شفقًا ومُهرًا عادَ مِنْ جرحٍ معا=لم ينوِ إيقاظَ الطُّفُوفِ ليَهجَعا لم يَغتنِمْ وَطَرَ السيوفِ لكي يُبالِغَ=في الفجيعةِ بل ليوقِدَ مصرَعا ملأَ الحوافرَ قبّةً ومآذنًا=وأشارَ للمضمارِ أنْ لا يَركعا صانَ الحسينَ على المباضِعِ هكذا=صَنَعَ الحسينَ ولم يشَأْ أنْ يُصنَعا نَهَرَ الحكايةَ أنْ تخونَ عنادَهُ=وتُجَرِّدَ الجرحَ الجناحَ المُقلِعا وظليمتانِ على الحسينِ بأنْ يُضَرَّجَ=بالسُّكُونِ وأنْ يُضَمَّدَ مَنبَعَا لا تنسبوهُ إلى المناديلِ البليدةِ=أو لنحرٍ في البكاءِ تَرَبَّعا منذُ الفجيعةِ غادَرَ المُهرُ الجفونَ=إليهِ يعدو رافضًا أنْ يَرجِعا وبنى بفيضِ النّحرِ منبرَ جَدِّهِ=اتَّخَذَ الجراحَ منابرًا وتَمَنَّعا صوتانِ وشمُ السيفِ يكبُرُ حَدَّهُ=بدمٍ ويبلُغُ مولِدَيْنِ وأفرُعا ما بعدَ نصِّ الموتِ يسبِقُ قبلَهُ=بفمٍ يُباغِتُ بالنفيرِ المَضْجَعا ورسالةٌ تُملِي المباضِعَ يومَئِذ=بُعِثَت بمعجزةِ الحُسَينِ مُبَضَّعا لنبيِّ مصرعِهِ انجلَى إعجازُهُ=جرحًا تَنَبَّأً كبرياءً مُفجِعا تحتَ السنابِكِ لم يَهِنْ جبريلُهُ=المكسورُ باهَلَ بالعنادِ الأضلُعا المصرعُ العملاقُ خُيِّرَ للحُسينِ=فلم يكُنْ هذا الحسينُ ليَقنَعا باسمِ القيامةِ يستعيذُ بجرحِهِ=مِنْ مطمحٍ يُرخي الجهاتِ الأربعا خَرَّ الحسينُ فأَبدَعَ الموتَ الرفيعَ=فلم يَجِدْ شفَقُ القيامةِ أرفعا تلكَ الفجيعةُ باغَتَتْ موَّالَها=بالمُهرِ فالتقفَ الصهيلُ الأدمُعا إنَّ البكاءَ عليهِ نصفُ قصيدةٍ=فاجهَدْ بحزنِكَ أن يثورَ فيُبْدِعا أحرى بجمرِ الوقتِ بعدَ نفيرِهِ=أنْ لا يؤجِّلَ فحمَهُ المُتمنِّعا أَجِّل رثاءَكَ واستمِع لجراحِهِ=تُدلِي بأفصحِ ما نواهُ مقطَّعا أَجِّل رثاءَكَ كربلاءُ قصيدةُ=الشهداءِ تحرسُ بالدماءِ المَطْلَعا سبعونَ رمحًا ما يزالُ يُحِسُّها=الإشراقُ تفتضِحُ الغيابَ المُزمَعا الوشمُ زادَ عَنِ العيونِ فلا الدموعُ=مَشَتْ بما يكفي وغابَ وأَسرَعا هم قطَّعوهُ فعادَ مِنْ طَعناتِهم=مدنًا وعادَ مُوَزَّعًا ومُجَمَّعا ذرفُوهُ لكنْ عادَ مِنْ دمعاتِهم=شفقًا وعادَ مِنَ القيامةِ أذرُعا جرحٌ بريعانِ النزيفِ يعاندُ=المرسى ويسأمُ أنْ يجفَّ ويَنبُعا نزفٌ بريعانِ الجراحِ يجادِلُ=الأنصالَ يُفحِمُ بالقِبابِ البَلْقَعَا في لحظةِ النحرِ الجَريءِ ونصلِهِ=الجرحُ بَسمَلَ والحُسَامُ استَرجَعا حَدَّ انقلابِ الموتِ في ميلادِهِ=الجرحُ حَمحَمَ والحُسَامُ تَضَرَّعا ما دارَ في ذهنِ الخلودِ وذهنِ=مبضعِهِ احتدامُ الجأشِ حيثُ تَصَدَّعا لم يَستجِبْ للرّملِ وهو يَخِيطُهُ=قبرًا وحرَّضَهُ عليهِ ليَصدَعا رَجُلٌ على شكلِ العراقِ يصفُّهُ=جيشًا يفرِّقُهُ شبابًا مُهرَعا يتقاسَمُونَ خُطَاهُ مِنْ جفنٍ إلى =رمحٍ وينقسمونَ منهُ لئنْ دَعا هوَ جرحُهُ المجدُ الذي لم ينوِ=مأساةً وأوجزَهُ الثباتُ وأوسَعا هيا انسبوهُ إليهِ لا الموّالُ يوجِزُهُ=ولا صوتٌ نعَاهُ ولو نعى خاضَتْ مُوسيقاهُ السنابكُ والرّماحُ=تَشَرَّبَتْ ناياتِهِ إذْ أَسْمَعَا الليلُ يبحثُ عَنْ جراحِ الشمسِ=حتّى يطفئَ الأمسَ الذي ما أَقلعا شمسٌ تُحَاصِرُها المَغَاربُ لم تَجِد=أجدى مِنَ الفجرِ الصّريعِ وأَفضَعا عمراً فعمرًا يثبتُ الجرحُ ابتكارَ=حسينِهِ ويخطُّ نصرًا مُوجِعا وإذا أقامَ الجرحُ منبرَهُ سيقرأُ=مولدًا ويصرُّ أنْ لا يخضَعا الجأشُ أولى بالدموعِ فأرجِعوا=جسدَ الحسينِ إليهِ جأشًا مُشبَعا الطقسُ عِبءُ العاصفاتِ وللسّكونِ=مغامرٌ يأبَى الهبوبَ الطَّيِّعا سيعودُ جبريلٌ إليهِ ليبدأَ=القرآنَ جرحًا هاديًا مُتشَعشِعا جسدٌ على الرّمْضاءِ بالغَ في =الحقيقةِ لم يدَعْ جرحٌ لزيفٍ مَوضِعا هذا الحسينُ الرّحبُ لم يُعفِ المدى=مِنْ جفنِهِ ما زالَ يَذرِفُ مَطلعا حزنٌ وعصفٌ يا لَجرحٍ عارمٍ=مِنْ داخلِ الكثبانِ جَرَّ الأشرُعا الجرحُ كانَ النصَّ لم يكُ شاعِرًا=ذاكَ الذي ختمَ القصيدةَ إصبعا مُدُّوهُ فوقَ إبائِهِ سيعودُ مِنْ=جسدٍ ويتّخذُ التحدّيَ مَوقِعا الوحيُ أقسمَ إنَّهُ هُوَ إنَّهُ=القرآنُ خرَّ عليهِ منهُ وضُيِّعا وَتَرٌ يراهُ مِنْ السكوتِ يحرِّضُ=الأنغامَ والأشعارَ أنْ تَتَشَجَّعا رُدُّوهُ للخطواتِ عَنْ أسمائِكُم=فمِنَ المُحالِ عليهِ أنْ يتطبَّعا الحزنُ لا يدري لأيِّ مسافةٍ=قَطَعُ الحسينُ مِنَ الجراحِ المِبضَعا