وكنتَ نهرًا همَى مِن أعينِ الرُسلِ = محمدٌ وجهُه والمقلتانِ علي وكنتَ أنبلَ منْ مرُّوا على عجلٍ = على الصحارى فنادَتْ سيَدي وَهَلي يطولُ عنقكَ رمحًا كلَّ ثانيةٍ = حتّى غدَوْتَ سماواتٍ مِنَ الأسلِ مِنْ أينَ تدخلُ فالأكوانُ ما اتّسَعَتْ = لكبرِ مجدِكَ فانداحَتْ مِنَ الخَجَلِ لا تلتفِتْ لخطابِ المُتْرَفِينَ هُنا = فَهُمْ يدسّونَ طَعْمَ السُمِّ بالعَسَلِ هُمْ أمّنوا فيكَ ربًّا في ضمائرِهِمْ = حتّى تجلّيْتَ فانقَادُوا إلى هُبَلِ فامسَحْ رؤوسًا لها في اليُتْمِ آصِرَةٌ = تقفو رضيعَكَ يا ريحانةَ الأملِ أزِحْ ضبابَ عُيُوني عَنْ رجالِ هوًى = فَمَنْ سواكَ إذا أبصَرْتُ مِنْ رَجُلِ وَمَنْ يغيِّرُ حجمَ الرّوحِ لو صغُرَتْ = بكبرِهِ وَهْوَ معصومٌ مِنَ الزَّلَلِ؟ وَمَنْ يطوفُ على أحزانِنا غَبَشًا = يدقُّ أبوابَنا عيدًا مَعَ القُبَلِ فالكربلاءاتُ مازالَتْ تحاصِرُنَا = والهاشميّاتُ حتّى اليومِ دونَ وَلِي أنتَ الذي شدّتِ الدّنيا رواحِلَها = على خُطَاكَ فعادَتْ خيرَ مُرتَحلِ عزاؤنا فيكَ أنّ الدَّمْعَ قلَّدَها = تلكَ القرابينَ عرشَ اللهِ والمُقَلِ وقالتِ الأرضً مهلاً إنّهُ وطني = أمّا الكواكبُ قالَتْ إنّهُ زُحَلي كنّا شتاتًا ولم نعثُرْ على بلدٍ = حتّى وجَدْنَاكَ صِرْنَا سادةَ الدُّوَلِ