شَهِدَتْكَ تلتمِسُ النّخيلَ حُساما= وتردُّ مُشتَبَكَ الرِّماحِ غراما وتلوحُ كالشّمسِ المُضيئةِ مُشرقًا= حتّى تُهَيْمِنَ في الوُجودِ إماما وتردَّ كيدَ الموتِ حتّى ينحَني= ذلًّا وتعلو فوقَ ذاكَ مقاما يا أنتَ أنتَ وليسَ مِثلُكَ في الوَرى= مَلكَ القلوبَ فبادَلْتُهُ هُيَاما خُيِّرْتَ فَاخْتَرْتَ الحَيَاةَ لأمَّةٍ= حتّى سَمَوتَ على الخُلودِ سَناما وَعَلْوتَ هامَ الصَّبرِ حِين تَزَلْزَلَتْ= أرضُ الطّفوفِ فما ثنَتْ لَكَ هاما دَارَتْ عليكَ تجُرُّ خَيْبَةَ عارِها= يا بْنَ النّبيِّ، فَقَاتَلَتْكَ لِزاما همَّتْ بصَوْلَتِها عَلَيْكَ بكربلا= ظلمًا وَغدرًا فاستَوَيْتَ هُمَاما في ناظِرَيْكَ يلوحُ زمزمُ والصَّفا= وبراحَتَيْكَ بَدا الوَطيسُ سَلاما يا بْنَ الكِرامِ دَعَوْكَ مِلْءَ مِدادِهِمْ= فأجَبْتَ إذ بَدَتِ العُلوجُ نِياما مَسعُورةَ الأطوارِ جُنَّ جُنونُها= فَغَدَتْ تتوقُ مَعَ النبيِّ خِصاما فوعَظْتَ إذْ لايَرْعَوُونَ لِحِكمةٍ= حَتّى بَدا لَهُمُ الحَلالُ حَراما وتناوَشَتْكَ سُيوفُهُمْ ورِمَاحُهُمْ= فَرَجَوتَهُمْ هديًا وَقُلْتَ سَلاما وَوقَفْتَ تَنْظُرُ للخِيامِ مُودِّعًا= خِدرَ العِيالِ إذِ الحِمامُ أقاما يَشْكُونَ مِنْ عَطشٍ بلفحِ ظهيرةٍ= فكأنَّهُمْ وَلَجُوا القِفارَ صِياما طالَ انتظارُ الماءِ مِنْ عبّاسِهِمْ= فالبدرُ عِندَ العلقميِّ تَرَامى وكأنَّ زينبَ لوَّحَتْ لِوداعِهِمْ= وَغَدَتْ تعولُ ثواكلًا وَيَتَامى فحَدى بها الحادِي وساقَ بظعنِهِ= تلكَ المحاملَ إذْ يقودُ لِجاما فذوَتْ أزاهيرٌ بعَرْصَةِ كربَلا = والصّبحُ أدلجَ فاستحالَ ظَلاما