يا مَنْ كَشفتَ لظى الفراتِ ولم يعُوا= كأسُ الهدى مِنْ فيضِ جرحِكَ مُترعُ يا أترفَ الشهداءِ يا وطنِ النّدى= في أيّ جرحٍ مِنْ جراحِكَ أَرتعُ ما زالَ ضوؤُكَ في المدى متفرِّدًا= وكأنَّ صبحَكَ كلَّ يومٍ يَطلعُ حرَّرْتَ سيفَكَ مِنْ هشاشةِ حدِّهِ= مِنْ فرطِ ما كانتْ دماؤُك تَقطعُ ورَفعتَ جسمَكَ مِنْ رتابةِ طينِهِ= طعنًا فطعنًا والمسافةُ إصبعُ ومدَدْتَ إصبعَكَ الكريمةَ محورًا= للحقِّ حينَ الدينُ كادَ يُضيَّعُ صحراءُ واخضرَّت جوانبَنا..= دماؤُكَ لم تزَلْ بترابِنا تتوزَّعُ مِنْ طفِّكَ الأولى الأخيرةِ أقتفي= أَثرَ الخلودِ وأنتَ دربُكَ مِهيعُ حاولتُ أنْ أنسلَّ مِن قلقِ الدُنى= والنفسُ تحتضنُ الظلامَ وتَخدعُ فامْتدَّ حبلٌ مِنْ عُلاكَ كأنَّهُ= أملٌ يُطلُّ على الذينَ تَضرَّعُوا فخلعتُ نعلي حيثُ لا جبلٌ ولا= قبسٌ يلوحُ ولا سرابٌ يُتبعُ ما ثمَّ إلا رأسُكَ القاني على= رمحٍ أحاديِّ التفلسفِ يُرفعُ هم فلسفوكَ على انعكاسِ ضبابِهِمْ= ها أنتَ عِبرتُنا وأنتَ الأدمعُ كلُّ الجهاتِ سوى جهاتِكَ هشَّةٌ= والعابرونَ على ضلوعِكَ أَسرعُ مَرُّوا خِفافًا يمتطونَ قلوبَهُمْ= والحبُّ مِنْ كلِّ المطايا يَسطعُ وتخفَّفوا مِنْ ظِلِّهِمْ مِنْ جسمِهِمْ= والنجمُ كانَ يَلتهمُ الظلامَ ويلمعُ والبيدُ ما اتسعَتْ لِلَهفِتِهِمْ ولم= يكُ غيرُ جرحِكَ موطنًا يَتوسَّعُ ما ثَمَّ غيرُ اسمِ الحسينِ يَلمُّنا= في كهفِهِ وهوَ الكيانُ الأوسعُ وهوَ الذي بدمائِهِ أمسى على= عرشِ الكرامةِ وحدَهُ يتربَّعُ ولنا تحنُّ ظلالُهُ لكنَّنا= مِنْ خمرةِ الدّنيا سُكَارى نرجِعُ

Testing
عرض القصيدة