نزفَتْ جراحُ الحزنِ
في صدري قصيدةْ
فأتيتُ أكتبُ أسطرًا..
في خاطري..
ليسَتْ جديدةْ
وأتيتُ أرسمُ لوحةً..
ثَكلى عنيدةْ
وأرشُ في الأجواءِ عِطرًا..
كربلائيًا..
برائحةٍ فريدةْ
ما عادَ يُنصِفُني البكاءُ..
فصِرْتُ أعرِفُها بُنُودَهْ
وتفجّرَتْ في داخلي ..
سُوَرُ الهوى..
وَلهى شديدةْ
عنوانُها..
"يبقى الحسينُ"..
وتبقى ثورتُهُ المجيدةْ
فتربّعَ الشّمرُ اللّعينُ..
بصدرِهِ..
أرخَى قيودًهْ
كمْ كانَ يوجعُني خيالي..
فيهِ مرّاتٍ عديدةْ
أثرُ النِّعالِ بصدرِهِ..
كمْ كانَ يؤلِمُني وجودُهْ
كمْ كانَ يُدمِي مُقلتي..
سيفٌ..
تهاوى في وريدِهْ
كمْ!!
أيُّ كمِّ تستطيعُ
حسابَ أضلعِهِ الفقيدةْ؟
كمْ كانَ يأخذُني الخيالُ لزينبٍ..
بالحزنِ واقفةُ بعيدةْ
تنسابُ خلفَ الذّكرياتِ..
وعزِّها..
قبلَ المذلّةِ والمكيدةْ
وتُجَمِّعُ الأطفالَ في جلبابِها..
فالخيلُ هجمتُها أكيدةْ
ما عادَ شيءٌ في الخيامِ
ولا براقعُ!!..
أو بشاراتٌ جديدةْ
قُتِلَ الحسينُ..
وَمالَ ظلٌّ وارفٌ..
كمْ كنتُ في أحضانِهِ أبدو سعيدةْ!
وإلى خطوبِ الدّهرِ أوكَلَني..
فأصبحْتُ..
إلى البلوى وليدَة
ما كانَ شخصٌ كالحسينِ..
يكونُ في موتٍ لهُ..
يلقى خلودَهْ
ورمى سهامَ النّصرِ..
مِنْ صَرَخاتهِ..
ليُزَلزِلَ الأعدا صمودُهْ
بَكَتِ الحجارةُ والسّماءُ دمًا..
لمقتلِهِ..
لأيّامٍ عديدةْ
رأسٌ برأسِ الرمحِ..
يتلو آيةً..
مِنْ سورةِ الكهفِ الرشيدة
عَجَبًا لَهُمْ..
لم يُبْصِرُوا آياتِهِ..
فقلوبُهُمْ عَمْيَا..
وأعيُنُهُم قعيدةْ
وبأبخسِ الأثمانِ باعوا..
جنّةً عُليا..
وخَيْرَاتٍ مديدةْ
نَزَفَتْ جراحي مُذْ علا..
لحسينِ..
يومَ الطفِّ صوتَه:
يا قومُ هلْ مِنْ ناصرٍ؟
والقومُ قد قَتَلُوا عضيدَهْ
فأتَتْ تقودُ لهُ الحياةَ..
بصبرِها..
وجوادَ عزّتِها تقودُهْ
أدَّتْ إليهِ وصيّةً في جِيدِها..
والنّفسُ مثقلةٌ جهيدة
دُعِيَتْ بجامعةِ المصائبِ والرّزايا..
كعبةُ الأحزانِ..
مَن بَقِيَتْ وحيدة
فَوَدَدْتُ لو أنّي أواسيها بنفسي..
في مصيبتِها الشديدة
فوَجَدْتُ أروقةَ السّطورِ..
ملاذيَ الأوفَى..
وأفكاري زهيدةْ
فوقفْتُ أنظرُ حائرًا..
باكٍ..
تؤرّقُني..
تفاصيلُ القصيدةْ