جرحٌ لمئذنة ٍ ... ونزفُ أذانِ=سالا .. فجاء َ الوحيُ بالقرآنِ اقرَأْ، وإنْ لم يقرَؤُوكَ درايةً=قُلْ هل أتى حِينٌ على الإنسانِ قُلْ باسمِ هذا النحرِ أبدأُ آيةً=وإلى السماءِ تؤمُنّي العينانِ أُسْرِي وتحملُنِي الرياحُ على دَمِي=وعلى جِراحِي كفَّتَا ميزانِ الماءُ يَخْجلُ أن يمرَّ على فَمِي=ولذا تَعثَّرَ في يَدِ الجَرَيَانِ وأنا أطَمْئِنُ ذلكَ الهلعَ الذي=يُلقي الخيامَ بحوزةِ الكُثبانِ وبدأتَ تُثمرُ مِنْ نَزيفِكَ موسمًا=رطبَ العطاءِ وباذخَ الألوانِ عفّرْتَ رمضاءَ العراقِ مُعطّرًا=كلَّ الجهاتِ بنزفِكَ المتفاني مِنْ ألفِ عامٍ ... والفراتُ جراحُنَا=يَجري غزيرَ العِبْءِ والأحزانِ يا سيّدي ... شمرٌ يُحاصرُ قِبلتي=مِنْ أينَ آتي بالحُسينِ الثاني؟ وأنا وبي وطنٌ يُشجِّرُهُ الأسى=معشوشِبُ البارودِ والأحزانِ وطنٌ يُعِدُ الأبرياءَ لموتِهِمْ=ويُهيِّئُ الباقِينَ للطُّوفانِ هُوَ باهظٌ حدَّ انحناءِ ظهورِنا=وَهُوَ العطوفُ بموتِنَا المجّاني وصَعَدْتَ نزفًا للسّماءِ مُعنوِنًا=جرحَ العراقِ المُسْتَبَاحِ القاني مازالَ في الأفقِ المضرّجِ نحرُنا=عَصَرَتْهُ خمرًا قبضةُ السُّلطانِ ولذا وقَفْنا دونَ أدنى فكرةٍ=ودموعُنَا صورٌ على الجدرانِ أصواتُنا يبسَتْ، وفوقَ شفاهِنا=ذُبِحَتْ كثيرًا سيرةُ الإنسانِ يا سيّدي أعِرِ البلادَ وُضُوحَها=كي نستمِدَّك قِبلةَ الأوطانِ وارْسُ على حُزْنِ اليَتَامى نورسًا=مُستبشِرًا بحفاوةِ الشطآنِ وامسحْ على رأسِ العراقِ فجرحُهُ=مازالَ نفطًا في فَمِ النيرانِ