٍ بالدِماء فإذا الحقُ حُرفٌ مِلكهُ=أَلفُ الجَد و حُبُ السِبطِ ياء أنا أهواك و لو أني أُضاد=سَربلَ الجَسمِ مَجيءٍ من ولاء إنَما الكَعبةُ عندي قِبلةٌ=في صلاةِ و جِهادي كربلاء هيَ أَرضٌ لا أراها بُقعةٍ=من زُجاجِ الأرضِ بل نَجمُ السماء جَنةُ الخُلدِ أَخلْ أقطافها=بِحقولٍ لها بالطفِ الرِواء تستقي من نَحرِ طه إذ روت=من دَمِ المَظلومِ في أَرضِ البلاء لن تَنل منهم إن كُنتَ لهم=ناكِرَ الفَضلِ بهِ الخَلقَ غُثاء إنما الفَخرُ لآلِ المُصطفى=فأفتخر إن كُنت مِنهم أو فناء أيُها العَابدُ مَجدتَ الجَبين=دونَ حُبِ الآلِ قد جئتَ خَباء كُن على الإسلام أو دينُ اليَهود=أو مَجوسيٍ بالبُغضِ سِواء إنما الأَجرُ لِمن حَبَ الآُلى=حَصرَ اللهَ على الحُبِ الجَزاء إن تراني يُركع القَلبَ لهم=و زد في الانحناء أو تراني أرتوي حِزنٍ بهم=قُم و عاجلني بِحزنٍ و التواع أو تراني ضاحِكٍ من غَفلةٍ=فأرفعَ الصوتَ مَدحٍ أو رِثاء ففي كِلى الحالينِ عِندي كَمدٌ=و كِلى الحالين يُسجي للبُكاء مَدحُهم يُجري دموعي خَجلاً=من نَسيمِ الخُلق ِ أو صَلبِ الفِداء و رِثاهم لا تسألني وَقَعهُ=و سَلِ الشَمسَ و ذَراةُ الفَضاء كُشِفت و الخَلقُ هَبت يَومهم=و دماءٌ هاطِلٌ غَيثُ السماء و بكى الوحيُ و صَخرٌ ناصِعٌ=وَجدهُ أحمرَ فيهِ النِعاء أيُها المَجد عَظيمٍ في الذُرى=سددَ الظِلِ بهيُ الخُيلاء أنا أدعُوكَ لوادي نينوى=تَرسمُ النَعلَ لجونِ الفُقراء إن هذا الحقُ و الحقُ أقول=ليسَ هذا من خيالِ الشُعراء إنَ كَونٍ قد رقى فضلٍ على=شُهداء بَدرٍ إلى ذا و الصِفاء هل تراني قُلتها من خولتي=أم ترى الخَولَ لخيرِ الأوصياء يَومَ أن مَرَ عليها كربلاء=قالَ في هذه ستُرثى النُجباء عِصبةٌ لا فَضلَ يأتي بَعدها=فيضاهيها و لا كانَ وراء رَحلهم قد جَدَ بالسيرِ لها=ليسَ بينَ الرَحمِ و الخُلدِ غِطاء فإذا أعنقَ بُشرى حُورِها=و بُكائُها يومَ تَعجيلِ اللقاء و صِفاتُ الحور لا دَمعَ لها=فنذرفت عِندَ عِناق الشُهداء تَذرِفُ الدَمعَ و ما الدَمعُ أسىٍ=إنما تِلكَ دموعُ السُعداء قالت الأولى لجيرانٍ لها=من كمثلِ و دِماء بدرِ الشِراع فأجابُها إلى الأعلى أُنظري=إنَ أعلاكِ ضحايا كربلاء أتحدى الدَهرَ و الظَرفُ عفيف=حاكِمٌ فيهِ بغيُ العُملاء إن يُزيلَ الذِكرَ من دمي الرضيع=أو يُباري طِفلكم في الكِبرياء أتُرها فَضلكم بَحرٌ و لا=يُنزفُ البَحرُ و في لفظُكِ لا سامحيني يا ثراء الأرضِ فأنني=لم أجد فيكِ مديحاً للوفاء مَرةً أجعلُ فيكِ شَمسَ الضُحى=حَيثُ مِنكِ للهُدى شعَ الضياء و بأخرى البصرَ في شَرْخِ الضياء=لقديمِ الحَق ِ فيهِ الاهتداء و إذا بالشَمسِ و البَدرِ معاً=قد أجابوني بقولِ الفُصحاء إن نُوراً شَعَ في أرجائنا=و مماتٌ لطَريحٍ في العراء يا رَكبُ الضاد ذا نفستنا=أيننا من نورِ وادي كربلاء يا بَعيدِ الطرفِ رامٍ في الخيال=عَبقرياً جَازَ حتى الإفتراء أَخرسٌ شاعِركم عِندَ الطفوف=أَسعِفوهُ بلسانِ التُرباء و أجابَ النُطقُ لي في غَيرها=و بِها نحنُ على الخُرسِ سواء إن من أسمائُكِ العَقُ و في=مُحتواهُ طَلسَمٌ للعُقلاء أَنجبَ المَسيرُ دُراً واقِفاً=لِذُرا القُدسِ و ذُرا البهاء و أتاها مُخبِراً حاجَتهُ=فبداء فيها عَفيرَ البُلغاء إن قَبرٍ حوى جِسمَ الهُدى=في ثَراكِ فهو للحَق ِ وِعاء أيُ أرضٍ فَضُلت ساحاتُها=مَكةَ العَسماء أم أرضُ الأنبياء أيُ بَيتٍ من بيوتِ اللهِ لَمْ=يدنوا مِنها رُتبةً حتى قِباء كُلُ هذا و مَزيدٌ عِندها=لصفيِّ الفِكرِ رَبِ الفُقهاء فالنواويسُ لها حاجَةٌ=تتفرها عقولُ العُلماء بَطلُ العِصبةِ أبنُ المُصطفى=خَامِسُ الأشباحِ خَيرُ الشُهداء فلنا جَارٌ لا مَزيدٌ فَوقهُ=مُنتهى الرحمةِ لهُ الرحمنُ شاء جَدهُ لولاهُ لم تُبنى الورى=فبلينا عِلةٌ في الإقتداء و أبو الفَضلُ عُبريٌ و قد=جاءَ فَضلُ الناسِ مَفتوحَ الغِشاء ثُمَ أُمٌ إن أنا قُلتُ بِها=قُلتُ مَعلُماً بِعُرفِ السُخفاء من مِنَ الإسلامِ لا يدري بِها=أنها خَيرُ حَصادٍ بالنساء فَأُعرفهُ بشِعري فَضلها=و أُسمى شاعِراً للبُلهاء هَكذا أحتَرفُ اللفظَ و إن=لاحني قائل بحقدٍ و غباء حَسنٌ ما قُلت حتى صابهُ=حُسنَ مَمدوح ِ و أبطاهُ افتراء لِمَقامِ السِبطِ تبقى الكَلِمات=ألفُ كلا ما خلى عنِ السماء أطحنوا قلبي و اطحنواُ هامتي=و ارضخوا عَظمي ففي الأعضاءِ داء أسمهُ هَديُ حُسينٍ من هجم=و لهُ قَتلِ على الدربِ شِفاء أحقنوا مَرضاكم مَصلَ الإباء=من حُسينٍ قَبل أن يُفشى الوباء و المُعافى سَبِلُهُ بالدِماء=و أرفعوهُ عَلمٍ للإقتداء ثُمَ قولُ إن نَسيتم أُمهُ=بَاركَ اللهُ بأمِ الشُهداء و أخلعوا فَوقَ أَبيهِ بُردةً=من رَسولِ اللهِ للفَخرِ رِداء ثُمَ زُفوهُ للقَبرِ كما=زَفَ زينُ الخَلق ِ قَتلى كَربلاء و إذا الظَالمُ بالجهَلِ آتى=يائساً يسألكم من هؤلاء فأجيبوهُ ضحايا غَدرِكم=بلسانٍ فَارسيِ الاجتراء يُطلِقُ الحَق ِ مع الروحِ إذا=مَسَ دينُ اللهِ جَورٌ و اعتداء كُلُ شَيءٍ في حياتي حُبهم=و لهم في الخَلق ِ فَضلُ الاهتداء عَلمُ العِصبةِ في كَفِ الذين=حَملَ التأريخ في جُودِ السِقاء ملئُ ذلكَ الجودِ تَقوى و إباء=مع إخلاصٍ و صِدق ٍ و وفاء و أراجيزٍ لِعُشاق ِ الفِداء=مع رَكبٍ فيهِ بالنفسِ سَخاء في كِتابٍ حَملَ العَباسُ داه=تَحتَ أسمٍ بَطلٍ يَحمِلُ ماء قارعَ الناسُ باليمنى و قد=ضَمتِ اليُسرى مَقاماً باللواء قُطعةٌ قَومها المَجدُ و في=عُضوٍ مِنبرُ للأنبياء إنَ ذا أصلُ الفتى إذ لم يَكنْ=قد أتى الطَبعَ على غَيرِ احتذاء حَيدرٌ زَرعُ العِزَ و من=زَرعَ العِزَ أتى بالأجتناء و وفيُ الخُلق ِ لَيثٌ بالوغى=مُفردُ التَقديرِ عِندَ الإرتِقاء و على هذا أقتداءً أبنهُ=فأبو الفَضلِ على الأفضالِ جاء انتهى وَصفي لِحمالِ اللواء=فإلى الآخرِ مِشكاةُ الضياء خَلقَ اللهُ جَمالاً و بِهِ=خَلقَ اللهُ إلى الحُسنِ أنتهاء إنَ من يُشبهُ حُسنَ المُصطفى=عُدةِ الشمس مع الفَحمِ سِواء إن من مَثلَ صوتَ المُصطفى=ضِدهُ التَغريدُ نَهقٌ و عِواء يُشبهُ الكَرار في كَرهِ و قد=عَلمَ الأبطالَ أطباعَ النِساء دَقهَا النَزفُ إذا قارعها=و كِلها للسُريَّ سِباء و كذا طابعهُ عَند اللقاء=فإذا الأوداجُ ثارة بالبُكاء كُلما بالغَ في سُخيانهِ=غُزِرَ الدَمعُ و غيضَ الأنتخاء و لقد شابهَ جودَ المُجتبى=فبِكَفيهِ إلى الخَلق ِ رِخاء يُشبعُ الجائعَ و العافي إذا=جاءهُ عادَ أميراً بالعطاء قَدرٌ في كَفِ أبني المُرتضى=يُلبسُ المُعدمَ تاجَ الأُمراء حَركا نحو هذا أم مِثلهِ=يا خليليَ و جَفني في جلاء كُلما أنسُ آلَ المُصطفى=مِدحَةٍ صارت بمعناهم هِجاء فَضلٍ لَبسوا لفضلِ المُرتبِ=فإذا ألبستهُ صارَ هِجاء يا غَزالٍ سابحٍ في نينوى=خَلفهُ يُطمسُ فَنُ الأُدباء خَففِ الجَريَ على ذروا العُلا=عَلهُ يُدرِكَ سَهمُ الشُعراء أو تُحاكيكَ معاناً قالها=لُقمان رَبُ الحُكماء أنتَ من أنتَ أتدري=صارَ لي بينَ كَعبيكَ رجاء عُد علينا فاضِلُ العِزَ الذي=قد أحلةَ العُرسَ مِنهُ للعزاء قاسِمٌ سُميت إذ أقسى بها=خُلق ِ الرُسلِ لها فيكَ إلتقاء لم يكن بالغَ الحُلمِ و لقد=فَرقَ السيفَ رؤوسَ الأقوياء إن يَكن في الناس من كَذبني=فبأرضِ الطَفِ صِدقُ الإدعاء فَبرهُ يحوي ما أذكرهُ=شَرطَ أن تُبصِرُ عَينٍ و ذَكاء قَبلَ أن تَخطفُ أنوارَ الثرى=طَرفُكَ الأنفس يجتازُ الكِباء لضريحٍ ضَمَ أنصارُ الهُدى=عَرفَ الجائرُ حَقاً أبرياء شَيبةُ العِزِ بهَ بارِقةٌ=تَجعلُ القاسمَ بالظُلمِ ضياء أشرقت في ليلِ يومٍ قَدرهُ=ألفُ عَامٍ و يَزيدونكَ وقار وصلتنا جُفنةٌ مَخضوبةٌ=بدمها تتهاوى بالإباء فقصدنها و باركنا لها=جَنةَ الخُلدِ و صَحبَ الأولياء و تَعاقدنا هِتافاً واحِداً=صَرخةً واحِدةً كلا و لا للعُملاء أي حُسينَ الحُبِ ما حُسنِ الهوى=بسواء حُبِكَ إلا كلا للعِداء أي أبا الأحرار خُذ ناصيتي=كَيفَ ما يُرضيكَ عَيشٌ أو فَناء و أقصد بالربح حيثُ ما تشاء=شَدد الكُفرُ بأصنافِ البلاء فإذا حَلَ رِضاكم بالأذى=فرِضنا سيدي ذاكَ الأباء كُلُ دَعوايَ بكم صادِقةٌ=ضَمنَ الصِدقَ بِها قَولُ الكِساء حُجةُ الخَصمِ بهِ خاويةٌ=و هو قد أُتي عِلمٍ م دهاء فاعترافٌ من عدوٍ رَغِماً=يَشبهُ التَسليم من أهلِ الصَفاء كُلُ من خالفكم غَرَ لكم=خَيرُ أهلِ الأرضِ أنتم و السَماء غَيرُ أن الودِ في القلبِ و لا=يُفلحُ القلبِ و في العَقلِ جَفاء حَسداً لما صَدمتم قومهم=و بهِ ينقلِبُ الحقُ هُراء و يَقينٌ بينَ آياتٍ بِكم=صارَ فيهِ ألفُ شَكٍ و مِراء فإذا عَضو عَنِ العاشق مَرء=زَادَ ذلِكَ العشقُ روحٌ و بُراء و إذا قالوا كَفرتم بالهوى=قد عَرفنا إن في الكُفرِ إقتداء قد كَفرنا بِعداكم سيدي=و على هذا قَضينا أشقياء نَشبهُ الغتمان مَنقوصاً بهِ=دونَ أن يخشاهُ ذَمُ الحُمقاء فأتاهُ مُكملٍ أوصافهُ=ذَلكَ الدَمُ فَتمَ الإرتقاء فتحياتُ و التحايا لكم=من صَانع الكونِ المداء و سَلامٌ من عظامِ و دَمِ=ما اكتفى النَجمُ بإشراق ِ بُكاء يا حُسينُ الذَنبُ مِنا قد نمى=و آتينا لكمُ بالانتماء قد جعلنا بارداً من حُبكم=لجحيمِ اللهِ بالحشرِ انطفاء حَسُنَ السيئُ مُذ حَبكمُ=و الذي أحسنَ بالبُغضِ أساء