( 1 )
قالَ أربابُ السِّيَر
كربلاءُ أشرَقَتْ مِنْ ليلِها
سَرْمَدِيٌّ يومُها
والرِّواية
في هوى الطاغوتِ كانَتْ
ها هنا يعلو هُبَل
والأساطيرُ لصوصٌ
هذهِ البيداءُ تصنعُ مجدَها مِنْ كُلِّ قاتل
كم تُقَدِّسُ فاسِقِيها!
كربلاءُ غيَّرَتْ سردَ الرّواية

( 2 )
قالَ أربابُ السِّيَر
كربلاءُ ليس تَحْوِيها الفِكَر
جانبٌ منها تجلَّى
جانبٌ مخفيُّ منها
كيفَ نعلم
أينَ يمضي الانفجارُ؟
ثمَّ أنَّى صارَ نزفُ الدمِّ كاسحًا؟
والحياةُ نِتَاجها؟ أمْ هيَ نِتَاجٌ للحياةِ؟
سوفَ تمضي في تَجَلٍّ واختفاءِ
مثلَ قلبٍ نابضٍ يهدي الوجود

( 3 )
قالَ أربابُ السِّيَر
ها هنا التاريخُ جهرًا ينتحر
ينظرُ المقتولَ يسقي قاتِلِيهِ
مِنْ دمائِه
كي يلبي حقَّهُمْ عندَ السَّماءِ
بينَما هُمْ يذبحونَه

( 4 )
قالَ أربابُ السِّيَر
وصفُهُمْ في كربلاءَ تشظّى
ها هنا شخصٌ إلى الماءِ وصَل
كيفَ يبقى ظامئًا؟
هل لهُ دِينٌ خفيٌّ؟
إنَّ دِينَ العشقِ مُبهَم
ليسَ دونَ العشقِ يُعْرَف
ذلكَ الدّين سيبقى دونَ دِين
دونَ رأسٍ أو ذراعينِ سيبقى
صَرْفَ قلبٍ يحملُ الماءَ بِقِرْبَة
ثمّ يجري نحوَ أطفالِ الحُسَين

( 5 )
قالَ أربابُ السِّيَر
صارَ للدّينِ بقاءٌ مِنْ عليلٍ
يحمِلُ الإرثَ الحسينيّ في دعاءٍ
غُلُّهُ آلامُ بدْرٍ وحُنَيْن
في مساراتِ السّباءِ المستطِيلة
حيثُ للموتِ استراحاتٌ سعيدة
حَطَّ فيها رَحْلَهُ لولا تراثُه
ماتَ لولا أمّةٌ تحيَا بعَزْمِه
ماتَ لولا زينبٌ سارَتْ بِرَكْبِه

( 6 )
ضاعَ أربابُ السِّيَر
في تفاصيلِ القَصَص
مُذْ تَشَتَّتتِ الروايةُ في الصحاري
زينبُ جَمَّعَتْها
ها هنا منطقُ الإلهِ تجلّى
منطقُ الإنسانِ ضاع
هل رأيْتَ الماءَ يعطش؟
والذي يسقِيهِ عطشانُ ذبيحٌ؟
مِنْ دِمَاءٍ يرتوي الماءَ ويطهر
كمْ جميلٍ عندَ زينب
سوفَ يظهر؟

Testing
عرض القصيدة