كان المدى يمشي وظلُّكَ يتبعُهْ = فإذا بخارطةِ العراقِ تُجمِّعُهْ صاهرتَها جرحًا ودَرّبْتَ الندى = إذ يَستفزُّ الكبرياءَ تطبُّعُهْ وَصَنَعْتَ للأحرارِ عِزًّا شامخًا = فالمجْدُ لولا الطفُّ ذابتْ أشمُعُهْ جُرحٌ يحاولُ كلَّ عامٍ لو يَعي = ما لم تَقُلْ وحديثُ صمتِكَ يَسْمَعُهْ تتأوّلُ الطُّرُقاتُ حيثُ مسيرُها = "يا ناقتي" وصدى الطُّفوفِ توزِّعُهْ وإلى "زَرُودَ" تلُمَّ آثارَ السمّا = ولهًا وميثاق الخلودِ تُوقِّعُهْ وإذا وَصَلْتَ إلى العراقِ تَزُمُّ ما = خَبّأتَ مِنْ غيبٍ فَيَشْهَقُ مَوْضِعُهْ وَرسمْتَ خارطةَ الإباءِ لأُمّةٍ = يهفو إليكَ ضميرُها وَتطَلُّعُهْ وشرحْتَ درسَ الأنبياءِ وقلتَها: = الموتُ يبدعُ في الفناءِ وتُبدِعُهْ غافلتَهُ يومًا فضاعَ ولم يَكُنْ = شيئًا تمنى!! في الطفوفِ تُضيِّعُهْ ألْبسْتَهُ ثوبًا بحجمِكَ تارةُ = وبحجمِ عَرْشِ اللا وجودِ تُوَسِّعُهْ للوعيِ أَسْرجَتَ الصهيلَ مسافةً = مازالَ يُرْجعها الزمانُ وَتُرْجِعُهْ أنتَ الحسينُ..وما عَدَاكَ تَوَهُّمٌ!! = والضوءُ لو عَثَرَتْ خُطَاهُ تُرَقِّعُهْ أسماؤكَ الحُسني انتماءٌ آخرٌ = للوردِ حيثُ الوردُ روحُكَ تَصنَعُهْ مملوءةٌ بالوحيِ ساحةُ كربلا = والماءُ إعجاز الظّما، يَستمتِعُهْ رَشَّ اليقينَ على رذاذِكَ فكرةً = فاشتاقَ مِنْ حقلِ الألوهةِ أيْنَعُهْ ما زلتَ تَمتَحِنُ الزمانَ بحكمةٍ = ظلَّتْ على رمحِ الخلودِ وتَرْفَعُهْ جسَدٌ ويختزلُ الجهاتِ نزيفُهُ = وتناثرَتْ مثلَ القيامةِ أضْلُعُهْ فَرَشَتْ لكَ الكلماتُ آخرَ بُقعَةٍ = في معجمِ الموتِ الذي تتَفَرَّعُهْ ما ضاق لغزُ النَّحر عَنْ إيحائِهِ = مَيْتٌ.. وقد أحيا البريّةَ مَصْرَعُهْ مازالَ يومُكَ يستضيفُ "عراقَهُ" = بطلاً .. كماءِ النهرِ عَزَّ تَمنُّعُهْ وطنٌ بحجمِ الأنبياءِ يقينُهُ = لو مَزَّقَتْهُ الحادثاتُ تُرَقِّعُهْ يكفي بأنَّ الحبَّ مِنْ أسمائِهِ = ولفرطِ عشقِكَ تستضيفُكَ أدْمُعُهْ قُلْ " يا عراقُ " معي مجازٌ آخرٌ = أنا والحسينُ وما عَدَاهُ أُوَدِّعُهْ