ما زِلْتَ حيًّا بدمعي في ظَمَا رِئَتِي=مَنْ قالَ ماتَ؟ فَحَيٌّ أنتَ لَمْ تَمُتِ غاباتُ ماءٍ على عَيْنَيْكَ ترسمُني=وجهًا يسائلُ لكنْ دونَما شفةِ وجهًا وخلسةَ نهرٍ أدْمَنَتْ دَمَهُ=رأسًا ورمحًا غَدَا فيهِ كمئذنةِ مِنْ ألفِ تنُّورِ عشقٍ جِئْتُ مؤتزرًا=جُوعِي ليصبحَ خبازًا لأرغفتي مِنْ ألفِ تِيهٍ وهذا الماءُ أجّلَني =إذْ عافَنِي قِربةً في تِيهِ بوصلتي إذْ عافَنِي كرحيلٍ كدْتُ أمْسِكُنُي=ثُمَّ انْفَلَتُّ سيولاً دونَ أشرعةِ وجِئْتُ نحوَكَ كفُّ الريحِ تَصفَعُنِي =خَوْفِي يزيدُ وصَوْتِي ليلُ حَرْمَلَةِ وَحدِي أتَيْتُكَ ظِلُّ الماءِ يتبعُني =وَحدْي وأحملُ أيتامًا بخاصرتي عَيْنِي بريدُ سهامٍ، رمحُ أسئلةٍ=طَفُّ انتظارٍ، شبابيكٌ بأروقتي وجهي اقتراحٌ ليشكو بَوْحَ أجوبةٍ=كانَتْ تعاني لتشكو سرَّ أسئلةِ يا سيّدي دمعتي حَيْرِى بِلا وطنٍ=ذَا عُشُّ خدِّي غَدَا بيتًا لقُبَّرَتي ذَا بيلَسَانِي وذَا خَوْفِي يؤرِّقُنِي=وتِهْتُ بَيْنِي وَمَا بَيْنِي كَأُحْجِيَتِي أمُرُّ كالوجعِ المجنونِ تغمرُني=كلُّ المسافاتِ حتّى نبضُ أمنيتي يا دمعُ كلُّ عيونِ الأرضِ تنظرُهُ=وتستَقِي حبَّها مِنْهُ بِطَمْأَنَةِ الحبُّ فَيكَ مثالُ اللهِ أنزَلَهُ=ولا تزالُ وتبقى بوحَ حشرَجَتِي عرّافُ رُوحِي كلامُ اللهِ أبلَغَهُ=ألاّ أقولَ حُسَينًا دونَ بَسْمَلَةِ