خدُّ السماءِ جثا يبوحُ لخدِّهِ: طُوبَى لسيفٍ لا يموتُ بغمدِهِ طُوبَى لجرحٍ صاغَ مِنْ ملحِ الأسى صبرًا وأوفى للنزيفِ بعهدِهِ ولكلِّ مَنْ مدَّ الجنونَ حبائلًا لمّا رأى ذُلًّا بعودَةِ رشدِهِ هو ذلكَ اليُتْمُ المضمَّخُ بالدّماءِ وبالشَّقاءِ معذّبٌ مِنْ مَهْدِهِ عيناهُ سرُّ نبوءةٍ تحيا وتفنَى _كالنخيلِ_ بوجدِهِ عيناهُ.. يا عيناهُ يا جوعًا تعوَّدَ أنْ يجولَ على شواطئِ زُهدِهِ تَقسو عليهِ الأرضُ لكنْ نفحةُ المعصومِ تمَحو ما يجولُ بِخَلْدِهِ تَقسو عليهِ الأرضُ يُطفئُ جمرَهُ ماءُ الحسينِ فَودُّه مِنْ ودِّهِ إذْ إنَّهُ الحِجْرُ الذي لاذَتْ بِهِ الدُّنيا كمَا كانَتُ تَلوذُ بجدِّهِ إذْ إنَّهُ السيفُ الذي شَطَرَ الوجودَ لضفَّتَيْنِ حُدودُهُنَّ بِحَدِّهِ فهُناكَ .. حيثُ النارُ تأكُلُ بعضَها والحُرُ يبرأُ صاغرًا مِنْ وَعْدِهِ حيثُ الحكاياتُ التي لا تنتهي شُطِبَتْ ..! فَقدْ كادَ الفُراتُ بكيدِهِ وحمائمُ الغارِ القديمِ تَناثَرتْ والعنكبوتُ هُناكَ فرَّ بجلدِهِ ما كانَ أسرابًا تُحشِّدُ بعضَها ولِ(إبرهاتِ) الطفِّ قامَ لِوحدِهِ خدُّ السماءِ جثا يَقولُ لِعطرِهِ: عُذرًا فَقدْ سُلِبَ الشَّذَا مِنْ وردِهِ ويُنبِّئُ الأيامَ أنَّ لهذهِ الأجسادِ تاريخًا يَضُجُّ بمجدِهِ أنَّ السماءَ إنِ ابتَغَتْ أمرًا .. يَكُنْ حتّى وإنْ.. سَعَتِ الرماحُ لِردِّهِ فاللهُ أودعَ وِردَهُ في الظامِئينَ على قداسةِ وِردِهِ وأباحَ للأيتامِ أنْ يتفرَّطُوا وتَذوبَ نَكْهَتُهُمْ بِلذّةِ حمدِهِ فهوَ الحِكايةُ مُنذُ أنْ خَلَقَ السّما هُمْ أتقَنُوا بالجوعِ حِرفَةَ سردِهِ