اطعمْتُ كُلَّ مسرّتي لشجوني = ورشقتُ صدْرَ تعقّلي بجنوني ونثرتُ قمحَ الصّمتِ في مسرى فمي = فنما الصراخُ على مدارِ سُكوني ما أدرَكَتْ معناكَ كلُّ مناسكي = ترتدُّ مثلَ الضوءِ نحوَ عيوني وشعائرُ الوجدانِ فيضُ صبابةٍ = تطفو دموعًا في رصيفِ حنيني أُصغي الى الأصداءِ فيها آهةٌ = تتسلّقُ الأزمانَ منذُ قرونِ يشتدُّ حزني مِنْ تفاقمِ حسرتي =وجدًا أنوحُ على بَنِي ياسينِ لا يومَ مثلُ الطفِّ في أرزائِهِ = تبكي لهُ الأيّامُ مِلْءَ جفونِ يجري سناهُ مشاعرًا بينَ الوَرَى =طوفانُهُ مِنْ عِبْرةِ وشجونِ لو أُجْرِيَتْ مُقَلُ الأنامِ محابرًا =في وصفِهِ لقَذَتْ مِنَ التّدوينِ فلقد توسّدَ فوقَ كثبانِ الثّرى= مَنْ كانَ في حِجْرٍ مِنَ النّسرين ِ مَنْ قالَ هيَّا يا سيوفُ خُذِيني = كي يستقيمَ بناءُ صرحِ الدينِ شفةٌ يقبِّلُها النبيُّ ومنحرٌ = سَجَدَتْ لهُ إشراقةُ التكوينِ عطشٌ لأنَّ الماءَ لم يَكُ يرتقي = لذرى شفاهٍ مِنْ زُلالِ مَعينِ عطشٌ لهُ السّبعُ الشِّدادُ تمزّقَتْ = كتشقّقٍ عندَ اليَبَاسِ بِطِينِ فطَفِقْتَ تسقِيها مناحرَ فتيةٍ = بنزيفِ أوداجٍ وقطعِ وَتِينِ عطشٌ يلوِّحُ للرضيعِ أنِ اسْقِنِي = فرَماهُ قوسُ الخائنِ الملعونِ رفَّ الوجودُ بلحظةٍ قدسيّةٍ = فيها ابتهالُ الحاضنِ المحضونِ عرَجَتْ قرابينُ السّماءِ كواكبًا= بتوهُّجٍ مِنْ سرِّها المكنونِ وصهيلُ مُهْرِكَ بالظليمةِ نادبٌ = والسرْجُ ملويُّ على الميمونِ فأناخَ ركبُ الحزنِ عندَ مُحَمَّدٍ = أبناؤهُ صَرْعَى بِلا تكفينِ ورؤوسُهُمْ فوقَ القَنَا وضّاءةٌ =أثرُ الجراحِ سراجُ كلِّ جبينِ يا منجمًا فيهِ كنوزُ مُحَمَّدٍ = والسّيفُ كالإزميلِ في التّعدينِ لكنَّ قصْدَ بني أميّةَ طمسُهُ = لم يدركوا لحقيقةِ المضمونِ فخلودُكُمْ دفَنَ العِدَى وَغَدَوا سدًى = وأقامَ نحرُكَ سُنّةَ التبيينِ ستظلُّ تندِبُكَ المحاجرُ كلُّها = دمعًا هَتُونًا كالسحابِ الجونِ إذْ لا نجاةَ سوى صراطِكَ منهجًا = وأنا أتوقُ لفُلْكِكِ المشحونِ

Testing
عرض القصيدة