سَنِيُّ المُنى جارٍ وإنْ فاتَهُ الفتْحُ ‍ = وما اللَّيلُ إلَّا جِنَّةٌ لُبُّها الصُّبْحُ ولولا تَوَخِّي حَبَّةٍ عُتمةَ الثَّرى ‍ = لَمَا اصطَفَّ جَيشًا في سَنابِلِهِ القَمْحُ وَكَم شامخٍ يُضني النَواظرَ ما لَهُ ‍ = مَقاصِدُ إلَّا والجِراحُ لَها سَفْحُ أَجَلْ هذهِ الدُّنيا سَرابُ ذَوِي العَمى ‍ = وقد وَهَبُوها ما تَخُطُّ وما تَمحُو تَعَلَّقها تيهًا خَناهُم وَأُشرِبُوا ‍ = هَوَى عِجلِها كَأسًا فَكَأسًا فلمْ يَصْحُوا ولكنَّ في الأفقِ المغيَّبِ أنْجُمًا ‍ = ترشُّ أريجَ الضَّوءِ فَهْوَ لها نَفْحُ وتُسقَى زُعافَ الهَمِّ حافِلةً بِهِ ‍ = يُصافِحُ طَعْناتِ الدُّجى نُورُها السَّمْحُ وَيَلقَفُ أغراضَ القَداسَةِ طَرْفُها ‍ = لِتَنمُوْ تلالُ الدَّمْعِ حَتَّى عَلا الصَّرْحُ فلو رَمَقَتْ حِلمَ السَّماءِ بِغَضبَةٍ ‍ = لَساخَت دُنًى لكِنَّ شِيمَتَها الصَّفحُ فَتُرخِي أكُفًّا مِثلَ أجنِحَةِ القَطا ‍ = لِتَسخُوْ عُيونٌ كُلَّما مَسَّها القَرْحُ فَيا لَهْفَ أحداقي على خَيرِ مَعشَرٍ ‍ = تَجارى فلا كُمٌّ يَرُدُّ ولا مَسْحُ تطوِّقُني ذاتُ الطُّفوفِ ولم يَزَلْ ‍ = على مُلتَقى الذِّكرى يُزَلزِلُني الضَّبْحُ فَلَيسَ البُكا إلَّا سِهامًا بمُقلتي ‍ = ومِن لَجَبِ التَّذكارِ في أضلعي رُمْحُ أَبِيتُ بِهِم في حَسرةٍ تُحرِقُ اللَّظى ‍ = خَصيمَ الكَرى والنَّومِ ما طابَ لي صُلْحُ على أنَّني أُسْقَى اللياليَ قِبلةً ‍ = إذا ما دَنا مِحرابُها شَطرَها أنْحُو فأنَّى لجَفني رَقدةٌ وصَباحُهُم ‍ = سَحيمٌ كَجُبِّ اللَّيلِ ليسَ لهُ فَسْحُ رَأوْا مِنْ بقايا أمَّةٍ كَفَّ حَظُّها ‍ = مثالِبَ لَو قُصَّتْ لَهُ ذَمَّها القُبحُ على حَسَكِ الرَّمضاءِ باتَ مَحلُّهُم ‍ = فلِلرَّملِ ذَرٌّ والهَجيرُ لَهُ لَفْحُ عُطاشى بِلا ساقٍ وَهُم أنعُمُ السَّما ‍ = على النَّاسِ والدُّنيا نَدَى يَدِهِم سَحُّ تعاوَرَتِ الأزمانُ أنَّةَ جُرحِهِم ‍ = إذا ما شكا رَدْحٌ قَضى بِهِمُ رَدْحُ فلا غَبَطَت صُمُّ الفلا غيرَ صَبرِهِم ‍ = ولا جالَ في ذِهْنِ الفَضائلِ ما ضَحُّوا ولا سِيَّما مُلقًى غَزَتهُ مَلائكٌ ‍ = بِرَمضائهِ تتلو فَطالَ بِها السَّبْحُ وبي ما بِها أشدو هَواهُ مُصَرِّحًا ‍ = فما زادَني راضٍ ولا صَدَّ مَن يَلْحُو أيا كَوثرَ الباري وخامِسَ خَمسةٍ ‍ = عَلَوْا قبلَ أنْ يُعلِي السَّماءَ وأنْ يَدْحُو ويا سَيِّدَ الجنَّاتِ إذْ بِكَ تُشتَهى ‍ = وَكَيفَ يَحِلُّ الزَّادُ لَو حَرُمَ المِلْحُ فأَنْتَ الصِّراطُ المُستقيمُ الذي بِهِ ‍ = نَفِرُّ خِفافًا والجحيمُ لهَا جَمْحُ وأنتَ لَنا الشَّمْسُ التي نستظلُّها ‍ = فبَهجَتُها حِلٌّ ومأمَنُها نَزْحُ وأنتَ لنا الحُبُّ العُضالُ الذي سَرَى ‍ = فيا سَعدَنا مَرضى وَضَيعَةَ مَنْ صَحُّوا مُنِعْتَ مِنَ الدُّنيا مُنِحْتَ بقاءَها ‍ = فيا خيرَ مَنْ صَلَّى لَهُ المَنعُ والمَنْحُ فَلَستَ كإسماعِيلَ صَبرًا يَرى الرَّدى ‍ = ولكِنْ شَغوفٌ يُستَطابُ لَهُ الذَّبْحُ وإنْ يَكُ مُوسى عُقدةُ البَوحِ هَمُّهُ ‍ = فألواحُكَ اللُّجُّ الذي ما لَهُ شُحُّ وما نارُ إبراهيمَ نارَكَ إذ بَغَتْ ‍ = إلى كُلِّ ثَوبٍ مِنْ ذَويكَ لها جَنْحُ ولا صَلبُ عِيسى قَبلَ مَنجاةِ رَبِّهِ ‍ = كدامٍ ثلاثًا لا يَنامُ لَهُ جُرْحُ أراها عَلى الجُودِيِّ لَولاكَ ما استَوَتْ ‍ = وَلا جازَ نُوحٌ والخِضَمُّ لَهُ طَفْحُ أقدِّسُ بَرقًا في جبينِكَ غائرًا ‍ = غَزيرَ حياءٍ فالدِّماءُ لَهُ نَضَحُ وجَفنًا يعضُّ الدَّمعَ قد عَقَرَ الدُّجَى ‍ = فليسَ أمامَ الشَّامِتِينَ لَهُ سَفَحُ غَدَوتَ بِآلٍ كالشُّموسِ وصحبةٍ ‍ = خِيارَ السَّما كانُوا وكانَ لها النَّقْحُ يُسِرُّونَ آناءَ الليالي قيامَهُم ‍ = وبالذكرِ أطرافَ النهارِ لهُمْ صَدْحُ سفينتُكَ المَنْجَى ويأباكَ عاثِرٌ ‍ = ألمَّ بِهِ قَعْرٌ وأنْكَرَهُ سَطْحُ سيُنفَخُ في صُورٍ لِينقلبَ الوَرَى ‍ = إذا ما تَجَلَّى الجِدُّ وانحَسَرَ المَزْحُ فما لِعُتُوِّ النَّافِرينَ سِوَى لَظًى ‍ = إذا عزَّ في دنياهمُ اللَّجْمُ والكَبْحُ لقد زِدتَهُم في النُّصحِ مَنقَصَةً فلا ‍ = أرى يَنفَعُ المَوتى الهِدايَةُ والنُّصحُ لَكَ السَّابحاتُ الغُرُّ داميةَ المَدى ‍ = على أبجَدِيَّاتِ الدُّهورِ لَها نَدْحُ فكم نَبَحَت سُودُ الخُطوبِ صَهيلَها ‍ = فكانَ لُهاثُ البؤسِ ما كَسَبَ النَّبحُ وهل نَقمَ القالونَ إلَّا لِعِلمِهِم ‍ = بأنَّ عَطاءاتِ الحُسَينِ بِهِم قَدحُ بِمدحِكَ حَمدٌ للإلهِ وقُربةٌ ‍ = أيا نِعمَةً فيها استَوَى الحَمدُ والمَدحُ ويا مُصْحَفًا أعيى نُهًى مُتَشابِهًا ‍ = ويا مُحكَمًا ما شَفَّ أفئِدَةً شَرْحُ فَما في ذِهابِ النَّفسِ إلَّا مَفازةٌ ‍ = بِدَربِكَ نَمضي فالفناءُ بِه ِربحُ أقولُ ِلِمَن لم يَتَّخِذكَ وجودَهُ ‍ = كفاكَ غِيابًا فالمُقامُ كَما اللَّمحُ فَحُجَّ حُسَينًا صُمْ حُسَينًا وصَلِّهِ ‍ = بِغَيرِ حُسَينٍ لَيسَ يَنفَعُكَ الكَدحُ

Testing
عرض القصيدة