بالْنَواويس حلقي يا حمامُ=و أبذُلي النَوحَ فَسرورُ حَرامُ فكثيرٌ مِنَ البُكاءِ قَليلٌ=و قَليلٌ مِنَ السلوِ سئامُ عَجباً تَستبي القُلوبَ حِصانٌ=و مِنَ الطَفِ يستبيحُ غرامُ ما لذلِكَ الثراء تَملكَ قلبي=فأنا فيهِ عاشقٌ مُستهامُ ما لهذا الضريح أوجدَ نفسي=و رماني من جنبتِيهِ هيامُ أبداً أبعثُ العذولَ و أُدني=كُلوا من في الحُسينِ بالحُزنِ قامُ و لذا تَيمَ الهواء قَلبَ صَبٍ=أطبقَ السمعَ لا يردهُ ملامُ على هواكَ يبنَ طه كأني=ما لقلبي لسواكَ مقامُ و لمعانكَ وسِطَ فكري زِحامٌ=و إلى الحُبِ في الفؤادِ ازدحامُ أنت ظَرفُ الوجودي=أم هو ظَرفٌ قد تخبطتُ فالمعاني عِظامُ و إذا كانَ بالمغارِ حُسينٍ=فلديها عَنِ البلوغِ اعتصامُ و البَرى يَسجُرُ اللسان فؤادي=أوقِف الشعرَ قُل عليهِ السلامُ أنتَ لا تستطيع صِدقٍ بِحرفٍ=فَدعِ القولا ما عليكَ إلتزامُ و أترُكَ النظمَ إن قُدسَ حُسينٍ=قد تعالى فلم يُصبهُ نِظامُ و كَلامٌ مِنَ العِبادِ مُريبٌ=بالذي فيهِ للهِ سَلامُ بَعدَ أن طَهرَ الإلهَ حُسينٍ=فلهُ القولَ و أخرسي يا أًنامُ ما عسى أن تقول يا صاحبي المَدح ِ=و مَدحُ السَماءِ فيهِ خِتامُ قُلتُ إني أُقرُ عَجزِ و لكن=حَركَ الشِعرَ بالفؤادِ ضُرامُ لفتىٍ مالهُ على الدهرِ إلا عِروةُ الخُلدِ=لم يُصبها انفصامُ إن تكُن غايتي مديحَ عَظيمٍ=فَعظيمٌ مِنَ المَديحِ يُرامُ و مَديحُ الجميلِ إما جميلٌ=أو فخليهِ فتجلي حَرامُ قُلتُ لا أستطيعُ تَركَ حُسينٍ=و بقلبي لوجنتيهِ غرامُ إن أكُن مُذنباً فعندي يقينٌ=إن ذنبي لدى الشَفيق ِ حُطامُ يستبي سيدي الجليلَ و يعفو=إن يكن في قصيدتي ما يُثابُ آخرِ الصدق ِ أن تَكونَ وفيٍ=للذي فيهِ للوفاءِ قِيامُ آخرُ العزِ أن تكونَ أبياً=و حُسينٍ إلى إباكَ إمامُ ذِروةُ المَجدِ حِفنةٍ من ثراهُ=فهي للمجدِ لو عَلِمتَ سَلامُ أثبتُ الجُندِ من يموتُ شَهيداً=قاتلاهُ بواترٌ و أؤمُ أَشجعُ الخَلِق ِ بالوطيدِ صَريعاً=هَابَ مِنهُ المُعلمُ المِقدامُ أهيبُ الخلق ِ من لهُ نَظراتٌ=هي لهُ في الحربِ رُمحهُ و الحُسامُ أشرفُ الخلق ِ من إليهِ نَجارٌ=إن شكا الحربَ ظللتهُ الغَمامُ قائماً قاعداً قَويماً مُسجى=أينَ ما حَلَ فالملائكُ زِحامُ أي حُسينٌ و ذاك تصغيرُ فرقٍ=بينَ حُسنيهِ و الفِصالُ سِائمُ ما مّدحتُ الحُسينَ إلا كأني=قد مَدحتُ السِفيَ عبدٌ لِزامُ قد تَمنطقتُ و الرَويُ شعورٌ=و تفلسفةُ فالصِفاتُ جِثامُ لستُ أدري أأحتويكَ بعقلي=أم بقلبي فبينهنَ قِطامُ قد تَقولُ العُقولُ أنكَ دِينٌ=للهُدى و الظلال فيهِ احتكامُ و تُضيفُ العُقولُ أنكَ عَبدٌ=نِهمُ الضربِ إن ترجلَ هامُ و هي زَبرٌ على زَبرهِ زَبرٌ=و هُمامٌ على الهُمامِ هُمامُ هكذا هكذا فإلا لا=بينَ من عُظمُ تروقُ العُظامُ لا كمن أظهرَ الطِعانَ لجبتٍ=فَمنَ القردِ قد تَفرُ النَعامُ قد أصابتهُ بالجروحِ جُروحٌ=و رَمتهُ على السِهام سِهامُ و هو من فَكَ للمماتِ رسولٌ=عَدِلُ الخَطْرِ و المُجيبُ البهامُ أظلمَ الأُفقَ بالعجاجِ و لكن=زالَ من غُرةِ الحُسينِ الظلامُ ما تعدى بباذلٍ عن فؤادٍ=ما نبا السَيفُ فاستهلَ الضُرامُ أ إلى السيفِ بالرؤوسِ عُهودٌ=أ إلى الرُمحِ بالقلوبِ زِمامُ قَدرُ الدهرِ بالطفوفِ ثَقيلٌ=كيفَ ما شاءَ تضحكُ الأيامُ ما تهاوى عَنِ الجوادِ فريداً=بل عليهِ تهاوت الأجرامُ و لِجامُ السَماءِ لا تَقطرُ الدمَ=و قد فارقَ السماءُ الَّلجامُ و رمتَ حُكها عليهِ اكتئاباً=فلقد كانَ للسماءِ ابتسامُ هكذا مَنطقُ العقولُ ثَوابٌ=و لِنطق ِ القلوبِ فيهِ اتهامُ نَفَضَ الفِكرَ بالحُسينِ رؤاهُ=و رؤوا القلبِ فتنةٌ و سِقامُ أم تخيلتُ صورةٍ بِرِضاهُ=فيُنبني مِنَ الحقيقةِ جامُ و في الأُفق ِ للهدايةِ شمسٌ=و بالأرضِ للندى قِنقارُ هَزَمَ الظالمينَ و هو قَتيلٌ=ثَكلَ الثائرينَ و هو رِمامُ كُلما صَبَ قطرةً من دِماهُ=في روبى الأرضِ قامَ فيها مقامُ يتحدى إلى الزمانِ عَصاهُ=ما لمعناهُ بالزمانِ انصرامُ غَلبَ الدهرَ بالحُسامِ خُلوداً=فأتهُ الخلودُ عبداً يُسامُ و اصطرعن البِقاعَ لكي تحتويهِ=صارعَ الثِقلَ فاحتواهُ شِامُ و على نينوى القِتالُ ارتجالٌ=و رِهانٌ إلى الضريحِ استلامُ فئةٌ تَنظرُ الحُسينَ تُراثاً=قاتلت من كانَ الحُسينُ لها إمامُ و الأمانيُ بالنُفوسِ كثيرٌ=يترقبنَ ما يقولُ الصِدامُ فلكِ الذُلَ يا جُنودَ أُميّ=و لكَ النصرُ أيُها المِقدامُ و قَديمٌ إلى الظلالِ هُجومٌ=و قَديمٍ إلى الصباحِ أقتحامُ و إذا عاورَ الظلامُ مَيشناً=يستترهُ و تفضحُ الأيامُ كم و كم بالخفاءِ بُلِّهَ قومٌ=كَشفَ النورُ أنهم أصنامُ و استهنا بعصبةٍ في الليالي=كَشفَ الصُبحُ أنها أعلامُ فستدرينَ أُمتي عن قريبٍ=من لهُ الخِزيَُ من لهُ الاحتشامُ و ستدرينَ أن ذُلَكي يدنوا ما نئا=عن قراركِ الإسلامُ كُلُ يومٍ يموتُ فيكِ حُسينٌ=و لأطفالهِ النِصالُ فِطامُ كُلُ يومٍ تَضجُ لهُ نِساءٌ=كُلما حُرِقت عليها الخِيامُ هل تَرُمينَ أن يَرُدَ حُسينٍ عن قتالاً=بهِ يُقامُ السلامُ و تُهيبينهُ بكلبٍ كشمرٍ=أبقعٍ أبرصٍ راماهُ الجُذامُ لتقوديهِ بالحياةِ ذليلاً=أنزلي الشمسَ كي يُنالُ المُرامُ عَلمُ الفضلِ في يديكَ أبا الفضلِ=و ذاكَ السِقاءُ و الصِمصامُ من لهُ بُلَّقةٍ بملقى عنيداً=فَوقَ طَودٍ قِوامهُ الإقدامُ أن من جيشهُ تأسى بهذا=عَبسٌ بينهم يُقامُ اللِطامُ سلِموهُ القرارَ أو يغتصبهُ=إنما النصرَ للتقي وِسامُ عّبرَ عينكَ نَظرةُ انتصاري=فلقد شقَ ناظريَ السِئامُ و لقد شُمتَ بيدك رجائي=بَعدَ أن أتلف الرجاءَ اللئامُ أنت قَلبُ الهُدى و بابُ التفاني=لمواليكم عليهِ ازدحامُ يتبارونَ في ورودِ المنايا=رغمَ أن الشرافَ موتٌ ذُئامُ أنتَ علمتهم فنونَ التحدي=فلكَ البُشرُ ما تَنسكَ هامُ أُمةٌ تُلقِمُ الحصى لِعادها=أبدُ الدهرِ بالحياةِ كِرامُ كُلما أعدموا لها علوياً=بعثَة جيلاً ذلكَ الإعدامُ لم تزل تَسلُكُ الصِراطَ بقبراً=ثَبتَ مِنهُ باللظى الأقدامُ بينها سَيدٌ بحفنةِ شيبٍ=رَجفت من بريقها الظُلًّامُ و أَميرٌ أميرهُ مَنهجُ اللهِ=و حُكمهُ الآلَ و الأحكامُ قد نمى الشوقَ في قلوبٍ أياما=للقاهُ و حَنةَ الأيتامُ كُل من ضاق بالظلالِ ذَرعاً=في هواهُ مُتيمٌ مُستهامُ أملَ المُجهدينَ من أثرِ الظُلمِ=فِداكَ الأرواحُ و الأجسامُ كُلُ عصرٍ يطوي الفضائلَ فرضٌ=و بذا العصري قد طووها الإمامُ لإبى السبطِ و التَقاربُ في الطبعِ قديماً=تدسهُ الأرحامُ هو أبنُ النبي و الفرعُ مهما بَعُدَ الأصل=لا يَزولُ الوئامُ وارثٍ من جِدودهِ طبعَ عِزاً=فمنَ الشركِ عِندهُ أستكلامُ حَفِظَ اللهُ في بقائهُ بقانا=و لأنفِ العِداء نَفتُ الضرغامُ