الطَّفُّ بسملةُ البلادِ دماها=وحسينُها قمرٌ يُنيرُ دُجاها والأرضُ تمتهنُ الإباءَ بموتِهِ=وحياتُهُ الأمواجُ يومَ دَحاها طفٌّ قصيدُ الأنبياءِ شموخُها=والوحيُ في العرشِ العظيمِ حَكاها بدريّةُ الشّرفِ الرفيعِ ليوثُهَا=أُحديّةُ الوجعِ القديمِ رُباها نبأٌ هناكَ على الغديِر بشيرُها=وهنا على تلكَ الطّفوفِ فتاها وهناك تُزهرُ في المدينةِ بضعةٌ=وعقيلةٌ في الطَّفِّ ما أبْهَاها قبسٌ تعَمّدَ بالنبوّةِ نورُهُ=ورسولُها يومَ الكساءِ كساها نورٌ يباركُهُ الإلهُ بعرشِهِ=وتخونُهُ الصّحراءُ ما أقساها! وتلعثَمَتْ في التِّيهِ كلُّ دعاتِها=وتكفّلُ النّزِقُ الزّنيمُ بلاها عبثتْ رمالُ الخوفِ عندَ فراتِها=وتسوّرَتْ قيظًا تريدُ نَداها فكأنّها ديثَتْ بخزيِ قماءةٍ=والخزيُ إنْ جارَتْ عليكَ علاها ثكلى المدائنُ والولاءُ قصيدُها=أمّا قصيدُك فالإباءُ صداها والنّازفونَ ربيعَهم أقمارُها=هبّوا إذا اللّيلُ البهيمُ غَشاها وتنفّسَ الصّبحُ الحزينُ كواكبًا=شمسٌ تبدّدُ ظُلمةً بضحاها سبعونَ والسّبعُ الطّباقُ تفاخَرَتْ=وتواتَرَتْ أخبارُهم بفضاها ما أتعبَ العطشُ المريرُ صغارَها=وحسينُها ماءٌ يبلُّ لَظَاها حتّى إذا رجعَ الجوادُ مناديًا=تلكَ الظليمةُ لا تكونُ سواها وعلا على الصّدرِ الشّريفِ خبيثُها=وحوافرٌ داسَتْ على أنقاها ذبُلَتْ ورودٌ والخيامُ تناثَرَتْ=وسكينةٌ تهوي تشمُّ أباها وعلى الفيافي صبيةٌ لمحمّدٍ=موتٌ يطاردُ ظلَّها وخُطاها تسترجعُ الأمسَ القريبَ بشوطِها=كم لاعَبَتْ تلكَ الرؤوسُ صباها ورفيقةُ الحزنِ الأسيرةُ غاظَها=سوطٌ وتندبُ في العراءِ أخاها أيْ كربلاءُ إذا المدائنُ أمطَرَتْ=كانوا مَعَ الكونِ العظيمِ سماها الهاشِمُونَ إلى الأنامِ ثريدَهم=الطاعِمُونَ وفي الكتابِ تلاها بيتُ النبوّةِ والملائكُ ضيفُهم=وعلامةُ الزّغبِ الشّريفِ هُداها يا سيّدي خَجلى تنوءُ قصائدي=وحروفُكَ الكونُ الكبيرُ مداها ولكَ المعاني السامياتُ توافَدَتْ=كيما يشمُّكَ ثورةً معناها يا سيّدي للآنَ يعبَثُ شمُرها=كم مِنْ شقيٍّ يقتفي أشقاها! وَمَضَتْ تدوسُ على الرِّقابِ طغاتُها=طاغٍ يمهّدُ للطّغاةِ رَحاها ويظلُّ منهجُكَ العظيمُ سفينةً=للثائرينَ مواطنٌ مَرساها وتظلُّ واعيةُ الحسينِ قصيدةً=جدٌّ يسلّمُ للحفيدِ لِواها