بِكَ انْعِتَاقِيَ مِنِّي وِجهَةً وَهُدًى
خَلَعْتُ كُلِّيَ لا روحًا ولا جَسَدا

إليَّ أَوْحَيْتَ في ال(وادي المُقَدَّسِ)
ما يُوحى لِ(موسىٰ)
إلى أَنْ خاشِعًا سَجَدا

عَلَّمْتَني
ما تُرى (عَشْرُ اللَّيالِي) وما (عَشْرُ الوَصايا) ..!
فَهَلاَّ تُشْرِعُ الأَبَدا ..!؟

أجْتازُ بَوابَةَ الغَيْبِيِّ
أَعْبُرُ مِنْ زَيْفِ الشُّكُوكِ
إذا مَحْضُ اليَقينِ بَدا

وَجْهَ الإلَهِ تَجَلَّى الآنَ مُنْشَرِحًا
حَتَّى
تَرانِيَ مُنْدَكًا وَمُرْتَعِدا

إلِيَّ خُذْكَ وَعِنْدَ ال(طُّور) نادِ
أَوَدُّ أَخْتَلي بِكَ
عَنْ إلاَّكَ مُنْفَرِدا ..!
هَبْني ارْتِعاشَ صَلاةِ الصَّاعِدينَ
إلى حَيْثُ :
النَّبِيُّونَ والعُشَّاقُ والشُّهَدا

(مَولايَ) فَلْتَهْدِني دَربَ الخَلاصِ
أَنا
إلاَّكَ حُرِّيَّةً سَمْراءَ لَنْ أَجِدا
أَبَيْتُ أَنْ أَرْكَبَ اللَّيْلَ الأَخيرَ
وإنْ سَوادُهُ
يَتَغَشَّى حالِكاتِ رَدى

يا لَلْدُّخانِ ويا لَلْنَّارِ
حَسْبُهُما
أَنْ يُحْرقاني بِمَنْ أَهْوى لأَبْتَرِدا ..!

(أُميَّةٌ) إنْ تَشَأْ قَلْعي
فَمانِعُها
انْغِراسُ قَلْبيَ في هذا الهَوى وَتَدا

بِكَ انْعِتاقِيَ مِنْ طيني وَمِنْ حَمَئي المَسْنونِ
يا فَرْجَ الإنْسانِ والمَدَدَا

خَالِطْ دِماكَ دِمايَ
(الأَسْوَدُ) انْعَقَدَتْ عَلَيْكَ آمالُهُ
خَوْفَ الضَّياعِ سُدى

إذا دَعَوْتَ لِيَ: (اللَّهُمَّ)
سَوْفَ أُرى
وَطيبُ ريحِيَ مِسْكًا أَبْيَضًا نَجَدا

أُرى وَلَسْتُ أَرى
في غُرْبَتَينِ
وَإنْ أَبْصَرتُ غَيْرَكَ قَدْ أَبْصَرْتُ لا أَحَدا ..!

سِواكَ لَمْ أفْتَقِدْ
مَنْفًى ولا وَطَنًا
وَمَنْ (يَجِدْكَ يَتيمًا) ما تُرى افْتَقَدا ..؟

تَوَضَّأَتْ شَفَتي بالمَوْتِ
وارْتَجَزَتْ :
أَذُبُّ عَنْكَ لِسانًا قاطِعًا وَيَدا

(مَوْلى أَبي ذَرٍّ) اخْتَرْتُ الخُلودَ
وَلَمْ أَقِفْ عَلى تَلَّةِ الخُذْلانِ مُلْتَحِدا
يَشُقُّ فيَّ انْفِلاتُ القَوْسِ
أَسْهُمَهُ
والرِّيحُ تَعْبُرُني حَتَّى اسْتَحَلْتُ مَدَى ..!

قَرَأْتُ: (تَبَّتْ يَدا)
ما احْتَجْتُ أُكْمِلُها
فَقَبْضَتي تَلْتَوي في جِيدهِمْ مَسَدا

بِكَ انْعِتاقِيَ أَسْماءً مُؤَجَّلَةً
أُخرى
تُضيءُ وُجودي المُعْتِمَ الرَّمِدا

حَرَّرْتَني مِنْ قُيودِ اسْمي وَوَحْشَتِها
عَبْدًا
وَحَقِّكَ غيرَ اللهِ ما عَبَدا

مَشْغولَةٌ بِكَ أَسْماعي
وعالِقَةٌ
يا إنَّكَ الصَّوْتُ حَيْثُ الآخَرونَ صَدى

(آنَسْتُ نارَكَ) جُرْحًا في حَقيقَتِهِ
ما زالَ يَخْفِقُ
وَهَّاجًا وَما بَرَدا

ما أَطْفَأوكَ (وَيَأْبَى اللهُ)
إنَّ دَمًا
نَزيفُهُ الشَّمْسُ مَهما حَاوَلوا اتَّقَدا

يَكْفيكَ أَنَّكَ
لَوْ أَلْقَيْتَ سَيْفَكَ في (نَهْرِ الفُراتِ)
فَلَقْتَ المَوْجَ طَودَ نَدى

واعَدْتَني جِيرَةً والطَّفُّ شاهِدَةٌ
وَشيمَةُ الحُرِّ إيفاءٌ إذا وَعَدا

سَأَفْتَديكَ بِقُرباني العَظيمِ
عَسى
يُقالَ إنِّا: فَديناهُ بِ(كَبْشِ) فِدا

مَهْما أُحِبُّكَ لَنْ أوفيكَ دينَ هوًى
يا مُمْسِكَ الشَّيءِ واللَّاشيْءِ دونَ عَدا ..!

في السَّرْمَدِيَّةِ
نَمْشي عاشِقينِ مَعًا
غَيْبٌ طَرِيٌّ خُطانا والطَّريقُ مُدى

وَمِنْكَ صَرْخَةُ: (هَلْ مِنْ ناصرٍ)
بُعِثَتْ
فَكِدْتَ تَبْعَثُ فيَّ الرُّوحَ والجَسَدا ..!

Testing
عرض القصيدة