تسيلُ على خدِّ الزّمانِ دماؤُهُ = ومِنْ خافقاتِ الحزنِ تبكي سماؤُهُ يزفُّ الجوى عِشْقًا كأنَّ فؤادَهُ = بصدرِ صحارى الشَّجْو يَجْرِي رجاؤُهُ يُسَاجِعُ صوتَ النّايِ يعزفُ قلبَهُ = على وَتَرِ الأضلاعِ حيثُ بقاؤُهُ يقيمُ مراسيمَ الخلودِ لمنهجٍ = سعَوا كي يَعمَّ المشرقين فناؤُهُ يُيمّمُ شطرَ القبلتينِ بوجهِهِ = وحيثُ يولّي ثَمَّ وجهٌ يَشَاؤُهُ يُلبِّي وَلاءً خلفَهُ كلُّ خاشعٍ = ويجحدُ مَنْ جارَتْ عليهِ إماؤُهُ يظلُّ على الدّهرِ امتدادَ نبوّةٍ = أبانتْ صراطًا يستقيمُ اسْتِوَاؤُهُ فرَجْعُ الصَّدى حيثُ الضّميرُ بشيرُهُ = تنامى على جِسْمِ الزّمانِ نِداؤُهُ عليه بكتْ حزنًا ملائكةُ السما = وواسى الإلهَ المرتجى أنبياؤهُ وصلّى وراء النّورِ خيرةُ آلِهِ = وأصحابُه الأبرارُ حتّى نساؤهُ هو ابنُ عليٍّ كَيْ يُتِمَّ صلاتَهُ = تسجّى بلا رأسٍ شريفٍ قباؤُهُ إليهِ اتجاهُ البوصلاتِ كأنّها = تشيرُ بأنّ الماءَ حيثُ ارْتِوَاؤُهُ وأنّ نجيعَ الجرحِ ما زالَ نازفًا = بأفئدةٍ ينسابُ فيها ضياؤُهُ ففي كلِّ هيهاتٍ يُردَّدُ صوتُهُ = وفي محضرِ اللاءاتِ تُطلَقُ لاؤهُ حسينُ أيا نجلَ البتولِ وحيدرٍ = وسبطَ النبيِّ الهاشميِّ انتماؤهُ تحاصرُكَ الدّنيا فتهجرُ حُسْنَها = كيوسُفَ في تقواهُ قُدَّ رداؤُهُ إليكَ وما إلّاكَ نبضةُ خافقي = ونهرُ هُيَامي منكَ كانَ نقاؤُهُ هززتَ مِنْ الأصلابِ نخلةَ أحرفي = وقلْتَ سنى الفردوسِ هُمْ شعراؤُهُ فجئتُ أُلبّي شاعرًا، ما سطورُهُ = سِوى ولهٍ لكنّها سفراؤُهُ وإذْ بي رأيتُ الوحيَ يَهطلُ دمعُهُ = أَسًى مرَّةً أخرى وتبكي حراؤُهُ وإذْ بقوافي الشّعرِ فيضُ مشاعرٍ = تَرَدَّدَ في نجوى أَسَاها بكاؤُهُ وعنديَ أنّ الحرفَ سجدةُ عاشقٍ = تُكَفِّرُ عَنْ أَشواقِهِ بُرَحَاؤُهُ فَنَحْرُكَ والأحزانُ والجرحُ في دمِي = تباريحُ شَجْوٍ كمْ يَطُولُ عزاؤُهُ فخُذْني على جنْحِ التَّشَيُّعِ سابحًا = فقد حَلَّ بي من كَوْثَرِ العشقِ ماؤُهُ وإنّكَ يا مولايَ كنهُ قصيدتي = فإنْ فاضَ حزني فالهوى كربلاؤهُ

Testing
عرض القصيدة